خواطر مهجر قسري – 4
د. عبد الله السوري
[email protected]
خلاصة مانشر : أن الهدف من الهجرة توفير احتياطي للجماعة المسلمة يستأنف الدعوة إلى
الله عزوجل ، وقد قيض الله لنا ــ نحن المهجرين القسريين ــ الهجرة لنحافظ على
استمرار الجماعة في دعوتها إلى الله عزوجل ....
صحيح أنه قـُتل عشرات الألوف من أبناء الجماعة وأقاربهم وأنصارهم ، ومعظم من قتل من
خيرة أبناء الجماعة ، ونحسبهم شهداء ولانزكيهم على الله ...
ولكــن بقيت الجماعة ....
كان عام (1982) عام هزة عنيفة في الجماعة ، ثم حفظها الله ، ومع أنها انقسمت عام (
1986) إلا أنها عادت إلى الوحدة عام (1992) ولله الحمد والفضل والمنة ....
ومن ذلك الحين وحتى اليوم كانت وسوف تبقى الجماعة المسلمة في سوريا رقماً صعباً
أمام أعدائها .... بل كسبت تصريحات كثير من منافيسها من العلمانيين واللبيراليين
والقوميين ، تعترف هذه التصريحات بأن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا فصيل وطني ،
ولايمكن أن تقوم حياة سياسية ديموقراطية في سوريا بدون الإخوان المسلمين .... بعد
أن كانوا قبل عقدين فقط يصرحون بأن هذه الجماعة لانصيب لها في العمل السياسي ،
ويتهمها بعضهم بالعمالة لبريطانيا ، أو أمريكا ، واستمر النظام الحاكم يجبر طلاب
المدارس على الهتاف يومياً بأنها عصابة عميلة لإسرائيل ..
وجلس أبو أنس البيانوني المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين مع أكبر منافس
سياسي وهو الأستاذ رياض الترك على طاولة واحدة أمام شاشة المستقلة يطرحان نقاط
التوافق بين الفريقين .... وكاد ينفجر عدوهم غيظاً ويعلن كيف يتعاون الإخوان
المسلمون والماركسيون ضدي .....
ووصلت الجماعة المسلمة إلى قمة نموها السياسي عندما أسهمت في جبهة الخلاص الوطني مع
الأستاذ عبد الحليم خدام ، وصار خصم الأمس حليف اليوم ، لتعبر عن وعيها ونضجها
السياسي ، وتحالفاتها المرحلية ، وتكتيكاتها المرحلية الراشدة .
كما بلغت قمة الوعي السياسي عندما أعلنت أنها تعمل على تغيير النظام الحاكم تغييراً
سلميا ً وبأيدي سورية ودون الاستعانة بالأجنبي بو أبأ ، وأنها ترفض الطريقة
العراقية في صراعها مع النظام الظالم ....
كل ذلك كان عندما وفر الله هؤلاء الأخوة الذين هاجروا واستأنفوا نشاط الجماعة بعد
محنة مطلع الثمانينات ....
ولنتصور مرة أخرى لو لن تكن هجرة قسرية !!!
لو بقي جميع أبناء الجماعة داخل سوريا !!! ماذا كان سيكون .....