العنصرية الفارسية تجاه الأحوازيين،

المتفق عليها بين النظام ومعارضيه!

حميد الأحوازي

لا يتسغرب الأحوازي إذا سمع أو قرأ من احد وهو يتحدث عن العنصرية الفارسية تجاه العرب، وذلك بحكم التعايش معهم لأكثر من ثمانية عقود، منذ احتلال الأحواز و حتى الان، لكن بالنسبة لغير الأحوازيين، فإذا تحدثنا لهم عن كل ما نعانيه من هذه العنصرية، فيندهش، سواء كان عربيا أو غير عربي، وفي كثير من الأحيان لا يصدق، و ذلك يعود الى عدم وجود تماس و تعايش للناس معهم، لكن بالرغم من ما ذكرناه، فأن الفرس هم فضحوانفسهم بأنفسهم، لكن ان كل ما شاهده العرب غير الأحوازيين من هذه العنصرية مازال لا يكفي لمعرفة كيفية تفكير الإنسان الفارسي تجاه العربي اولا وغير العربي عموما.

وكما اشرت في البداية عن معرفتنا التامة بالانسان الفارسي، فلا يختلف الفارسي في عنصريته ضد العرب عن فارسي أخر، أو لأي تيار سياسي ينتمي، ومهما كانت ايديولوجيته وما هي الجهة الفكرية له، و هذا ثبت لنا بحكم ان الأحوازيين كانو يتعاملون بشكل مباشر مع تنظيماتهم الساسية وكثير من الأحوازيين دخلو في احزاب معهم، لكن اثبت ذلك ان أي علاقة معهم لا تدوم طويلا حتى تنكشف نواياهم العنصرية، لكن بإستخدامهم لشعارات انسانية، يستخدمون هذه الشعارات غطاء للوصول الى غاياتهم، و حصل هذا ابان ثورة الشعوب الغير فارسية عام 1979.

الغريب و العجيب الذي قليل من يصدقه، ان حتى منظماتهم الانسانية حسب ادعائهم، ومع انها انسانية، لكن تجدهم هم من يروج للعنصرية تحت مسميات يتسترون خلفها، و الاغرب ان حتى الذين يحملون جائزة نوبل للسلام مثل شيرين عبادي، يبتعدون عن طرح القضايا الانسانية الأحوازية مثل الاعدامات و الاعتقالات و التعذيب و التطهير العرقي و غيرها من الجرائم التي ترتكبها قوات الإحتلال الايراني في الأحواز العربي!

منظماتهم "الانسانية" لا تدين ممارسات السلطات الايرانية تجاه عرب لأحواز، ولا تسنكر الاعدامات و الاعتقالات، بل وتبتعد عن نشر أية معلومة عن ما يحصل في الأحواز العربي، و بهذا العمل قد شاركت هذه المنظمات جرائم النظام بسكوتها على جرائمه.  هذا طبعا يشمل حتى المنظمات الإنسانية للمعارضة الفارسية في الخارج. هذا عن منظماتهم "الانسانية" أما الإعلام للنظام وللمعارضة، فمواقفه اسوء كثيرا من المنظمات الإنسانية.

الاعلام الحكومي كما هو معروف، يربط أي حركة سياسية أو اجتماعية بالخارج، لكنه لا يعكس أي خبر صغير كان ام كبير، معتقدا ان نشر الحدث ليس من صالحه، اما اعلام المعارضة، فهو الاخر لا يكتفي في التستر على الاحداث و التعتيم عليها إذا كانت تخص العرب الأحوازيين، بل ويعمل بنفس الاسلوب الذي تمارسه سلطات الاحتلال تجاه الأحوازيين، وأتي لكم بنموذجا من هذا التعتيم والذي حدث قبل اقل من اسبوع فقط، حيث اخر حدث الذي حصل في الأحواز المحتلة الذي جاء خبره على قناة العربية على النحو التالي: (محاولات للتعبئة في تفريق مشاركين في تشييع جنازة أحد النشطاء السياسيين الأحوازيين من أبناء قبيلة العمور العربية في الأهواز"الأحواز" والذي قتلته قوات التعبئة العامة "الباسيج"، تحولت إلى مظاهرة أدت إلى اشتباكات مسلحة بين قوات الباسيج ومسلحين عرب يستخدمون السلاح عادة في مثل هذه المناسبات.

