تلميحاً لا تصريحا

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

لغة الهدوء والتأنّي هي لغة الجمال والتودد والتحابب والتآلف والكسب ، وهذه اللغة مُحببة عند العقلاء ، وهي التي يجب أن تسري بين الناس لاسيما بين أطياف المُعارضة ، وإن اختلفت وجهات النظر ، فلا يجوز أن يضيرنا الرأي الآخر مادامت النوايا طيبة ، وقرآننا العظيم يُعلمنا عبارات علينا أن نقف عندها بأننا وإن ظُلمنا ، وحتى وإن صارت ناصية القوم بأيدينا فإننا لابد أن نتجاوز ولا نغترّ بأنفسنا فقال عزّ من قائل : ( وادخلوا الباب سُجّداً وقولوا حطّة نغفر لكم خطاياكم ) وأن نكون أكثر تواضعاً لله سبحانه ، ونطلب منه المغفرة عن ذنوبنا ، ولا ننزل الى مستوى من أساء لنا ، وإلا فنحن لانختلف عن طُغاة الشام ، وبالتالي لانستحق التمكين ، وإننا لن نسع الناس بما نملك ، ولكننا نستطيع أن نسعهم بأخلاقنا التي علمنا إيّاها المصطفى محمد صلى الله وعليه وسلم ، الذي قال له القوم بعد جولات ظُلمهم أخ كريم وابن أخ كريم ، فمن يمُد يده إلينا فلا نجرؤ إلا أن نُبادله التحية بمثلها )

هذه هي سياستنا !! في الوغى ومجالات الصراع نحن أُسود لانفرط بحقوقنا ، ولانُهادن من يعتدي على مُقدساتنا وديننا ، ونلعن ونقلب الدنيا فوق رؤوس الحُثالات ، ولانتورع أن نذكرها بأسمائها ، فلسنا بالخب وليس الخبّ يخدعنا ، ولسنا بالضعف لكي لانواجه هذه الأقزام التي تربت في مواخير الغرب ، أو في أقبية الخنى، وإن ادعت زوراً أنها من صفوف المُعارضة التي تلفظها شكلاً ومضموناً ، وما هؤلاء إلا حشرات قذرة لاينبغي علينا إلا أن ندوسها بأحذيتنا ، وأن نُبين للناس حقيقتها ، كالأوغاد نيوف ونعيسة وفياض الذين يتجرؤون على مقدساتنا وكياننا ووجودنا ، وخاصة وأنّ الشعب يقف معنا في هذه المطالب ، وبالتالي ليس منّا من يتهجم على عقائد الناس وقيمهم

  ونخشى أن يكون قد انضم لهذا الركب المدعو فاضل الخطيب ،الذي خرج عن الأسلوب العلمي في المناقشة وذهب بالتشنيع على تعاليم الإسلام في سابقة لامثيل لها ممن نُسب الى المُعارضة ظلماً ، والى جبهة الخلاص بشكل خاص  والذي تطاول على الله سبحانه ، وهو لايعقل ولايفهم الفرق بين التمييز العنصري مابين المرأة والرجل والفرق الفيزيولوجي والتكويني بينهما ، ولا التمييز بين الأعمال التي يقوم كل منهما بحسب طبيعته ولابين الحقوق ، وهو لايميّز بين حرية الإختيار للإنسان والمرأة بشكل خاص فيما ارتضته لنفسها من التمسك بتعاليم الإسلام من الحجاب والحشمة التي يجهلها هذا الأحمق  وبين فرض آرائه وإرادته على المجتمع ، وبالتالي فهو لايفهم مالمقصود من وراء حديث " ناقصات عقل ودين" الذي أورده في مقالته المشؤومة بقصد الإساءة إلى الدين ، وأخذ النص مبتوراً للتشنيع على الدين والتجديف به ، ولم يأخذ القول بأكمله وهو " مارأيت من ناقصات عقل ودين أغلب على الرجل الحازم منكن " وفي رواية "أذهب للب الرجل العاقل منكن" والذي جاء معنى النقصان بالعقل هنا : أي غلبة العاطفة ، ونقصان الدين لأن المرأة تترك الصيام والصلاة أيام أقرائها ، ولكن هذا الأبله على مايبدو هو الناقص للعقل والفاقد للدين الذي وضع الحديث النبوي في سياق مقالته في غير محمله ، ووظفه في غير ماأراده الشرع منه ،تطاولاً على ديننا ، ولم يُكمل الحديث  " أذهب للب الرجل العاقل منكن" وهو دليل رجحان العقل بل وتفوقه على الرجل في بعض الأحيان ، وهذا الحديث جاء على سبيل الدُعابة من الرسول الأعظم لزوجته ، ليُبين الفروق النفسية والعاطفية مابين الجنسين ، وليس للتفاضل بينهما ، ولكن ما يؤسف له  في هذه الأيام ، ظهور موجة من الساقطين لايريدوا أن يُميزوا مابين الحق والباطل ، ولا بين الثوابت وأهواءهم الشيطانية وغرائزهم العدوانية التي تتغلب على أشكالهم وأسلوب تفكيرهم قبحهم الله

