الزيارة المظفرة لبوش وساركوزي للمنطقة

م. الطيب بيتي العلوي

م. الطيب بيتي العلوي

مغربي مقيم بفرنسا

باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس

[email protected]

"..نعلم جيدا أن "أمركة أوروبا بعد الحرب ،خطر بالغ، ونعرف جيدا ما سنخسر لو تحققت..، وان "أمركة" أوروبا ستهئ بدون شك "أمركة" الكرة الأرضية.،وستفقد الانسانية ما ضيها...""سيمون فاي.".الوزيرة الفرنسية الأسبق في حكومة  جيسكار

 لقد جاز لكل الحضارات قديما، وطاب للشعوب قاطبة، أن يتصونوا شعوبهم ضد الدخلاء، ويشرعوا سياسات تحمي الأهل والديار انها  "الأرستقراطية الفطرية الطبيعية" كما استلهمتها عقول الفلاسفة، وأرواح الحكماء ،والصوفيين، والأخلاقيين ،من وحي اللوغوس وملكوت الروح،.

 فانه لمن دواعي الاتلاف العقلي، وجوائح الارتكاس الحضاري، والانحطاط الخلقي، أن تذل شعوب المنطقة العربية كلما زارها أفاق من أفاقي السياسات  الدولية الجبروتية ،عندما تشاهد هذه الشعوب بأم أعينها على شاشات العالم، معظم رموزه السياسية في عشية الاستقبال،تراهم على الفور يتراكضون، ويحتضنون ويبتذلون ويتملقون ،ثم تراهم عند الابكار، على الرعية يتغطرسون وينتفخون ،ويتفيشون و يقمعون ويتوعدون ويغضبون وينددون،ثم ينهالون على الأمة بعد انتهاء مراسيم الطاعة بالوعود والأماني الجوفاء، تحركهم جماعات ورهوط الضغط المشتغلة بين أيديهم، وبامرة "الأسياد" يوصون ويحضون حضا جما -بالغواية والاكراه- على أن تلتزم الأمة بالسلوك القطيعي الكبشي ،والتسليم الملكوتي السماوي الى قرارات ووصايا "المستلهمين" والأحبارالربانيين" " وعلى رأسهم الحاخام أولمرت ،والحبر الأعظم ساركوزي والقديس الأكبر بوش ،الذين ما يبرحون يملون املاءاتهم المذلة على ساساتا –حتى في عقر دورنا-الذين يتحولون-وياللهول- الى مجرد "دراوشة متصوفين"ومريدين مستسلمين وتابعين حيث يصاب البعض منهم  بحالات "الزار "لدى اجتماعاتهم مع هولاء، فيعانقون ،وينصتون و يحملقون ويوافقون،.انها "الواقعية السياسوية" وفلسفة "الأوبن مايند الجديدة" والدين العضواني الجديد، مما يخذل حقا آدمية الأمة ،ويفجعها في وطنيتها وينكبها في عروبتها ويدنس ديانتيها (الاسلام ومسيحية المنطقة الكارهين لها) ويطعن قيمها ويحقرجودها

بيد أن استقراء مسار التاريخ ،واستنطاق أسفارالشعوب والحضارات، ينبؤ دوما ،على أن لا قيام لأية حضارة، ولا بقاء للجماعات والأمم، الا بالحفاظ على كرامتها بالدفاع عنها،ولم يثبث أن الشعوب استسلمت أو فاوضت في ثمن كرامتها

ولاغرو ،فان الرأي العام العالمي(وهو ليس في الواقع الا الرأي الغربي) رغم استخفافه بالتراث الغيبي المافوق –قبري اليهودي ،ورغم مشاهداته اليومية للعدوانية القصوى على جماهير شعبنا بفلسطين،والعراق فانه لمحترم حقا "للعبقرية اليهودية" على ضلاعتها في شؤون ابتداع الدهاء السياسي،واجادة حرفنة صنع الأفكار، وتسويق البروباجاندات والحنكة وسائل تحقير الساسة العرب، وتقزيمهم أمام شعوبهم 'سيكولوجيا"، وتقنيات وسائل الضغط  النفسي على اكراه كل زائرلاسرائيل أو فلسطين على قبول عدم زيارة قبر المرحوم 'ياسر عرفات" رمز القضية الفسطينية" ..وعرب الاعتدال يوافقون،؟ و ،واكره الرئيس الأمريكي على الاستخفاف بمقدسات الأمة والاصرار على تهويد الدولة العبرية وتهويد  القدس ..وعرب الاعتدال..يحملقون؟

