شكرا يا بوش فقد أيقظت الأمة
شكرا يا بوش فقد أيقظت الأمة
خليل الصمادي
[email protected]
عضو اتحاد الكتاب والصحفيين
الفلسطينيين/ الرياض
من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، هكذا
علمنا رسول السلام والمحبة وأنا هنا أتقدم بالشكر لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية
وأظن أن الكثيرين غيري يشكرونه!!
الشكر له لأنه أيقظ الأمة من سباتها
العميق، فما كان لها أن تستيقظ لولا تصريحاته النارية التني أدلى بها في القدس
الشريف إذ أعطى للأولمرت الضوء الأخضر، بضرب المقاومة، و بتشديد الحصار على غزة
وقطع الاكهرباء، والحياة.
شكرا لبوش لأنه عرّفنا أن الأمة وإن
كبت فلا بد لها أن تصحو على وقع الألم والجراح، والظلم ونَّبهنا إلى حديث رسول الله
" الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة"
شكرا يا بوش لأنك حركت الجماهير من
طنجة إلى الشارقة ومن جاكرتا إلى أنقرة تنادي بصوت واحد : لبيك يا فلسطين " ارفعوا
الحصار عن غزة"،" خيبر خيبر يا يهود..... وما كان لها أن تتحرك لولا أوامرك بتشديد
الحصار.
شكرا يا بوش لأنك منحت المحطات
الفضائية المحترمة ثقة مشاهديها فتناولت أخبار الحصار بكل صدق وموضوعية وهي تثمن
لك تصريحاتك النارية في القدس الشريف" لا للعودة ، نعم لضرب حماس نعم للتعويض
المهين ، القدس عاصمة إسرائيل "فأعطيتها الفرصة في الرد عليك وحتى المحطات التي
كانت محسوبة على تيارك تناولت الأمور بجدية لتواكب الجماهير علهم يثقون بها
ويضعونها في المفضلة.
شكرا لك يا بوش فقد حركت جيوب
الأغنياء من أجل نصرة إخوانهم في غزة فالبرغم من قراراتك الجائرة في مراقبة
الجمعيات الخيرية وتجفيفها كي لا تصل المساعدات للفقراء والمحتاجين في غزة وغيرها
إلا أن الميسورين عرفوا قنوات أخرى فهم قرؤوا قوله تعالى " ومن يتق الله يجعل له
مخرجا" وحتى الفقراء من العرب والمسلمين قطعوا الكهرباء عن بيوتهم ودفعوا ما يملكون
من دراهم معدودة من أجل نصرة إخوانهم في فلسطين.
شكرا
يا بوش فقد حطمت جدار القهر في رفح فانتفض الشعب الجريح والتقى مع أحبابه المصريين
متلاحمين متآخين ، وما كان لهم أن يحطموا الجدار لولا ظلمك واحتقارك المظلومين
وأصحاب الحقوق وما كان لهذا الصرح الظالم أن يتهاوى إلا بفضل القهر والظلم لقد كان
تحطيمه حلما كما كان رد الأشقاء المصريين في غاية الإنسانية واللطف وتقدير الظروف،
ولو أنه سيغلق بعد حين إلا أنه يشكل بادرة خير ودرسا سيطبق كلما قرب الاختبار.
شكرا لك يا بوش فقد عاد العشرات من
الذين ظلوا عالقين في العريش ورفح المصرية منذ أشهر عديدة وبرغم صيحات الاستغاثة
قبل ذلك بأيام، ولم ننس معاناة الحجاج الذين ظلوا عالقين أياما عديدة دون الدخول
إلى الوطن.
شكرا يا بوش فقد جسدت الوحدة العربية
لقد التقى مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحوح مع زميله مراسل الجزيرة في مصر في منظر
قل نظيره في عالم الطغيان والقهر الإعلامي، وكم دمعت عيون المشاهدين متأثرين بهذا
الحلم الكبير فلولا حصارك لما التقى المراسلان.
شكرا لك يابوش وهذا الشكر خاص من أصحاب
القضايا الخاصة كمن استطاع أن يدخل عروسه من رفح المصرية وقد ظل سنوات يعاني مررارة
العزوبية، أو ممن أثرى قليلا في هذه الظاهرة الاقتصادية الجميلة، أو ممن أدخل كيسين
من الاسمنت المسلح لترميم سقف منزله المتصدع، ولا سيما أننا في فصل الشتاء.
شكرا يا بوش فقد بكت السماء من فرحتها
وأغاثنا الله بالأمطار والثلوج بعد أن هبت الجماهير في دفع الظلم عن أهل غزة
المستضعفين، وقد كنا قبلها نصلي الاستسقاء وما من مجيب.
شكرا لك يا بوش فقد كشفتَ المستور
وعريت الأدعياء ممن ساروا في ركابك يروجون لأوسلو وخارطة الطريق وأنا بولس فما
استطاعوا أن يقنعوا شعوبهم بصدقيتهم، وما استطاعوا إيقاف العدوان لا على غزة ولكن
في الديار التي أحكموها فها هم الآن يترنحون ولا يدرون ما ذا سيفعلون كانوا يتبجحون
من قبل بإعادة الانتخابات ويتوهمون أنهم سيحصلون على ما يحفظ ماء وجوههم فشكرا لك
يا بوش لأنهم لو دخلوا الانتخابات لما حصلوا إلا على أصوات معدودة هذا إن لم
يزوروها بمباركتك كما يخططون.
شكرا يا بوش، والشكر موصول لصديقك
شارون الذي فجر الانتفاضة الثانية بزيارته للأقصى الشريف، وها أنت اليوم تفجر عودة
الوعي للجماهير التي ظنت أن القلوب بلغت الحناجر، وأرجو ألا تنساه من دعواتك فأنت
كما ادعيت مرارا أنه يوحى إليك فلعل هذه الدعوات تريحه من عذابات السنين .