في الحقيقة ماكنت أود أن اتوصل في كلامي إلى هذا الحد ، لولا أن استفزني هذا العُتل الذي يجب أن تنبذه جبهة الخلاص من بين صفوفها لكي لاينبذها المؤمنون من أبناء شعبنا العظيم ، من مسلمين ومسيحيين وعلويين ودروز ، لأن كل هؤلاء يؤمنون بإله واحد تهجم عليه هذا الزنديق ، وحتى لاينسحب الحكم على جبهة الخلاص من خلاله من أنّه مكونا تحالفاً للزنادقة والمارقين والمنافقين

في نفس الوقت ظهرت مُعارضة من نوع آخر كانت تُمنّينا بوقوفها إلى جانبنا ، وعند أول محك وجدناها تكشف عن وجهها القبيح وخُبث طويتها ، كأمثال هيثم المنّاع الذي تجاوز على كل الأعراف الديمقراطية ، بعدما ادعى أنه يحمل لواءها ظلماً ، وبعد أن رفض التغيير الديمقراطي الذي حصل في إعلان دمشق هو وآخرون التزموا الصمت ، بينما هو ذهب يُجاهر بإملاءاته المرفوضة جُملة وتفصيلا ، على قادة الخلاص ، وعلى الزعيم الماندلّي المُناضل رياض الترك ، وذهب لإعطاءنا الدروس فيما يجب أن نفعله وما لايجوز ، في تعدٍّ سافر وغير مقبول ، والذي من المتوقع بألا يكون هجومه هذا إلاعبارة عن إملاءات ممن اشتروه بثمن بخس من السلطة، ليبيع هموم وأحزان وآلام الأمّة بعرض زائل من الدنيا ، وليُمثل علينا بأنّه منّا ، ليبقى على كرسي إدارة منظمة حقوق الإنسان في باريس ، فيقبض من هنا ومن هناك

وأخيراً  : لايسعني إلا أن أشكر من انتقدني بأدب ، وانتقد ما أقوم به من خطوات لجمع شتات المعارضة تحت الخيمة الوطنية الواحدة ، بينما هو يراها بنظره مُخلّة ، وأراها عن اجتهاد منّي ضرورية ، وأبدى مُلاحظاته ، وأبديت وجهة نظري ، من ان المُعارضة على أقل تقدير لاتستفيد من التراشق الإعلامي والسباب ، ولا تستفيد من حالة الخصومة  والأحقاد والضغائن ،وبالتالي فإن حالة الدفع بالتي هي أحسن لكسب الناس هي الأجدى ، لأنه ليست من أخلاقياتنا الانتقام ، وإنما تبيان الحق وإظهاره ، عسى أن تنقلب العداوة التي بُنيت على مفاهيم خاطئة إلى حُسن علاقة وحُسن تعاون ، تنازلاً منّا نحن المستضعيفين ابتغاء وجه الله ومن أجل مصلحة الوطن ويكفيني فخراً بهذا الخصوص  أنني استطعت بفضل الله علي أن أُوقف الكثير من النزيف التراشقي الذي كان في السابق يستنفذ جُهد المعارضة، ويكفيها لتلك الأطراف التي استعاضت عن الشتائم بالحيادية إن لم تتجاوزه إلى مرحلة المدح ، وهي خطوة مُتقدمة إلى الأمام علينا أن نسعى إلى تطويرها إلى الحالة الوطنية اللائقة ، إلا السفهاء أو الحقراء الذين يتجاوزون على مُقدساتنا فليس لهم إلا مزبلة التاريخ ولعنة اللاعنين ، ومُحاكمات الشعب التي تنتظر أمثالهم.