ان الرأي الدولي، شأنه شأن كل انسان –فردا أو جماعة- في احتقاره في كل زمان ومكان،للضعف والضعفاء، ومتأفف متقززمن الشعوب العربية وأنظمتها، في استجدائها للقرارات والتوصيات والادانات، من الأوساط الدولية،ضد غطرسة اسرائيل، واحتقار البيت الأبيض للشعوب العربية والاسلامية،وهي ما هي عليه من عشرات الملايين تعدادا، وأراضيها اتساعا ،وترواثها تعاظما، فيما قوة اسرائيل متمثلة فقط في ايمانها بقضيتها الأزلية، و بمؤهلاتها البشرية، وحنكتها السياسية ،

 لقد استطاع الكيان الصهيوني أن يجتني التقدير الدولي، والتعاطف الغربي، بما أوتي من عناصر الدهاء على تصوير المجتمعات العربية كمجموعات طوطيمية رجعية بخورية متخلفة، يحكمها اقطاعيون طبقيون شهوانيون، أوليكارشيون ثيوقراطيون ،أشبعوا جماهيرهم أفانين الهوان والاستغلال والتجهيل، أو أنهم"اسلاميون" ارهابيون ظلاميون وسفاحون، أو شيعة متحزبون فئويون وطائفيون ،أو شيوعيون حمر طوطاليتاريون، أو قوميون شوفينييون سفاكون ،وأن اسرائيل المهددة بهذا الشر المستطير المحدق بمعالم الحضارة والديموقراطية، لدولة صغرى في حجم دويلة اسرائيل العصرية "وشعبها التلمودي المختار" الوديع الممثل حقا  للتقاليد "التوراتية- المسيحية الغربية الأصيلة" ضد همجية الشرق الشريرة

 وذاك سر اهتمام اسرائيل بالعنصر البشري وبالبحث العلمي، حيث يعتبر "شيمون بيريز" "ان الغنى الناتج عن الأدمغة اليهودية، أعلى من عائدات النفط السعودي" كما أوردته صحيفة "يديعوت احرنوت" باريخ 3نونبر عام 1995م أثناء اجتماع المؤتمر الاقتصادي "بعمان"

هذا رغم ما يمكله العرب المحدثون من كل هذا "العز النفطي" ورغم ما يملكه أثرياؤهم وأمراؤهم  ورجالات أعمالهم من وسائل ضغط على البنوك الدولية، والمؤسسات المالية ،والشبكات الاستثمارية العالمية، ومصانع الغرب الكبرى،وقدراتهم على افلاس مؤسسات ومنظمات تمتلك عصاب الحياة،بما يمتلكونه من أسهم ورؤوس أموال في الخافقين من اليابان الي جنب افريقيا، ورغم ذلك فبشق الأنفس، فاننا ننتزع تعاطفات ومساندات لفظية ،من مجموعات ثالثية افريقية، وأسيوية ولاتينو-أمريكية حقيرة فقيرة ،تقر لنا بحقوقنا المشروعة ،بينما لايزداد الكيان الصهيوني والجبروت الأمريكي الاأن يفعل بنا الأفاعيل بمباركة  "مافيات اقتصاد السوق" الشامتة بانهيار الشعوب المستضعفة

تحقيقا للسيطرة على دول العالم غير اليهودي-مسيحي لتصبح  باقي الامم  مسلوبة حضاريا وتابعة اقتصاديا..

فما السر ياترى في التواجد البوشي الساركوزي في المنطقة؟

تعددت الاسباب والموت واحد

المسوغات

التاريخ يقول انه من أجل اسرائيل  ،والاقتصاد السياسي يقول، انه من أجل البترول والطاقة، والاستراجية الجيو-سياسية تقول ،انه من أجل تطويق ايران وحزب الله والقضاء نهائيا على المقاومة الفلسطينية،والعقل التوليفي يقول أنه من أجل انجازهذا كله،...وبمعادلة بسيطة نقول، بأن الزيارة هي التأكيد وتفعيل التلاحم ما بين مجموعتي ضغط اللوبي اليهودي-العالمي ، ولوبي الأعمال ،وتجارالحروب ،وسماسرة أسلحة التدميرالمصنعة من "الثالوث "الأخطر علىالبشرية (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا)الذين انتصروا كلهم لخلق "تأليه عولمة وحدانية السوق"والاصرارعلى اكتمال تحقيق مشروع "تيودور هرتزل ""من النيل الى الفرات"   الذي هو القلعة المتقدمة للحضارة الغربية ضد همجية الشرق" كما سوق مشروعه حرفيا للغرب في أوائل القرن الماضي

 ويبقى المستفيد الأكبر، هو اسرائيل المحرك للخيوط الدقيقية للعبة في المنطقة كما تشاء، وكيفما تشاء، ومع من تشاء وبالطريقة التي تشاء، والباقي هراء أدباتي لمن يعرف أسرار اللعبة الدولية

فحلم اسرائيل الكبرى ،كان حلم أجداد لم يخالواقط أن حفدتهم سيحققون "اسرائيل العالمية"، الا أنها تحققت بمشيئة ضخ الدم الحي في العروق الأخطبوطية المزروعة في أصقاع العالم، التي استنبثهاالغرب على مدى قرنين ،وجاءت الولايات المتحدة لتنعشها وتحميها بعد أفول المأثرة الاستعمارية للامبريالتين البريطانية والفرنسية في بدايات القرن الماضي، لتطال الكون بأسره بعد مشروع مارشال ،وما كان لها أن تنجح لو لم تجد التربة المواتيةلها ،بسبب ضعف المناعة لدى بعض حكام المنطقة، الذي سببه ذلك الفيروس الغريب المستحكم في خلايا بعض الساسة في القرن الماضي، والحالي، وما يزالون يعانون من ضعف المناعة حيث يسقطون في "العهر السياسي " كما اسماهم "نعوم تشومسكي" عندما شاركت أكبر دولة عربية في حرب الخليج مقابل 5ملايين ، واستقدام لعشرات الآلاف من الأمريكيين الذين لوثوا أراضي المسلمين بذرائع يندى لها الجبين، حيث زاد العرب تشرذما مقابل التوحد "الاسرائيلي –الغربي المتمثل في تواجد "الثعلب ساركوزي" بدهائياته المصادمة التي يعتمد عليها في ممارسات سياساته - المتصهينة السافرةالتي لم تعرفها قط الجمهورية الفرنسية الخامسة منذ نشأتها، وغطرسة بوش المتعالية المحقرة للقادة والشعوب العربية التي ما هي الا استمرار لحلم "الطهرانيين الانجليز" الذين كانوا أول من حل بالقارة الأمريكية باعتقادهم المطلق 'بقدسية العنف الأكثر دموية، وتبريره بورع "بيوريتاني" مخادع، وسماه الاسبانيون والبرتغاليون في ابادتهم الجماعية بالجنوب "بالتنصير"، حيث لم يبق خلال قرن واحد فقط من مجموع 100مليون نسمة من السكان الأصليين للقارة عند وصول الأوربيين سوى 10 ملايين ، ولتعويض النقص في القوة البشرية واليد العاملة "المستعبدة" الرخيصة قامت اسبانيا وفرنسا وانجلترا بجلب ونقل 100مليون افريقي من القارة السوداء ،حيث دفع الايمان بفكرة "شعب الله المختار"-وهو المبدأ الأزلي والثابث الذي يجمع الغرب باسرائيل- في تبرير شرعية الابادة ،وسرقة أراضي السكان الأصليين ،واعلان الحروب ،وقتل الشعوب"بأمر الهي" كما أوصى به أحبار اليهود منذ الزمن السرمدي، حيث كلف الله 'اله الجيوش" "ياهوى" (انظر مقالتي  فرويد واسطورة شعب الله المختار) بمهمة شعبه المقدس بابادة الشعب الكنعاني ،والا فكيف نفسر خطاب بوش بتقريره الالتزام بتهويد مدينة القدس رغم ،أنف البرية ،

