ابن العم الترك وقبله خدّام ورفعت

ابن العم الترك وقبله خدّام ورفعت

وكل القوى الوطنية الغير دينية

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( ابن العم هذه الصفة أُشتهر بها السياسي السوري المُعارض الشهير رياض الترك ، الشيوعي السابق والعضوا في الأمانه العامّة لاعلان دمشق الذي فجّر قنبلة مهمّة في الأجواء السورية ، ليُغير بعض المناخات مع رياح التغيير ؛ من التطرف في النظرة الى الآخر الى الإعتدال ، والتصالح مع التيار الديني ، كما فعل قبله السيد عبد الحليم خدّام الذي انشقّ عن نظام القمع والإستبداد لينحاز الى الشعب والمُعارضة ، وتصالحه مع الخصم اللدود في السابق الإخوان المسلمين ، وليدخل معهم في تحالف مهم للخلاص من الإستبداد ، ومثلهما فعل الدكتور رفعت الأسد ، الذي يرفض الحديث عن الإخوان المسلمين بسوء، لا بل ويمدّ إليهم اليد للتعاون لإسقاط النظام ، والذي يُلقي بتبعية ماحصل في الماضي على النظام السياسي الأحمق في خطوة مهمّة للخروج من النفق المُظلم الذي لايستفيد من الوقوع فيه إلا النظام ، والذي صار رقماً مهمّا في عالم التغيير لاسيما على الجانب العلوي المهم لإحداث ذلك للتقليل من الخسائر، وكذلك فعل الآخرون من التيارات التي كانت على خلاف مع الإسلاميين ، في خطوة مهمّة نحو التلاقي والائتلاف ، وتوجيه الأنظار نحو الخصم الأوحد وهو نظام بشار الإستبدادي الفردي الطاغوتي القمعي البوليسي لإسقاطه وإزالته ، لإقامة نظام ديمقراطي برلماني حر ، يستنهض الطاقات ويُحيي الآمال ويجعل الأمل في الغد السوري محتّم)

 ربما يعتقد البعض أن كلام ابن العم الترك جاء تكتيكياً لظروف المرحلة ، فهو تارةً يُحيّي السيد المراقب العام للإخوان المسلمين علي صدر الدين البيانوني بحرارة ، ويربط استنهاض البلد بكل القوى الحرّه لاسيما الإخوان المسلمين ، الذي يُغامر بالجهر بعلاقته معهم وأهميتهم في الحياة السياسية السورية وهو لايبالي مما قد يُصيبه من أجل ذلك ، كما أصاب قبله الشهيد الشيخ الكردي معشوق الخزنوي –رحمه الله - الذي اغتيل لمجرد اللقاء بالبيانوني ، أو المناضل علي العبدالله الذي تمّ اضطهاده وأولاده لمجرد إلقاءه بيان الإخوان في إحدى المؤتمرات، والحال ليس بأحسنه مع المناضل الترك الذي لايأبه بالتهديدات ، وهو لايزال يُمهد الطريق ويُعبده لكل القوى السياسية ، سواءاً على الصعيد الخارجي عندما وجّه التحية  للرئيس الأمريكي جورج بوش ، لتصريحاته  الأخيرة المؤيدة لمطالب نشطاء إعلان دمشق وإطلاق سراح من اعتقل منهم ، ونفيه ان يكون ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية ، لأن ذلك يدخل ضمن "العمل الإنساني النبيل"الذي  لا يملك أي مدافع عن حقوق الإنسان إلا أن يحييه وإن صدر عن بوش أو أي إنسان يريد أن يُعين ، ثمّ طالب المجتمع الدولي بأن يكون قوة خير لدعم الحركات الديمقراطية لتنجز التغيير بيدها.

وأما مادعى اليه الترك على الصعيد الداخلي التصالحي ماجاء في تصريحه لقدس برس ونقله عنه المرصد السوري عن مقولة "الدين أفيون الشعوب"التي قال فيها :أنها نُقلت عن ماركس خطأً ؛ وفي خطوة مهمّة للتقارب مابين اليسار والإسلامي ، أو مابين كل أطياف المعارضة قال : حول أهمية الإسلام "أن الدين مسألة جوهرية تدخل في عمق الإنسان ورؤيته إلى الوجود والخلود. وأنّه كانت خطيئة الشيوعيين في الماضي إنكارهم لحقيقة الدين. وأنّ مقولات استئصال الدين مقولات طوباوية" وهي اشارة واضحة الى ضرورة احترام الدين ، إن لم تكن قناعة جديده في فكر هذا المُناضل العتيد بإيمانه العميق بهذا الدين في داخله ، الذي إن صدقت تخميني له  فقد يكون عمر الثاني فاروق هذا العصر، الذي على يديه قد تتغير الكثير من الأمور، ثُمّ عبر بطريقته عن أهمية الدين "بأنه إحدى المكونات التي تعطي للإنسان مادة لإزالة القلق والحصول على الراحة وتفسير ما يعجز عن تفسيره" بمعنى آخر عبّرعن قناعته الفكرية بصفاء وصدق وجمال المنبع الأساسي للدين الإسلامي الذي جاء على لسان نبي الإسلام محمد صلى الله وعليه وسلم ، بعيداً عن بعض الإجتهادات الخاطئة فيه ، أي لربما يكون هذا مُراجعة حقيقية في فكر هذا الرجل توصل اليه بعد حصاد السنين الطوال

وتأكيداً على ذلك أردف قائلاً عن الدين الإسلامي : "بأنه فتح مجالا كبيرا بفصله بين العقائد، وبين النظر إلى الحياة وتفسيرها حسب الزمان والمكان، وأنها  مسائل فقهية " ثُمّ قال علينا أن نجتهد بما يلائم عصرنا، على أساس النظر إلى الدين والمتدينين من منظور طبيعي –وجودهما-،ثم تابع حديثه بأنه لايستطيع إلا أن يكون علماني ليس بمعنى فصل الدين عن الحياة كما جاء في سياق حديثه وإنما العلمانية بمعنى المعلوماتية والطرق العلمية في تفسير الحياة والظواهر التي تشهدها " وهذا مايؤيده الدين ويُضيف عليه بالأخذ بالنصوص الصحيحة التي لاتتعارض جميعها مع العلم ،لسرعة الوصول للحقائق وبالتالي نستطيع أن نتقدم بتقدم العلم

 ثمّ تابع قائلاً  أن "الدنيا دار بلاء وابتلاء- على أن نقوم بعملنا جيدا ونجتهد لإعطاء تفسيرات تتلاءم والعصر. ولذلك نحن بهذا المعنى مع حرية المعتقد ومع حرية الضمير، وهذا يساعد على تلاقي العقائد المختلفة بدل أن تتصارع، وهو ما يفتح الباب لعلاقات إيجابية مع الشعوب للاستفادة من ثقافاتهم".

وأخيراً : أمر لابد من ذكره ، أنّ هذا التلاقي لم يكن ليحصل لولا أنّ التيّار الإسلامي المستقل والإخوان بشكل خاص أجروا المراجعات الكثيرة التي أدّت في النهاية لهذه النتائج الطيبة ، لتقارب المعارضة والأطياف السياسية المتنوعة ، على أمل وحدة الكلمة واجتماعها على اسقاط نظام بشار الإستبدادي