عصام العريان لـ"قدس برس":
عصام العريان لـ"قدس برس":
موقف بوش من الإسلاميين تراجع عن الديمقراطية والتفاف على الحريات
القاهرة ـ خدمة قدس برس
أكد قيادي في جماعة الإخوان المسلمين في مصر أن العالم العربي عموما، ودول الطوق تحديدا مقبلة على سنوات سياسية صعبة بسبب خضوع الأنظمة العربية الحاكمة للشروط والاملاءات الأمريكية في مواجهة الحركات الإسلامية والحركات الوطنية الرافضة للسياسات الأمريكية والصهيونية في المنطقة.
ووصف رئيس المكتب السياسي في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" تأكيد الرئيس الأمريكي جورج بوش على ضرورة التوحد في مواجهة قوى الممانعة في المنطقة، بأنه ليس قنابل صوتية، وقال "أعتقد أن السياسة الأمريكية القديمة هي نفسها ولم تتغير، الشيء الجديد فيها أن الرئيس الأمريكي جورج بوش الآن في نهاية ولايته الثانية يشعر أنه قد فشل في حصار المد الإسلامي والحد من نفوذ التيار الإسلامي، فهو يطلق هذه القنابل الصوتية، لأن الخاسر الوحيد في هذه الحرب هو الولايات المتحدة الأمريكية، ذلك أن القوى الإسلامية التي ذكرها جميعا تحظى بقبول واسع لدى شعوبها وهي ضد كل ما حصل من الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة".
وتوقع العريان أن تعمق زيارة الرئيس جورج بوش الحالية للمنطقة الشرخ بين الحركات الإسلامية والحكومات العربية، وقال إن "الشرخ بين التيارات الإسلامية والحكومات العربية قائم بالأساس وأعتقد أنه سيزداد طالما خضعت الحكومات العربية للمطالب الأمريكية، وأرى أن كل الحكومات العربية ولا سيما منها حكومات دول الطوق، هي دول تخضع لهذه المطالب والشروط، ولذلك ستدخل في مواجهات ليس فقط مع الحركات الإسلامية، وإنما مع كل الحركات الوطنية المناهضة للهيمنة الأمريكية والصهيونية"، كما قال.
وانتقد قيادي الإخوان المسلمين في مصر تصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش بحق الإسلاميين، ووصفها بأنها تعكس التفافا على الديمقراطية، وقال "أرى أننا مقبلون على سنوات عصيبة فيما يخص العملية الديمقراطية، فما يجري هو التفاف شديد على مطلب الحريات، والحرب العالمية على الإرهاب تحولت إلى حرب على الشعوب التي تساند القوى الإسلامية، وهذا ما أوضحه الرئيس بوش في رام الله حين اعتبر أن معاناة الشعب الفلسطيني في غزة هي نتيجة لمواقف "حماس"، وهذا يعني أنه يعاقب الشعوب ولا يعاقب القادة السياسيين".
واستبعد العريان أن تؤدي هذه السياسة المعادية للإسلاميين إلى تراجع نفوذ التيارات الإسلامية في العالم العربي، وقال "قد يظهر أن هناك تراجعا في نفوذ الحركات الإسلامية شكليا في العملية الانتخابية من خلال تزوير الانتخابات ونتائجها، ولكن على أرض الواقع سيزداد التيار الإسلامي والحركات الوطنية قوة ومنعة لأنها أصبحت الحل الوحيد لمواجهة الغطرسة الأمريكية، وستزداد عزلة الأنظمة الحاكمة عن شعوبها وفقدانها لشرعيتها السياسية، كما هو الحال بالنسبة للرئيس محمود عباس وفريقه"، حسب قوله.