لقد كان الغرض من الزيارةهو تحديد  الهدفين الرئيسيين

القضاء على ايران، و"محاربة الارهاب" الذي اعتبرهما بوش العدوان الرئيسيان على أمن اسرائيل والولايات المتحدة ودول الاعتدال ،حيث يحقق لوبي الأعمال وصناعة الأسلحة مشروعهما نحو انجاز"عولمة الامبراطورية الاقتصادية" ضد الهويات الثقافية أو الدينية أو التاريخية لكل الحضارات، وخاصة لشعوب المنطقة (من عرب وفرس وأتراك) "

وهذه هي أهداف ومقاصد التحالف الغربي الأمريكي عبر تواجد بوش وساركوزي ، فما هي أهداف عرب المنطقة ؟(الحينية، والمتوسطة المدى والبعيدة المدى ؟)

أمابعض المحللين ،والكثيرمن المراقبين الذين اعتبروا تحرك بوش في المنطقة هو تحرك وقتي، وظرفي تمليه أجندته السياسية قبل رحيله عن البيت الأبيض ، وان ال،مور ستتغير بعد بوش ،فهم واهمون وذلك للأسباب التالية

أولا

 ان الأصل في ايجاد الولايات المتحدة الأمريكية بمفهوم  "الواصب"  أو البيض الأمريكيين،هو أنها" منحة الهية "،ويجب الدفاع عنها، والدفاع عن التراث اليهودي بالمفهوم البروتستانتي

ثانيا

ان وثيقة الاستقلال الأمريكية "المنادية بمبادئ الحرية والمساواة تعتبر بأن.." العدوان والاستأصال" هورد دفاعي وطبيعي ،"حيث وصف الهنود الحمرفي الوثيقة -الذين هم السكان الأصليون للقارة- حرفيا بما يلي="...هؤلاء المتوحشون القاسية قلوبهم الذين تتمثل طريقتهم الحربية الغنية عن التعريف في تحطيم وافساد كل شيء" وبموجبه تم ابادة 10 ملايين من السكان الأصليين لم ينج منهم الا 200000،

 في عام 1789م عرف الناطق الرسمي باسم الأنوار ،بنيامين فرانكلين "أب الأمة الأمريكية الحديثة" بأنه الرجل الذي يصد السكان الأصليين-الهنود الحمر- لفسح المجال لشعبه الخاص-أي العرق الأوروبي المغتصب-

 في عام 1779م قام جورج واشنطن(صاحب خدعة الوثيقة الوهمية لتحرير العبيد الذين ظلوا مبعدين عن الحياة السياسية والحقوق المدنية حتى بعد عام 1968 اثر الثورة الزنجية العارمة بعد مقتل الزعيم الزنجي "لوثر كينغ") بابادة قبيلة "ايروكا" الهندية تحت وابل اعجاب وتقدير وموافقة الكونغرس الأمريكي

في عام1789م اعتبر توماس جيفرسون "الكونفدرالية الامريكية " "بالعش الذي يجب أن يكون منطلقا لاعمار أمريكا الشمالية والجنوبية بالسكان"" ... ومضيفا ويستحسن بقاءها تابعة للعرش الاسباني،على ان تنتزع منه قطعة قطعة-بالحروب طبعا-  عندما يصير شعبنا قويا

 أن مذهب "مونرو" و "أدامس"  يقومان على 'قانون الطبيعة" الذي بموجهما يجب اللجوء الى العنف والتدميرضد الشعوب الأخرى حيثما توجد المصالح الأمريكية

حدد قانون 'الرئيس "وودرو ويلسون"'صاحب "عصبة الأمم الفاشلة" أنه من "واجبنا الخاص تجاه كل شعب مستعمر(بفتح الميم) أن نعلمه النظام وضبط النفس، و "تعلم القانون والطاعة والتعود عليهما"، حيث طبق مذهبه المتعلق بتقرير المصير باجتياح المكيسك وهايتي وجمهورية الدومينيك ،عندما تمت أبشع الاغتيالات ،والسلب والنهب ،واخضاع البلاد للاسترقاق ،وتحطيم النظام السياسي المحلي ،ووضع البلاد تحت سيطرة المستثمرين الأمريكيين "حسب مذهب مونرو " أيضا

