الغزل في ليبرمان !
أ.د. حلمي محمد القاعود
كتب صحفي من المستنيرين(؟) يرثي لحال فضيلة الجنرال الوزير الذي يشكو لطوب الأرض من أحوال خطباء المساجد التابعة له! حيث قال معاليه إن الإساءة إلى شركاء الوطن – يقصد النصارى – خط أحمر ، مما يعني تهديدا مبطنا لكل من تسول له نفسه مثلا أن يتكلم عن التوحيد ، ويذكر أن المسيح عليه السلام ، قال لقومه في سياق الحديث مع ربه جل وعلا " ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم .. " (المائدة : 117) ، أو ذكر الآية الكريمة " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم .. " ( المائدة : 17، 72 )، فهذا الكلام بمفهوم التمرد الطائفي المستقوي بالولايات المتحدة والنازية اليهودية في فلسطين المحتلة ؛ يعد إساءة إلى شركاء الوطن ، وازدراء للنصرانية ، يوجب محاسبة الخطيب ، وإلقائه وراء الشمس وفقا لمفهوم فضيلة الجنرال الوزير!
الصحفي المستنير(؟) زعلان لأن الخطباء أوبعضهم تحديدا ؛ يدعو على اليهود والنصارى بأن يشتت الله شملهم ويبدد جمعهم، ويرمل نساءهم ، وييتم أطفالهم ، وهذا في عرف المستنير لا يجوز .. لأنه تطرف ، وتعصب ، وظلامية .. ونسي المستنير أن الذين يقتلون أهلنا المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان هم اليهود والنصارى الذين تخلوا عن شريعة موسى وعيسى عليهما السلام ، وأن قتلاهم من المسلمين وصلوا إلى الملايين ومثلهم من الأرامل ، وأضعافهم من اليتامى والمساكين والبائسين والمشردين في أرجاء الأرض بعيدا عن بيوتهم وذويهم ، وأن العرب والمسلمين عاجزون عن إيقاف القتل والدمار في ديارهم ، ولا يملكون إلا الدعاء .. هل تستكثر عليهم الدعاء بالكلمات يا حضرة المستنير المرهف الحس ؟
إنك مستنير ظالم ومفتر وتحتاج أن تراجع ثقافتك ومعلوماتك ، إن كنت حقا تريد الخير لبلدك وأهلك بما فيهم غير المسلمين !
ولست أيها المستنير في حاجة إلى من تشكو إليه خطباء المساجد ، بعد أن وجدت فضيلة الجنرال الوزير يشكو منهم ، وينذرهم بالويل والثبور وعظائم الأمور ، ليكون هو الآخر مستنيرا ، يشيد به المتمردون الطائفيون وصبيانهم المستنيرون في الصحافة والإعلام .
هل علمت أيها المستنير بخبر المدعو عزت أندراوس الذي نشر على الشبكة الضوئية دائرة معارف نصرانية تقول إن المسلمين يحتلون مصر – أي إنني أنا وأنت ورئيس الدولة والوزير المستنير ؛ من الغزاة في نظره - وقتلنا حلال في مفهومه لأننا من جيش الاحتلال البدوي الصحراوي الذي يجب تطهير مصر القبطية منه ؟
وإذا كنت لم تعلم بخبر هذا المتمرد الطائفي المدعو عزت أندراوس ، فأنت بالتاكيد تعلم بخبر الخائن المجرم الذي يقبع في وكره بواشنطن ، ويرسل بين الحين والآخر دعوات باسم المنظمة النصرانية المتمردة التي يقودها في بلاد تمثال ا لحرية إلى السادة النازيين اليهود الغزاة القتلة في فلسطين المحتلة ، يدعوهم إلى احتلال مصر وتطهيرها من الإرهابيين الإسلاميين الذين يحكمونها ، أو الإرهابيين الفلسطينيين من حماس الذين يحتلون سيناء ، ويحفرون فيها الأنفاق ، ويستولون على الأغذية والبضائع المدعومة من الشعب المصري المحتل ؟
لا أدري إن كنت قرأت أو سمعت بخبر هذا الخائن الذي شاع أمره في الصحف الطائفية وغير الطائفية ، والقنوات الطائفية وغير الطائفية ، فضلا عن الشبكة الضوئية (النت) عبر موقع منظمته ، ورسائله التي لا يكف عن إرسالها إلى كل من يستطيع ، ويتغزل في الإرهابي السفاح أفيجدور ليبرمان ، وزير الخارجية النازي اليهودي ويصفه بالبطل ؟
لا شك أنك أيها المستنير قرأت وعرفت وسمعت ، ولكنك لم تغضب ، ولم يتمعّر وجهك من أجل بلادك ومصيرها الذي يضعه المجرم الطائفي الخائن رهن إشارة السفاح النازي اليهودي ، ولم تكتب كلمة غاضبة أو تحريضية من أجل كرامة مصر مثلما كتبت تحرض على الخطباء المساكين الذين لا يملكون حيلة ولا يهتدون سبيلا ؟
من المؤكد أنك قرأت قوله وهو يخاطب السفاح اليهودي النازي ليبرمان متغزلا فيه وفي بطولته وشجاعته :
«سيدي الوزير البطل ليبرمان.. إن الأقباط يعلمون شجاعتكم وأنكم تحترمون القوانين الدولية وتسمعون صراخ أمهات البنات الأقباط ، والجمعية الوطنية القبطية الأمريكية تناشدكم رفع وضع الأقلية القبطية في مصر إلى الأمم المتحدة لفرض الوصاية الدولية على مصر حمايةً للأقباط ؟ ".
