أشلاء اللبنانيين أكثر جمالاً عند نظام بشار
أشلاء اللبنانيين أكثر جمالاً عند نظام بشار
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
(
بالأمس حدّثنا حسن نصر الله عن احتفاظه بأشلاء الإسرائيليين على مايبدو من باب
التبرك بها ، وكُلنا يعلم أنّه في إسلامنا ، لايجوز التمثيل بالقتلى ، أو المتاجرة
بالجثث ، وعندما نُصيب عدواً لانقتله انتقاماً بل لأسباب موجبة لهذا الفعل ، كما
جرى من العدوان على لبنان ، وبالتالي فلا يجوز إعطاء انطباع على الإسلام بأنه يعشق
الموت ويعشق الأشلاء أو الدماء، وهذا مُخالف لنهج محمّد صلى الله عليه وسلم ، الذي
يمنع أي قتال مادامت أبواب الدعوة والتلاقي مفتوحة ، ولم تُغلق دونها السبل ، بما
نُسميه في عالمنا اليوم بالحرية الدينية والإعلامية والثقافية وإبداء الرأي دون
تجريح أو تجديف على الأديان بما يُعرف ب"الإقناع الطوعي دون إكراه أو مُغريات" وما
فعله حزب الله بهذا الخصوص هو مُخالف لأبسط تعاليم الإسلام لأنّ السياسة الشرعية
والمنهج الفقهي يطلب بدفن الموتى ، لا كما فعل الصليبيون من قبل " كما وردني مع
الصور "عندما بنو في جمهورية التشيك في مدينة سيدليك كنيسة لازالت إلى يومنا هذا
موجودة من عظام المسلمين الذين سقطوا في الحروب الصليبية على أعتاب بيت المقدس عبر
قرون عديدة ، والتي تُعتبر سبّة عار في جبين من يتبنّاها ، وليست فخراً للمسيحية ،
وكذلك أشلاء الإسرائيليين التي تحدث عنها حسن نصر الله بهذه الطريقة المُقزّزة
والمُسيئة لتعاليم الإسلام تعتبر عار على من يتبناها من المسلمين ، وإذا كُنّا نخوض
في قضية الأشلاء والجثث ، فلا شكّ فإن أشلاء اللبنانيين والعراقيين والسوريين
الأبرياء التي تتناثر يومياً هنا وهناك هي أشدّ سوءاً وأفظع شكلاً من جثث
الإسرائيليين المُعتدين، والتي تقف وراءها جهة واحدة لا أكثر)
هذه
الجهة لم تعد تخفى على أحدٍ بقصد تركيع لبنان وتخويف قياداته الوطنية المُنتخبة من
الشعب مُباشرة ، فكل التفجيرات تقع في أماكن مُحددة من مناطق الموالاة، ولاتقع
مثلاً في الضاحية الجنوبية ، وكل المُستهدفين من تيّار الاستقلال وثورة الأرز ومن
يحمي حمى لبنان ، وليس أولئك ممن يُطلق عليهم المُقاومة أو حتّى من المؤيدين للتوجه
السوري، الذين إن كان لإسرائيل يد فيما يجري ، لكان الأجدى أن تقع تلك الجرائم في
تلك المناطق التي يسيطر عليها حزب الله وفي أشخاص أتباعه ، لا أن يخلع الجنرال
ميشيل عون الذي كان مُعادي للنظام السوري سترة الواقي من الرصاص ، لأنّه اطمئن بعد
أن سار في ركاب نظام بشار ، وما أطرحه من نظريات لايُخالفني عليه أيّ مُتابع للشأن
اللبناني وإرهاب النظام السوري
ويأتي تفجير اليوم في منطقة الحازمية تحت جسر الشفرولية المؤدي إلى طريق الأشرفية ،
والذي أودى بحياة العشرات مابين قتيل وجريح ، كرسالة إلى جهاز الأمن الذي ينشط هذه
الأيام لتقديم مالديه من معلومات إلى المحكمة الدولية ، وخاصة إذا عرفنا عن الرائد
الركن الشهيد وسام عيد ومرافقيه ، أنه كان مُتخصصاً بالتحقيقات فيما يتعلّق
بالاتصالات الخلوية التي جرت أثناء تفجير موكب الشهيد الكبير رفيق الحريري رحمه
الله . وتفجير اليوم يدخل في سياق فشل "المُعادات للبنان" أذناب النظام السوري في
تحقيق الغايات الخبيثة من وراء إضراب الأمس لشلّ حركة البلد ، وتدميره اقتصادياً ،
والذين لم يتعاطف معهم إلا القلّة القليلة من أتباعهم وأعوان النظام السوري وأدواته
في لبنان. وكذلك يأتي في مُحاولات يائسة لتعطيل الاستحقاق الرئاسي الذي أجمع العرب
على تحقيقة في أقرب وقت . وأيضاً في استهداف مُباشر لحكومة السنيورة الصامدة
واستقرار البلد وزعزعة أمنه
وأخيراً أقول: وأوجه كلامي هذا إلى الرؤساء والملوك وقادة العرب ، والى المُجتمع
المدني الحر والمُنظمات الإنسانية ، بأنّ شلالات الدم لن تتوقف في لبنان وسورية
والعراق مادام هذا النظام الذي يقوده بشار قائماً هو وحُفنةٌ من أقرباءه وذويه
والمُنتفعين من العصابات الإجرامية التي تتغذى على دماء وآلام وأشلاء ومآسي البشر ،
وإذا لم تُقطع رأس الأفعى فلا يفيد قطع الذنب الذي يزداد قوةً ومتانة كلّما تجدد
ويصير أكثر إيذاء وإرهاباً من السابق، والجهود التي تُبذل في لبنان من أجل التسوية
هي غير مُجدية مادامت أوامر الرفض والتدمير والتخريب والقتل وإشاعة الفوضى تأتي من
دمشق ، ولا ينفع للحلّ إلا بقطع الرأس عبر كشفه وسرعة تقديمه للمحكمة الدوليه هو
ومن معه ، وحينها ستجدون كل الحلول التي تطروحنها مُمكنة ، وسنجد تلك الحُثالات
والأدوات التابعة للجهاز الإستخباراتي العسكري السوري قد اندثرت أو هي بين يدي
القضاء ، لتُحاكم على جرائمها بحق اللبنانيين والفلسطينيين ، وبحق كل بريءٍ سقط
ظُلماً على يد هؤلاء ، وسنجد حينها لبنان حرّاً آمناً مُستقراً ، ومركز الإشعاع
الفكري والحضاري كما كان في السابق.