وتحولت مراسم التشييع والتي جرت في منطقة "آلبو رومي" إلى مظاهرة، فحاولت قوات الأمن والتعبئة وأصحاب الملابس المدنية تفريق أبناء قبيلة العمور العربية مما أدى إلى صدامات مسلحة سقط خلالها 5 قتلى و22 جريحاً من الجانبين.)

هذا الخبر نشرته كل المواقع الأحوازية باللغتين العربية والفارسية، لكن، طبيعة الفرس بعد قراءة أي خبر يتعلق باستشهاد الأحوازيين او تعذيبهم او أي جريمة اخرى بحقهم، لا ينشروه ولا يعتنوا به ويمكن ان يقول بعضهم: يستحقون، منهم هؤلاء الأحوازيين الأجانب؟! ليعودوا الى اراضيهم التي هاجروا منها لإيران!!! طبعا، ويتهمونهم بالوهابيين والوحوش واكلة الجرابيع والفاقدين للحضارة والبعيدين عن الثقافة و... وهذا يشمل ايضا الفلسطينيين والعراقيين اذا قتلوا لكن بأقل شدة من الأحوازيين، ولم يعارض احد من الفرس ولم ينشر شيء عن قمع النظام للأحوازيين في مظاهراتهم ضد اسرائيل في هجومهم على غزة وقتل 1400 شخص!!

المعارضة الفارسية، تنشر خبر انتقال احد الفرس باسم "ابوالفضل عابديني"  ناشط حقوقي من سجن "افين" في طهران الى سجن كارون في الأحواز، وهذا الخبر جاء على موقع إيران برس نيوز المعارضة ونقلته وكالة انباء "هرانا" و جاء على كثير من المواقع الفارسية، لكن لم تنشر أي من الصحف والمواقع الفارسية على الاطلاق خبر 5 قتلى و22 جريح في الأحواز، خبر بهذه الاهمية والذي اعقبته اعتقالات، التي طالت اعدادا كبيرة من ابناء شعبنا الأحوازي، لكنه لم يحضى بتغطية من الاعلام الايراني لا في الداخل ولا في الخارج، و لا تذكره المنظمات "الانسانية الايرانية" على الإطلاق، ماذا تعني هذه؟ اليست عنصرية غريبة جدا؟ اليس المعارضة الفارسية هي شريكة ومساهمة مع النظام الايراني بكل ما يقو به من دمار و قتل ، نهب و سلب، استيطان وتهجير،وحرمان الاحوازيين من ابسط الحقوق الانسانية؟

ان العنصرية الفارسية الايرانية تجاه الأحوازيين خصوصا و العرب عموما هي قل ما يشابهها على وجه الارض، ولا يوجد مسطلحا او عبارة مناسبة حتى نستطيع ان نعبر عن عنصريتهم بها،لكنها الحقيقة اكثر من عنصرية عرفها البشر، العنصرية الايرانية تفوق العنصرية النازية و الصهيونية، الفرس تجمعهم ايديولوجية واحدة وهو عرقهم، حتى لو تبنوا فكرا اخرا، مهما حمل هذا الفكر من انسانية، وما تحدثنا عنه يشمل حتى من يعملون في المؤسسات الأجنبية مثل منظمات حقوق الإنسان الدولية المعروفة ونموذجها الفرس الذين يعملون في هيومن رايتز واج والعفو الدولية، و على الإعلام الدولي مثل بي بي سي الفارسي، و "راديو فردا" و "صداي امريكا" و غيرهم،فهم يسيرون على نفس النهج.