حسنة وسط خطايا وائل عبد اللطيف
موفق زيباري
لعل المتابع للسيرة السياسية للقاضي وائل عبد اللطيف رئيس حزب الدولة الذي خرج من الانتخابات بعد عدم حصوله على نصيب في الانتخابات النيابية 2010 في العراق، يجد أن أسباب خسارته يمكن اختزالها في سببين:
الأول: عدم تقديمه شيء ملموس يذكر للمواطن العراقي بشكل عام سوى التصريحات من قبيل يجب، ينبغي وما إلى ذلك.
الثاني: تناقض تصريحاته والتخبط في المواقف، فيومياً له تصريح مختلف والمدقق في دوافع تلك التصريحات يجد أنها دعايات شخصية ليس الا، يبتغي من خلالها الظهور على السطح، لكنه لم ينجح في ذلك لأن من مارسوا هذه اللعبة الساذجة في ظل ضبابية الأمور قبل سنوات نجحوا فيها واليوم قد وعى المواطن العراقي كل اللعب وأساليب المكر والخديعة بعد أن اكتوى بنار الوصوليين والنفعيين ، فصار يبحث عن الجوهر فلن يخدعه بعد اليوم زخرف القول.
لكن يمكن أن نعتبر الحسنة الوحيدة أو التصريح الوحيد الذي له قيمة حين قال:" إن الأكراد يعملون من أجل إقليم كردستان ولا يهمهم العراق إطلاقاً".
نحن لا ننكر الكورد بالتأكيد ولا يمكننا ذلك، فهم جزء أصيل من العراق الحبيب، لكن الحق يقال وممارسة النقد البناء مفيدة جدا لبناء العراق الجديد، الكورد عملوا لصالح الإقليم فحاولوا الحصول على أكبر حصة من المكاسب للإقليم ولم يكن الساسة الكورد قد اتخذوا موقفا ولو يسيرا مما جرى في العراق، بل كان سكوتهم عن الجرائم والتجاوزات من قبل بعض الأحزاب ولا سيما الائتلاف الحاكم مدفوع الثمن، لكنهم أغبياء ويتجلى غباؤهم هذا في أن نظرتهم لم تكن استراتيجية فلم ينظروا في المصالح بعيدة الأمد للإقليم، ويتجلى أيضا في أنهم ركلوا من قبل الائتلاف ولم يفِ ساسة الائتلاف معهم ولم يلبوا فقرة واحدة من الفقرات التي اتفق عليها مقابل دعم الكورد لهم في حكومتهم، فأصبحوا منبوذين من قبل شعبهم لأنهم خانوا بلدهم ورضوا بالسكوت مقابل مكاسب تافهة، وأصبحوا منبوذين من قبل الكتل الوطنية لأنهم لم يحتفظوا بمباديء وثوابت وبالتالي انبرى رجل من الإقليم شجاع هو (نيشروان مصطفى) للتغيير وإنقاذ الإقليم من انهيار وشيك، فحق له الاحترام والتقدير.
لهذا كله وغيره أقول أن وائل عبد اللطيف أصاب هذه المرة في تشخيص سبب سقوط الكورد من المعادلة الوطنية، وربما كان له مقصد من وراء هذا التصريح، لكن على أية حال، تصريحه يعد حسنة وسط خطاياه الكثيرة.
مع تحياتي