أثر الزعامات في تغيير الحكم السوري
أثر الزعامات في تغيير الحكم السوري
د.مراد آغا
ان سياسه الجرعات التي ينتهجها النظام السوري على الطريقه الاسرائيليه من اعتقالات وتضييق تدريجي وتجويع للبشر عبر سياسه ممنهجه ومنظمه لم يكن ليقوم بها لولا أن البديل المطروح من قبل المعارضه غير موجود وتهديده حال زواله بأن حدود الجولان لن تعرف هدوءا يعقب اسقاط النظام ناهيك عن حجج ضرب الاستقرار والارهاب وتعكير صفو الاستقرار في البلاد وتطبيق قانون الطوارئ الساري الفعل ناهيك عن الاتهامات المفبركه بالتعامل مع الخارج
حتى التلويح بالمحكمه الدوليه كما نوهنا سابقا يتعلق مباشره بحدود الجولان واستقرارها وبالتالي مستقبل البلاد والعباد متعلق ومربوط مباشره بحدود لايتجاوز طولها ال 60 كم
نفس الشيئ ينطبق على الوضع اللبناني كامتداد للوضع السوري
مايهم هنا هو هل من الممكن امكانيه التغيير دون الشروط المسبقه لهذا التغيير أي استقرار حدود الجولان وارتباط بقاء النظام بها مادام البديل غائبا
اعتقال قيادات اعلان دمشق قد تكون بدايه النهايه الحقيقيه للنظام لأن الغليان الداخلي سهل التحكم والضبط لحد اللحظه خاصه في المناطق الوسطى أو محور سوريا وعمودها الفقري وهي مدن دمشق وحلب وحماه وحمص نتيجه قيادتها لحركات التغيير الفكري والتمرد السلمي على النظام عبر ماسمي ربيع دمشق واعلان دمشق وتمركز جل وحدات الجيش والامن السوري في تلك المناطق
أما بالمقابل فان المناطق الشرقيه من البلاد من باديه الشام ومنطقه الجزيره ومناطق الحدود العراقيه السوريه والتركيبه العشائريه وتوزع الأكراد وعمقهم الاستراتيجي تجعل تلك المناطق الاكثر أهليه لقياده أي تغيير أو على الاقل المساهمه الفاعله فيه
التركيبه السكانيه السوريه تجعل تلك المناطق الوحيده التي تخضع لزعامات عشائريه وقبليه ووحده الصف الكردي أمام تهميش والغاء النظام لهم وجعلهم- بدون- سوريا مع مايترتب عليهم من واجبات مترافقا مع غياب حقوقهم من مواطنه
تلك الظروف مجتمعه مضافه لحاله الغليان العام السوري نتيجه اعتقال شخصيات محترمه ومحبوبه من الشارع السوري أمثال فداء الحوراني على سبيل المثال لا الحصر وهو خطأ جسيم لانه موجه ضد زعامه المعارضه الداخليه ناهيك عن أنها امرأه وتنتمي لمدينه حماه المشهوره بمذابح 1982 اضافه لأنها ابنه مؤسس الاشتراكيه السوريه أكرم الحوراني
كلها عوامل مجتمعه تجعل من لعبه شد الحبل أو سياسه الجرعات على الطريقه الاسرائيليه وهي سياسه ممنهجه ومبرمجه يتم تطبيقها بالموازاه مع سياسه الترهيب في لبنان وهنا مفترق الطرق فاما أن يثور الشارع السوري فعلا نتيجه ماسبق يضاف اليه سياسه التجويع وغلاء الاسعار وهنا أي تحرك سوري داخلي يصعب تحقيقه دون مسانده المناطق الشرقيه وهنا على عكس ماحدث في حماه عام 1982 فان اتساع المناطق الشرقيه والحدود العراقيه ومايرافقها من فوضى حاليه وضعف التواجد العسكري السوري في تلك المناطق يجعل من الامر أكثر تحقيقا
وان كان أملنا أن يكون أي تغيير في البلاد تغيير سلمي لكن سياسه الجرعات على الطريقه الاسرائيليه ضاربين بعرض الحائط كل المعايير الدوليه والانسانيه في تأمين أبسط حقوق البشر وآدميته تجعل من الأمور أكثر حساسيه وغليانا لأن المواطن العربي في مناطق القلاقل والتجويع من العراق حتى مصر مرورا بسوريا ولبنان وفلسطين لن يقف الى الابد متفرجا ولن ينتظر على أبعد وأسوأ الحلول بوصول الدبابات الامريكيه لتغيير حاله من سيء الى أسوأ
سوريا بعد اغتيال الحريري وبعد اعتقال مرشح الجمهوريه المصريه السابق ورئيس حزب الغد أيمن نور تحذو حذو مصر باعتقال رئيسه تجمع اعلان دمشق المنتخبه متناسين أنها امرأه ومتناسين من أي مدينه هي وابنه من هي
الشعب السوري ليس قطيعا من الخرفان يتم تقريبه قرابين تضاف لمثيلتها في العراق وفلسطين
لأن من نادوا بالحريه والوحده ومن حركوا العالم العربي يوما كانو من أبناء وأحرار سوريا وهوشعب حر ذو ذاكره وتاريخ أكبر من أن يمحيه من طفوا على السطح بدولارات ومخططات الغرب وان صبر على الذل والتجويع يوما فان صبره له حدود
دامت سوريا ودام شعبها العظيم