كذب المُنجمون وإن صدقوا ولكن
كذب المُنجمون وإن صدقوا ولكن ؟..
وتوقعات سقوط نظام بشار
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
(
ليس من عادتي تتبع الأبراج والتنجيم ، كلا ولم أفعل يوما ذلك ،لا لشيء سوى لأنني
مؤمن بأن ما يريده الله سيكون ، ولكن دعوني أولاً أُعقب على حوادث قد جرت في
التاريخ القديم قبل الدخول في الموضوع، ومنها التنبؤ بميلاد النبي موسى عليه السلام
، وما فعله فرعون من قتله للأطفال وما كان من إرادة الله ونجاة موسى عند إلقاءه في
اليم وحفظ الله له، ثمّ عودته إلى حضن أمّة سالما وبرعاية الفرعون ، وكذلك كان
الأمر لخاتم الأنبياء سيدنا الرسول محمد صلى الله وعليه وسلم ، عندما تنبأ اليهود
والمُنجمين بقرب ظهور نبي الرحمة وذكر مواصفاته بما عرفوه من التوراة والإنجيل ،
فخاف عليه جدّه عبد المطلب وصار يُحاوطه ويقلق عليه ، ثُمّ بُعث النبي صلى الله
عليه وسلم ، وتحققت نبوءته ودعوته ، وصارت الخاتمة ليوم الدين ، واليوم يُحدثنا
المنجمون عن سنة 2008 بزوال نظام القمع والجريمة في سورية كما نقله لي أحد الأصحاب
، عن عالم فلكي لبناني شهير ، تنبأ عن عام 2007 بعدة حوادث ، كقتل النائب اللبناني
عيدوا ، وارتفاع أسعار النفط إلى مئة دولار ، وفوز ساركوزي وغير ذلك ، وحصلت
جميعها، فما السر وراء ذلك ؟ وما المغزى ؟ )
لاشك أنّ الجن يسترقون السمع فيتبعهم شهاب فيحرقهم، ولا ندري إن كانوا يحصلون على
معلومات فينقلونها قبل أن يُصيبهم السهم ، وكذلك بالنسبة لعلم التنجيم الذي لا اعلم
عنه سوى قول النبي صلى الله عليه وسلم " كذب المنجمون وإن صدقوا " أي هناك احتمالية
للمصداقية ، ليس عن ضربة حظ ، وإنما عن علم ، ولكن مامقدار تطابق هذا العلم للواقع
هذا علمه عند الله
وفي
الحقيقة لايعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى ، ولكن أيضاً من المعلوم بالضرورة ،
أنّ الله سبحانه وتعالى إذا أراد أمراً فإنما يجعل له إرهاصات لوقوعه ، يتنبأ الناس
به ، ويجري الحديث فيه الى وقوعه ، ليتحقق أمر الله بآية مُعجزة ، يكون الغاية منها
شدّ الناس إليه سبحانه وتعلقهم به ، فأحوال الطقس مثلاً هو ليس علم للغيب ، بل هو
قائمٌ على أساس علمي وتوقعات بحسب الإحداثيات التي تتلقاها الأجهزة ، ومع ذلك قد
يُخطئ التقدير ، وكذلك الأمر هنا بالنسبة لسقوط نظام بشار الأسد الذي يعيش على
أنفاسه الأخيرة بإذن الله ، وهي نفس الإرهاصات التي مرّت عند سقوط نظام صدّام ،
والتي سأكتب فيها مقالاً مُقارناً بينهما بالأدلة والبراهين ، ولكن أورد هنا بعضها
، فكلاهما ليس لهما أيّ رصيد شعبي ، وكلاهما تتربص بهما الجماهير ، وكلاهما أطاعا
أمريكا بالتورط في الدخول للبلد الشقيق ، وكلاهما لم يستطيعا التخلّص من لذّة
الاستيلاء والسحق للآخر ، وكلاهما لازالا يشعران أن البلد الآخر مزرعتهما الخلفية ،
وكلاهما نقمت عليهم دول وشعوب المنطقة وتعرضا للحصار ، ولم يُفكرا في طريقة الخروج
منه سوى بمزيد من الإجراءات التعسفية بحق الشعوب، فسقط الأول منذ خمس سنوات ،
والثاني لايزال ينتظر الدور ، وكأن عام 2008 عام الحسم معه بحسب ماقاله المُنجمون ،
وما يقوله المُحللون السياسيون الكبار ، وليس عن علم لي بهذه القضايا ، بل نقلاً ،
وكذلك ماتُحدثني نفسي بوقوعه، وما اعتبره بشار عن العام الماضي بأنه الأخطر لما
سيتم البناء عليه لما سيليه
وربما الفارق مابين صدام وبشار ماذكره الأخير في إحدى خطاباته ، "بقوله أنا لست
كصدّام " بمدى الطاعة والالتزام لأوامر العم سام ، فالأول صدام لديه بعض التمنعات ،
وقد يرفض الكثير من الإملاءات ، بينما بشار فإنه الأكثر طاعة والتزاما وتنفيذا
للأوامر ، ولكن بشار ونظامه عند الأمريكان قد انتهى مفعوله ، ولم يعد صالح
للإستمرار ، لأنه صار فاسداً مُفسداً ومُدمراً لغيره ، كالمُعلبات التي ينتهي
مفعولها منذ سنين ، فإنه لايمكنه لأحدٍ البته بالاحتفاظ بها ، لأنه من يفعل سيدفع
قيمة العلاج أضعاف ماوفره باستخدامها ، هذا عدا عن الآلام التي تُصيبه ، وكذلك نظام
بشار الذي صار عاراً على كل من يساعده أو يأخذ بيده ، لأنه بات مكشوفٌ ومفضوحة
جرائمه ، ولم يعد له وعتاولة نظامه مكاناً لائقاً إلا خلف القضبان ، الذي سيكون
بإذن الله عام 2008 نهاية مأساة شعوب المنطقة والسوريين بشكل خاص منهم ، عندما
تُنصبُ لهم المحكمة في لاهاي ، ويُعرضوا على ضحاياهم الذين بلغت أعدادهم بالملايين
ليقتصّ منهم ، ولا أتوقع بان يكون الحكم عليهم في النهاية إلا حبل الإعدام ، الذي
يستحقونه عن جدارة واقتدار.