القيادة الجديدة لحزب الشعب الباكستاني

القيادة الجديدة لحزب الشعب الباكستاني

د. ياسر سعد

[email protected]

بعد مقتل رئيسة حزب الشعب الباكستاني بنازير بوتو في أواخر العام الماضي وهي تتأهب لخوض الانتخابات في باكستان, قرر حزبها إسناد رئاسة الحزب إلى كل من زوجها آصف زرداي وأبنها بيلوي زرادي. آصف والذي يطلق عليه في باكستان رجل العشرة بالمائة وهي العمولة والتي يُزعم أنها كان يتقاضاها وهو في السلطة من الشركات والمؤسسات المختلفة, قضى في سجون باكستان حوالي سبع سنين في تهم تراوحت بين الفساد الإداري والمالي وبين التورط في اغتيال شقيقة زوجته مرتضى بوتو عام 1996 بعد خلافات عاصفة بين الرجلين. اختيار آصف وأبنه بيلوي -والذي قرر الأب إضافة لقب عائلة بوتو على اسمه بعد اغتيال والدته ليصبح بيلوي بوتو زرادي-  محاولة للاستفادة من الإرث السياسي لعائلة بوتو واستثمار التعاطف الشعبي مع الراحلة بوتو والتي كانت حياتها كما رحيلها مثيرا لكثير من الجدل السياسي.

انتخاب أو بالأحرى اختيار حزب الشعب لقائديه الجديدين الوالد والولد يظهر خللا كبيرا في الحياة السياسية وفي المفاهيم الديمقراطية بباكستان. فحزب حكم البلاد في مراحل مختلفة وكان من المتوقع أن يحرز نجاحات في الانتخابات والتي كان مزمع عقدها قبل مقتل زعيمته لا يستطيع أن يجد قائدا سياسيا فيلجأ إلى زوج القتيلة ذو التاريخ المشوش وأبنها الفتى والذي لم يصل إلى العشرين من عمره وكأن الحزب ملك لعائلة بوتو وتبعا له.

وإذا كان المراقبون يعرفون آصف زرادي الزوج والسياسي ورجل الأعمال بشكل جيد, فإن القلائل يعرفون بيلوي بوتو زرادي, القائد الفتى والذي من الممكن أن يكون يوما رئيسا لوزراء جمهورية باكستان الإسلامية. ولد بيلوي في سبتمبر 1988 وتلقى تعليمه الأولي في مدرسة دولية في اسلام آباد ومن بعد استأنف دراسته في مدرسة بريطانية في دبي ومنها انتقل إلى جامعة أكسفورد والتي درست فيها والدته حيث يدرس في كلية بيت المسيح للتاريخ  والتي تخرج منها جده لوالدته ذو الفقار علي بوتو.

صحيفة ديلي ميرور فتحت ملف الحياة الشخصية للفتى قائد حزب الشعب الباكستاني, معتبرة أن أسلوب حياته ستصدم الكثير من الباكستانيون والذين يتميزون في غالبيتهم بالقيم المحافظة وبالالتزام بتعاليم الإسلام. سيصاب المسلمون الملتزمون بالمفاجأة – حسب الصحيفة البريطانية- وهم يرون السياسي الجديد في صور موجودة على الانترنت في موقع يعنى بالعلاقات الشخصية وقد ضم بين يديه وبطريقة لا مبالية فتاتين تصف واحدة منهم نفسها بأنها ثنائية الجنس. محادثات الفتى على موقع فيس بوك مع صديقة له يطلق عليها اسم بوزي سوزي, تظهر صورة متفلتة ولا مبالية للفتى بيلوي. ليس من مؤشر يشير إلى أن بيلوي من الذين يحتسون الخمر, يضيف التقرير, غير أنه حضر حفل كوكتيل في كليته الجامعية مع صديقتيه حيث يمكن للطالب في مقابل عشر جنيهات رسم الدخول أن يشرب ما تستطيع معدته أن تحتمله من المشروبات الكحولية. وفي الوقت الذي لا يحضر بيلوي أي نشاط لجمعيات الطلبة المسلمين فإنه يواظب على حضور المناسبات والحفلات الصاخبة. في تقرير الصحيفة يظهر السياسي الباكستاني الجديد معانقا لفتاتين وبطريقة غربية, أشارت الصحيفة على أنهما يعرفان نفسيهما في موقع فيس بوك الشهير بأنهما مخطوبتان لبعضهما البعض.

من ساند هيرست إلى أكسفورد وما بينهما تصنع قيادات في العالم الإسلامي, ترتبط بالغرب ثقافة ومنهاجا ووجدانا. فهل نعجب إذا لم تتحرك قيادات إسلامية أو عربية لتنصر قضايا الأمة المصيرية ولتثأر لكرامتها أو لدماء أبنائها, وقد انفصلت عن أمتها وجدانا ومشاعر وعاطفة. ثم إذا كان لمتابع على الانترنت أن يحظى بتلك المعلومات المخجلة عن قيادي محتمل لبلد إسلامي عملاق, فما هي الوقائع والحقائق والتي قد توثقها أجهزة استخباراتية عن هذا الفتى وعن غيره من سياسيينا الأشاوس لتستخدمها حين تشاء كأداة ضغط أو بوصلة توجيه؟