نعم.. سقوط النظام السوري خطر على إسرائيل
نعم.. سقوط النظام السوري خطر على إسرائيل
محمد فاروق الإمام
لم أستغرب ما حذر منه نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "من أن سقوط نظام الأسد من شأنه أن يقضي على أمن إسرائيل".
وأكد هذا المسؤول الإيراني للتحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضد تنظيم الدولة "من أنه إذا تغير النظام السوري، فإن أمن إسرائيل سينتهي".
أكرر إنني لم أستغرب مثل هذه التصريحات من المسؤول الإيراني ولكنني أستغرب وجود الكثيرين من العرب والمسلمين لا يزالون تنطلي عليهم الأكاذيب الإيرانية عندما يطلقون شعارات "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل"، ويحز في نفسي أن أشاهد سيارات الحوثيين وهي ترسم هذه الشعارات الكاذبة على أبوابها ومؤخراتها وهي تجتاح المدن اليمنية الواحدة بعد الأخرى، ناهيك عما يسوقه حزب الله في لبنان لهذه الشعارات التي لا تتعدى أبواق الدعاية الإيرانية التي صدعت آذاننا منذ وطئت قدما الخميني طهران عام 1979 ولم نجد على أرض الواقع إلا تبادل القبل بين الصهاينة وملالي قم، واتفاقيات تبادل المصالح بين طهران وواشنطن وعواصم الغرب على حساب القضايا العربية وأمنها القومي.
المسؤول الإيراني لم يعد يحتمل السكوت عما يمكن أن يحل بأحبابه وأحباب أسياده في تل أبيب إذا ما سقط نمرود الشام وسقط نظامه، الذي كان يتعهد أمن إسرائيل على حدودها الشمالية منذ نصف قرن تقريباً، وأذكّر ما أتيت عليه في عدد من مقالاتي السابقة من أن الأسد الأب تعهد عام 1968 – وكان وزيراً للدفاع- من أنه سيحمي الحدود الشمالية لإسرائيل ويحمي أمنها، خلال لقاء تم بينه وبين رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة "جولدا مائير" بحضور وزير الدفاع الصهيوني "موشي ديان في قبرص، فقد ربّت ديان على كتف الأسد مخاطباً مائير: "هذا البطل سيحمي حدودنا الشمالية".
والمؤسف الذي يحز في النفس وقوف العديد من المثقفين والسياسيين والإعلاميين العرب خلف الكمرات وفي المحافل العامة وهم يشيدون بإيران وحلف المقاومة الخادعة والكاذبة الذي يضم قم والأسد والضاحية الجنوبية، وهم يروجون لما تروج له أبواق طهران "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل"، في الوقت الذي يذبح فيه جيش النظام السوري والميليشيات الطائفية المتحالفة معه-والتي جاءته من كل فج عميق- الشعب السوري من الوريد إلى الوريد، ولم نسمع لهذا النظام الذي يدعي المقاومة والصمود والتصدي، أزيز رصاصة واحدة تطلق على العدو الصهيوني المحتل لأرضنا في الجولان منذ أكثر من أربعين سنة، أو شاهدنا صاروخاً واحداً يتصدى لطائرات العدو الصهيوني التي تستبيح سماء سورية منذ أكثر من نصف قرن!!
وفي هذه الأيام العصيبة التي يمر فيها النظام فإنه لا يتوانى الأسد الابن عن حفاظه على ما اتفق عليه الأسد الأب مع الصهاينة في حفظ أمن حدودها الشمالية وبقائه على العهد معها، رغم هزائمه وانكساراته، فإنه كلما تأكد له خسران موقع له في الجولان يطلق قذيفة باتجاه العدو الصهيوني من ذلك الموقع، ليشعره بالانسحاب منه، ويتكفل جيش الدولة العبرية بالباقي، حيث تقوم مدفعيته وصواريخه على الفور بقصف ذلك الموقع، مع التركيز على مستودعات الأسلحة والذخائر فيه وتدميرها، قبل وصول الثوار والجيش الحر إلى ذلك الموقع، حتى لا يقع هذا العتاد بيد الثوار، الذي قد يشكل خطراً على أمن إسرائيل وحدودها الشمالية.