إلى الذين ساءهم فتح معبر رفح

إلى الذين ساءهم فتح معبر رفح

خليل الصمادي

[email protected]

عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين/ الرياض

لا شك أن تحطيم جدار رفح حدث هام لا سيما في الوقت الحالي الذي يعاني منه سكان غزة الويل والثبور بعد أن ضاقت حلقاتها واستحكمت

وليس تحطيم جدار برلين بأهم منه لأن جدار غزة كان جدار لسجن كبير يشبه جدران سجون الباستيل وغيرها.

ولا شك أن الفرحة عمت العرب والمسلمين وأحرار العالم محبي العدل والحرية ، لكنها لم تعم أمريكا وإسرائيل بل عبرت الدولتان عن استياءهما من هذا الفعل المفاجئ.

ليس غريبا على الكيانيين السابقين إظهار إزعاجهما من هدم الجدار وتوعدهما مصر شعبا وقيادة بمزيد من الضغط وفتح ملفات الأقليات وحقوق الإنسان وغيرها، ولكن الغريب أن ترى أبناء من جلدتنا ساءهم ذلك!! لا سيما من يقطنون في جناحي فلسطين الجريحة أو في الشتات

لم أدر ما الذي أزعجهم ؟ أفك الحصار عن الغلابى واليتامى والجرحى والثكالى والجوعى يزعجهم؟ أم أن حصول الناس على الطعام والكساء والدواء لا يروق لهم؟ أم أن يتابع طلابنا دراستهم في الدول العربية يقلقهم ، أيريدون أن يبقى شعبنا رهينة العدو في الدخول والخروج ؟ ليست مأساة حجاج غزة ببعيدة عنا!!

تابعت بعض الفضائيات ومواقع الأنترنت ورأيت العجب العجاب رأيت أن جل الأمة وقفت وقفة رجل واحد من أجل فك الحصار الجائر عن أهل غزة كما وقفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل سنتين أيام الرسوم المسيئة ، وساء سمعي في خضم هذه الأصوات بعض الأراء الناشزة التي لم يرق لها تحطيم المعبر، وفك المعاناة عن شعبنا  وياللأسف لم أجدها إلا من قلة من أبناء شعبنا الجريح ، وهذه الأصوات تدَّعي النضال والمقاومة ولكن يبدو بالمقاسات الأمريكية الصهيونية ، وأما الحجج التي يطرحونها  فهي غريبة وعجيبة:

أننا لسنا حيوانات حتى نهجم على المعابر هكذا ، وهذا اتهام لنصف سكان غزة بهذه الصفات المهينة ، وادعاءات أخرى أن فتح المعبر هكذا هو مخالف للشرعية الدولية!! الله أكبر هل سننتظر الشرعية الدولية كي نطالب بحقوقنا  / فأبشر بطول سلامة يا مربع / وهل العدو الصهيوني احترم الشرعية الدولية ورد الأراضي لأصحابها وانسحب من الأراضي التي احتلها زورا وبهتانا وأعاد اللاجئين لقراهم ومدنهم ووووو. هل أصبحنا ملكيين أكثر من الملك أم صرنا مؤدبين متوافقين مع النظام الدولي الجديد الذي تتحكم به إسرائيل وأمريكا.

 وبعد وصف الحيوانات قالوا لا نريد الغوغاء أن تهجم على الحدود  وكأن عشرات الألوف الذين سارعوا لرفح المصرية غوغائيون أو فوضويون إنهم كما سجلت شاشات المحطات الفضائية رجال وأي رجال ونساء وأي نساء حُق لنا أن نفخر بهم؟؟

 وبعد ذلك قالوا لقد جرحنا مصر ولا يحق لنا أن نجرح مصر !! وكأنهم وكلاء عن مصر أو كأن تحطيم الجدار الذي فرضه المحتل والطاغي سيجرح شعب الكنانة ، والله لم أسمع مسؤولا مصريا ادَّعى ذلك ، بل كانوا جميعا في ألقهم وفرحتهم ، في الوقت الذي يظهر فيه الرئيس حسني مبارك على الشاشات متعاطفا مع الجموع التي زحفت لتأكل وتشرب وتتعالج وتشوف وجه ربها.

قالوا : ليست الشعوب جسرا لتبني عليه حماس شهرة ومجدا وكان حماس تنظيم صغير لا يتسع مناصروها لشاحنتين " بيك أب" يزاود على القضية  الفلسطينية و يدغدغ عواطف الشعب المغلوب على أمره من اجل أصوات الانتخابات أو غيرها ،ألم يعلموا أن حماس الآن وقبل الأن ليس التنظيم الأول فلسطينيا ولا عربيا بل إسلاميا  وكأن الإخوة لا يشاهدون استفتاءات الأنترنت في كثير من المواقع المحترمة التي تأكد كلامي وكأنهم لم يرق لهم أن يسمعوا مورياتنيا أو سودانيا أو مصريا وهو يقول : يا حماس يا حماس أنت المدفع واحنا الرصاص. وأحب أن أذكرهم باستفاء جرى قبل أكثر من شهر كان فيه رئيس الوزراء إسماعيل هنية المسؤول الأكثر شعبية وحظوة بين الناس  وتلاه بفارق كبير طيب رجب أودغان. 

قالوا الكثير ولكن لا أظن أن أقوالهم سيعتدُّ بها أو أنها تعبر عن شريحة من الناس ولم أنس يوم قال أحدهم في أحداث مخيم نهر البارد " أطالب الجيش اللبناني بدك المخيم على من فيه"!! 

قالوا وقالوا وسيقولون ، ولا أقول لهم إلا ما قاله المرتدون: " كاذب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر".