فيصل شاه زاده تفاحة فاسدة

أسعد البيروتي

في العالم مليار ونصف مليار من المسلمين ، في العالم مليار ونصف تفاحة وردية الخد ؛ أثمرتها بساتين بني أمية في الشام والاندلس . وثمة بضع مئات من التفاح الاسلامي الفاسد ، يعبث بأهل دينه وقومه وغير أهل دينه وقومه ، ومن بين تلك المئات تفاحة شديدة الفساد هي : فيصل شاه زاده ، وليست هي التفاحة الاولى المشوهة . كانت البداية الحقيقية في 11 ايلول سبتمبر 2001 ، آن فجرت مجموعة محمد عطا البرجين في نيويورك ، وقتلت ثلاثة آلاف بريئ ، ولن تكون النهاية في اعتقال الامريكي الباكستاني الذي أقسم قبل سنة وبالقرآن الكريم على حفظ أمن وحياة امريكا والامريكيين في احتفال حصولة على الجنسية .

استعرنا عنوان المقال من عمدة نيويورك ؛ لنؤكد أنّ الادارة الامريكية جادة في مدّ الجسور مع الاسلام والاسلاميين ، وأنّها تأخذ بعين الاعتبار أن يكون العالم الاسلامي والعربي راضياً وليس عدائياً تجاهها ، ولن يمنع قيام تلك الجسور فساد  البعض والقلّة وارهاب البعض والقلّة .

في 4 أيار مايو 2010 وفي الساعة الواحدة صباحاً ، وزير العدل الامريكي اريك هولدر قال : "انّ الباكستاني الامريكي ، والذي يُعتقد أنّه خطط لتفجير سيارة ملغومة في تايمز سكوير بنيويورك ؛ ستوجه اليه تهمة الارهاب الدولي ، وتهمة استخدام سلاح من اسلحة الدمار الشامل " وأضاف اريك هولدر أنّ فيصل شاه زاده الحاصل على الجنسية الامريكية منذ سنة والمولود في باكستان وله من العمر ثلاثين عاماً ، والذي سبق واعتقل في ساعة متأخرة من مساء اول أمس في مطار جون كندي الدولي ، بعد انزاله من طائرة طيران الامارات التي كانت متوجهة الى دبي ، هذا المذكور قد قدّم معلومات مفيدة للسلطات " .

الرئيس الامريكي باراك اوباما قال : "لن نرتعد خوفاً ، ولن نخضع للترهيب ، وستُقّر العدالة ، وهذا الاعتداء تذكيرٌ قاس جدي بالمرحلة التي نعيشها" .

عمدة نيويورك مايكل بلومبيرغ قال "انّ ما حدث يجب ألا يكون سبب عداء للباكستانيين والمسلمين ، وانّ شاه زاده يُعدّ تفاحة فاسدة بين مسلمي نيويورك" .

فيصل شاه زاده متزوج وله ابن وابنة ، غادرا الى كراتشي عام 2009 ، بعد أن خسرت العائلة منزلها بسبب عدم القدرة على السداد لديون القرض العقاري ، يبلغ ثمن منزل شاه زاده 220 الف دولار .

من الذي وصع بذرة الشيطان في صدر هذا الوجه الصبوح الباسم ؟ . من الذي أيقظ ذاك الشيطان ؟ . هل هم اللذين درّبوه في معسكرات الارهاب في وزيرستان على صنع القنابل ؟ . هل لأنّه خسر منزله اثر عجزه عن سداد اقساط القرض العقاري ؟ . كيف هان على الرجل وعن سابق اصرار وتعمد أن يحاول قتل مئآت من الأبرياء ؟ . لابد أنّ فيصل قد  قرأ الآية الكريمة قراءة خاطئة ، لابد أنّه قد فهمها فهماً خاطئاً ، تقول الآية الكريمة : "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" . مفهوم الردع الدفاعي الوقائي واضح في الآية ، ثمة أعداء لكم ، فتهيؤوا للاعداد والدفاع ؛ علّه يرهبهم ويمنعهم من الهجوم عليكم . لا تحمل الآية أيّ دعوة للارهاب ، ولم تقل اقتلوا الابرياء حيث تقفتموهم .

فيصل قرأ خطأً وفهم خطأً ككل  المتطرفين أعداء الحياة والحرية .

    ليست عملية فيصل ،  الفاشلة الاولى بين العمليات الارهابية ، سبقتها بعد 11 سبتمبر عشر عمليلت فاشلة مثالاً : المعتقلون ، عمر الفاروق عبد المطلب "نيجيريا" ، عبد الله المهاجر "المكسيك" ، ريتشارد ريد "جاميكا" . أشار المحققون أنّ فشل عملية فيصل أنّ المواد بدائية ، وأنّ تصنيع القنبلة تصنيع سيئ . على ما يبدو أنّ القاعدة لم تقدر خلال السنوات التسع الماضية أن ترهب "عدو الله" و"عدوها" كما فعلت في غزوة منهاتن كما سماها ابن لادن ، لعله نقص في التمويل ؟ لعله ضعف في التخطيط ؟ لعله لجوءٌ الى الهواة في التنفيذ ؟ .

    على المليار ونصف من التفاحات الوردية المسلمة ألا تصمت عن التفاح الفاسد حتى لايشيع الفساد والقتل أكثر .

على المسلمين أن يتذكروا جيداً أنّ المتطرفين الارهابيين قد قتلوا من المسلمين الابرياء مئات الآلاف بحجة قتل الكفار "أعدائهم" و"أعداء"الله ، ولم يتجاوز قتلى "الكفرة" بضع آلاف . الارهاب فاشل والارهابيون فاشلون ، واللذين يعلقون الآمال عليهم أكثر الفاشلين وأجبنهم .

   كم هو مؤلمٌ وحزينٌ لابن وابنة فيصل أن يتعفن وجه أبيهما الصبوح الباسم في السجن المؤبد الى ما شاء الله ، في حال أثبت القضاء التهم الخمس عليه ، ومن أهمها واحد حيازة سلاح دمار شامل لقتل الامريكيين ، اثنان نقل المتفجرات ، ثلاثة محاولة تدمير مباني وأهم ساحة في نيويورك .