مُقارنات بين الاعتداء والمبررات
على الكويت و لبنان.. والنتائج
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
( في البداية لابدّ أن أستعرض ماقاله حفنة أدوات النظام السوري في لبنان عن السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية بأنه لايفهم في اللغة العربية ، وبالتالي أوتوماتيكيا فهو لايفقه بالسياسة ، وربما صار بين ليلة وضُحاها من أغبى أغبياء العالم بنظرهم كما أخبرهم بذلك النظام السوري ، الذي أوعز لهم باختراع مُصطلحات جديدة وترويجها تمهيداً لتبنيها . فبألامس صرح حسن نصر لله وقادة حزبه غامزين إلى عمرو موسى " بأنه يجهل اللغة العربية وأنّ عليه أن يتعلمها – ربما في قُم - ثم يأتي إلى لبنان لأن في لبنان من هو أفقه في اللغة العربية» ويقصدون أنفسهم ، فهم عندهم حتى الفهم إلهي يتناوله قادتهم من أئمة الضلال في طهران ويرضعونه مع الحليب منذ نُعومة أظفارهم ، وبالتالي فإن جميع وزراء الخارجية العرب لايفقهون العربية ، وعندما يتكلمون في مُداولاتهم فإنما يتحادثون بالهندية ، أي أنّ حزب الله الإلهي على حق فيما ذهب اليه من تجهيل وزراء العرب والعياذ بالله ، إلا واحداً استثنوه ، لفهمه وضلوعه الغير عادي في اللغة العربية وفي كل شيء ، انه بوبية " بليلا بللوك " وزير إعلام بشار، مُخترع الفهم والأفكار، وحامي حِمى الفرس العُظماء ، والذي أتحفنا بالكثير من المعلومات اللامعقولة ، والذي أكرمه الخامنئي بعد أن أمّن على أقوال السيد الإلهي بقوله : " أن الوزراء العرب ابتعدوا عن التفسير الرقمي للمبادرة العربية وأكدوا أن اللبنانيين – من أتباعهم- وحدهم المخولون بالأرقام وتوزيع النسب بناء على التوافق بينهم " بعد أن شرب من سيده بشار فكره الإنفصامي الذي نظر- بشار- يوماً الى نفسه فلم يجد الا صبياً لبس جُبّة أبيه المُلوثة بدماء الأبرياء ،ونفاق من حوله الذين زينوا له سوء أعماله ، فظنّ أنّ الرجال قد عدمت من الأرض ، فاتهم غيره من القادة الذين عرّوه على حقيقته بأنصاف الرجال . تُم صمت الوزير "بوبي" وفكّر ثُمّ قُتل كيف فكّر وأدان عمليات القنص التي شهدتها بيروت ، ولكنه ياحرام نسي أن يُدين عمليات الاعتقال للرموز الوطنية السورية ،وإفقار شعبنا ، وقتل مُفكريه وخيرة أبناء ه ، وإصدارأسياده للأحكام الجائرة بحق الأحرار والرموز الوطنية السورية ، وممارسة التعذيب عليهم ، ليُثبت لنا النظرية القائلة عليه وعلى أسياده " أبطال على لبنان ونعامات فيما سواه)
ما أوردته في المُقدمة كمثال للمقارنة بين الحالة العراقية والسورية ، الأول دخل الكويت تحت مُبررات سرقة النفط ثُمّ فيما بعد أن الكويت تاريخياً مُحافظة عراقية ، ولا يُخفى على أحد أن الموافقة على الغزو كان أمريكياً عبر سفيرتهم في بغداد ، وكذلك دخول قوات استخبارات النظام السوري إلى لبنان كان أمريكياً إسرائيليا لإشعال البلد وإلهائه عن واجبه الوطني في ذلك الوقت ، ولقيام الجزار حافظ الأسد بواجبه لإرهاب اللبنانيين والفلسطينيين عبر قتل مايقارب المئتي ألف منهم ، وبمُباركة غربية ، ثُمّ ادعائه بأن لبنان ماهي إلا مزرعة عائلته وذويه الخلفية
النظام العراقي شرّد الشعب الكويتي ، وأُفرغ البلد من أهله ، إلا من عجز عن الرحيل ، والنظام السوري فعل مثله باللبنانيين ، وشردهم على العالم أجمع كما شرد الملايين من شعبنا السوري في المنافي
النظام العراقي هُزم نفسياً عندما رفض الكويتيون التعامل معه ، والتخلي عن قيادتهم ، وكذلك النظام السوري هُزم عندما تمّ طرده بأبشع صورة ككيان من لبنان ، حتى صار سُخرية على فم كل صغير وكبير ، لابل ورأينا هذا الشعب كيف تعامل مع صور الأسد الإبن والأب ورجالاتهم القاتلة في لبنان
الجامعة العربية اجتمعت ونصحت وأعلنت عن حالة البغي العراقية ، فما كان رد النظام العراقي إلا السخرية منهم ، والتجاوز عليهم ، ثُمّ تلبدت الأجواء الدولية بعدما غسل العرب أياديهم من إقناع النظام العراقي لُمقترحاتهم التي تمنع طمع الآخرين فيهم ، وتُنقذهم من سوء مافعلوه، واليوم النظام السوري يهزأ بقرارات العرب ، ويُفسرها على هواه ، ويسخر من القادة ويتجاوز على الزُعماء
بالأمس المظلّة العربية أُزيلت عن النظام العراقي ، حتى صار في مواجهة مُباشرة مع المُجتمع الدولي ، واليوم تُرفع المظلّة تدريجياً وأوتوماتيكيا عن هذا النظام الأخرق عربياً ودولياً ، حتى صار الاستياء منه على العلن ، كما صار يصدر عن فرنسا وأمريكا والعديد من الدول الأُوربية ، هذا عدا عن الموقف العربي المُشابه لذلك ، والذين أعلنوا جميعاً أكثر من مرّة عن نفاذ صبرهم مما يرتكبه النظام السوري من الحماقات ومُحاولته تدمير لبنان ، وهذا
النظام العراقي وقع أخيرا في شرّ حماقاته ، عندما رفض الاستماع إلى إخوانه العرب ، وطُرد من الساحة تماماً ، بل لوحق قادته ، وكذلك النظام السوري يسير على نفس النهج في سوء الفهم والتقدير، وكما قال عيسى ابن مريم عليه السلام ، أمّا الحماقة فقد أعيتني ، وكذلك نرى الحشرات تحوم حول النار إلى أن تقع فيها ، وكذلك نظام بشار يفعل ، فلا احد وطني أو قومي أو عروبي أو مُحنّك أو مُقاوم غيره ، وكلّ من سواه عميل ، كما صرح وزير الإعلام بلال عن تفسيره عمّا يجري في لبنان من زعزعة الاستقرار ، وأوامرهم لأتباعهم لتدمير المؤسسات والدولة ، ليس إلا من أجل عدم استخدام هذا البلد في المشروع الأمريكي الإسرائيلي ، فهم وحدهم يقفون أمام طموحات المُستعمر والطامعين ، ولذلك حرروا الجولان ، وردّوا على العدوان الإسرائيلي بالأحلام ، ولم يُبقوا في سجونهم أي أيّ سجن رأي أو طريد ، لذلك راحوا يُحاربون قيام الدولة اللبنانية واستقرارها وأمنها ، كي لاتستفيد من ذلك إسرائيل ، تلك هي نظرية نظام بشار ، وهي نفسها كانت نظرية نظام بعث العراق.