 ثالثا

 انه لا يمكن لأي رئيس للولايات المتحدة أن يصبح رئيسا دون موافقة ومباركة اليهود، الي حد أن الرئيس الأسبق "جيفرسون" اقترح اتخاذ رمز لأمريكا يمثل بني اسرائيل تظلهم غيمة في النهار، وعمود نور في الليل، بدلا من شعار النسر توافقا مع ما يتضمنه "سفر الخروج

"قام الرئيس "روزفلت ذي الأصول اليهودية ، بضغط شديد على بريطانيا لحملها على التراجع عن الكتاب الأبيض، لسنة 1933م ،الذي ينص على تحديد الهجرة اليهودية لليهود لفلسطين، والذي كان يعتبره "عرقلة لارادة الله وتعطيلا للنبوءات المقدسة" وكان من أقطاب الصهيونية المسيحية ومنظرا للماسونية

من المعروف أن ترومان ضغط علىستالين-لدى لقائهما لتقسيم كعكعة العالم بعد موت روزفلت- بانشاء الأمم المتحدة   تحقيقا لمشروع رورزفلت لاجبار الدول  المنضوية في المنظمة علىالتوقيع على الاعتراف بدولة اسرائيل ،ولذا فان مهمة الأمم المتحدة قد انتهى دورها عمليا بمجرد التوقيع، والدليل هو أن اسرائيل لم تطبق قط أي قرار صدر عن المنظمة الدولية الى يومنا هذا

صرح الرئيس نكسون لدى تسنمه السلطة بالبيت الأبيض "بأن التزامنا تجاه اسرائيل ينبع من ميراث قديم ،

صرح الرئيس كلنتون بعد انتخابه في 12 نونبر عام 1993م "اني أجدد التزام أمريكا الوثيق بالحرص الشديد وتقوية اسرائيل في مجال الأمن"

ولذا فان القوة الاسرائيلية لا تنتجها "أسطورة عبقرية حوالي 3ملايين من اليهود، أو 12 مليون موزعين على العالم ،بل هو التلاحم "الصوفي اللاعقلاني" المعقد، والمركب الأمريكي السياسي والاستراتيجي والاقتصادي والمالي والعسكري والعلمي والتكنولوجي، الشيء الذي لن تحظى به أية دولة في المنطقة ،ولو تعاقدواكلهم مع كل شياطين الأرض وأبالسته:،لأن الولايات المتحدة تستغل كل الاتفاقيات العسكرية وغيرها مع دول المنطقة ،لصالح اسرائيل، دفاعا عن أمنها كما صرحت "مادلين أولبرايت" لجريدة "لوموند الفرنسية" في 3 فبراير عام 1998م.،.ومن المستحيل لأي رئيس قادم سواء أكان ديموقراطيا، أو جمهوريا السماح بمس أمن اسرائيل كما ينص عليه الكونغرس نفسه(أنظر المسرحية العبثية ما بين بوش والكونجرس حيث ينتقدون ،ثم يصفقون ويوافقون بالاجماع على ميزانية التمويل الحربي كل مرة)

ولهذا فموقف دول الاعتدال لهو بدوره موقف "صوفي لاعقلاني" مع اسرائيل والولايات المتحدة ولا يوجد له أي تفسير عقلاني ،وبموجبه فانهم يساهمون بالحظ الأوفر في تأمين أمن اسرائيل بقبول  بناء القواعد العسكرية لمواجهة ايران ،والتضحية بأمنها القومي  والقطري المهدد من طرف اسرائيل ،والعمل على تدجين شعوبها وتطويعها ،تمهيدا للتطبيع الكامل كما املاه كل ن بوش وساركوزي في زيارتهما الأخيرة حيث صرحا معا وبطل وضوح انها مصممن على حماية  المنطقة من "الهجمة الفارسية الأكيدة" ..فرحماك  يارب