أرأيت أيها المستنير كيف يصف الخائن الطائفي السفاحين اليهود باحترام القوانين الدولية ، وهم يقتلون الشعب الفلسطيني يوميا ، ويسرقون أرضه وتراثه ، ويشردون أفراده ، ويحاصرونهم بالجوع والموت ، ويحرمونهم من أبسط حقوق الإنسان ؟
ثم تأمل كذب الخائن الطائفي المجرم ، وهو يتحدث عن صراخ موهوم لأمهات بنات الأقباط الذي يتخذ منه ذريعة ليفرض اليهودي النازي وصاية دولية على مصر لحماية النصارى ؟
أيها المستنير هل قرأت أكاذيب الخائن الطائفي المجرم وهو يدعي أن النصارى اثنان وعشرون مليونا ، وهم في تعداد المنظمات الأميركية التي يثق فيها وينتمي إليها تقول إنهم بكل مذاهبهم وطوائفهم أقل من خمسة ملايين وسط ثمانين مليونا من المسلمين ؟ اسمعه يقول : «نحن ٢٢ مليوناً من أبناء الشعب القبطي المقهور من الغزاة العرب المحتلين لبلدنا مصر، وإخوة لمليون من اليهود المصريين المحتمين بأرض إسرائيل العبرية بعد أن شردهم من مصر الإخوان المسلمون».
ثم تأمل أيها المستنير كذب الخائن الطائفي المجرم ، وهو يتحدث عن مليون يهودي مصري خائن شردهم الإخوان المسلمون(؟) ، يحتمون بدولة الغزو النازي اليهودي في فلسطين العربية المحتلة .. وقل لنا رأيك وأنت رجل مرهف الحس تزعجه دعوات خطباء مساكين على من قتل المسلمين بالملايين وشردهم ودمرهم ، في سلوك هذا الخائن الفاجر الذي رفع برقع الحياء من على وجهه، ووجد من بين قادة الطائفة من يكتفي بوصفه بالمجنون .
هل المجنون يا سيادة المستنير الذي يقود منظمة تضم المئات من خونة المهجر يستطيع أن يقول مثل هذا الكلام ، ويستعدى النازيين القتلة على شعبه وأمته ؟ هل من يتهم رئيس الجمهورية العربية المصرية بالإرهاب الإسلامي ويدعو إلى قتله يسمى مجنونا في عرف قادة التمرد الطائفي المحليين ؟
إن هؤلاء القادة يستطيعون إسكاته وتأديبه لو أرادوا عن طريق الحرمان الكنسي ، وسبق أن طبقوا الحرمان البشع على فضلاء نصارى ، لدرجة أن منعت الصلاة عليهم بعد وفاتهم ، ونموذج القس إبراهيم عبد السيد مشهور للناس كافة ، وكان الرجل رافضا لاستبداد الكنيسة وزعيمها المتمرد ضد الدولة والأغلبية، وظلت زوجته تدور به على الكنائس التي أغلقت في وجهها ولم تقبل واحدة أن تصلي عليه !
إن هذا المجنون ذراع من أذرع زعيم الكنيسة المتمرد ينفذ ما تأمره به القيادة الطائفية المتمردة ، وينفذه في إطار لعبة توزيع الأدوار التي تستهدف إرباك الدولة والضغط المستمر عليها ، وفي الوقت نفسه يتم تجييش الطائفة للانفصال عن محيطها الاجتماعي ، والولاء للكنيسة وفكرها الشيطاني المتمرد ، وشحن عامة النصارى ضد الأغلبية بالأفكار المدمرة ، مثله في ذلك مثل المجرم عزت أندراوس ، والمجرم الفاجر زكريا بطرس ، والمجرم الخسيس يوتا الهارب من مصر!
كنت أتمنى من المستنير الذي تجرح مشاعره دعوات مقهورة لخطباء بسطاء يوجعهم ما يجري لإخوانهم المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان على يد اليهود القتلة والصليبيين المتوحشين .. ولكنك أيها المستنير مثل بقية المستنيرين في بلادنا التعيسة تتركون الأمور الخطيرة ، وتتعلقون كذبا وزورا بالهامشيات للتشهير بالمسلمين من ناحية ، ولكسب الرضا الكنسي من ناحية أخرى ، بحكم أن الكنيسة صارت لها الكلمة الأعلى في الوطن الذليل !
هل سمعت أيها المستنير عما طالبت به ما تسمى لجنة «ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان»، بالمجلس الأعلى للثقافة، بتشكيل لجنة وطنية لتعديل المناهج الدينية، وعدم الاكتفاء بالأزهر والكنيسة لأداء هذا الدور، وهو ما رفضه الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، مؤكداً أن اللجنة الوطنية ممكن أن يكون دورها مراجعة ما يضعه المتخصصون سواء من الأزهر والكنيسة، وليس المشاركة في تعديل المناهج؟
هل مهمة المستنيرين التشهير بالإسلام ؟ وبدلا من البحث في أسباب انهيار التعليم كله ، ينشغلون بإلغاء التربية الدينية الإسلامية التي تدرسها الأغلبية الساحقة ، وتتطوح في حلقة الذكر نوعيات من كتاب السلطة وخدم النظام ، ومتمردين طائفيين تطفح كلماتهم تعصبا وبغضا وحقدا على الإسلام والمسلمين ؟ هل صار المسلمون أقلية تتهم في دينها ويقهرها المجرمون الخونة لتتخلى عن دينها في المدارس والجامعة والإعلام والثقافة ؟
إنك أيها المستنير ومن شابهك تخدمون الشيطان حين تتركون الخونة يستعدون الأعداء على الوطن البائس ، وتنشغلون بالخطباء الغلابة والتربية الدينية الصورية ، وتفترون على الله الكذب وأنتم تعلمون !