أنباء عن خلافات في الطائفة العلوية
لبنان: أنباء عن خلافات في الطائفة العلوية
بين تيار يوالي بشار الأسد وآخر يتبع رفعت الأسد
بيروت ـ خدمة قدس برس
كشفت مصادر أمنية وسياسية لبنانية مطلعة النقاب عن حقيقة خلاف آخذ في التنامي داخل صفوف الطائفة العلوية في لبنان منذ عدة أشهر بين شق مناصر للنظام الحاكم في سورية وآخر يرتبط بزعيم التجمع القومي الموحد رفعت الأسد (70 عاما)، وأن هذا الخلاف تطور في الآونة الأخيرة إلى مخاوف حقيقية من إمكانية حصول احتكاك ميداني بين الطرفين، لا سيما في ظل حالة الانقسام السياسي التي يعشها لبنان.
وأوضحت المصادر التي تحدثت لـ "قدس برس"، وطلبت الاحتفاظ باسمها، أن الانقسام السياسي الحاصل في لبنان طال بدوره الطائفة العلوية الموجودة في طرابلس بشمال لبنان، حيث أحيت أجواء الاختلاف السياسي بين فريقي المعارضة والحكومة خلافا كان قد نشأ مبكرا في أوساط الطائفة العلوية في لبنان، التي كانت محسوبة بشكل كبير على رفعت الأسد يوم كان رمزا من رموز النظام متقلبا في المناصب العسكرية والقيادية قبل أن يتم إبعاده نهائيا ويسكن المنفى منذ عام 1985، متنقلا بين ماربيا في إسبانيا ولندن، لتميل الكفة بعد ذهابه إلى موالاة النظام الحاكم في سورية بزعامة حافظ الأسد وخلفه الرئيس بشار الأسد.
وحسب المصادر فإن ما أذكى الخلاف وأعاده للواجهة بعد خروج القوات السورية من لبنان، وجود بعض الشخصيات النافذة في الطائفة العلوية ممن استمروا في الولاء لرفعت الأسد على الرغم من تقلب الأوضاع الأمنية والسياسية، وقد وجد هؤلاء الدعم والتأييد من طرف نواب الأكثرية في لبنان في سياق موقفهم المناهض لسورية، مما دفع برفعت الأسد إلى إرسال ابنه رقبال الأسد قبل عدة أسابيع إلى لبنان لحشد التأييد له، وهو ما نتج عنه انضمام التيار الشيعي الحر إلى التجمع القومي الموحد، ووصل الأمر حد خروج مظاهرة بالسيارات وسط مدينة طرابلس هتفت لصالح عودة رفعت الأسد إلى سورية.
ووفق المصادر فإن أجواء من الخوف شاعت في الفترة الأخيرة بسبب تنامي هذا التصدع داخل الطائفة العلوية بين شق موال لسورية أبرز رموزه النائب السابق علي عيد، وبين شق آخر أقل أهمية من الناحية العددية يرتبط برفعت ويحظى برعاية الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة ولتيار الرابع عشر من آذار، حتى أن بعض الناس هربت من منازلها تحسبا لأي احتكاك مرتقب بين الطرفين.
ويعتبر رفعت الأسد واحدا من أبرز الشخصيات العسكرية التي لعبت دورا بارزا في ترسيخ حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد، بما عرف عنه من استخدام القوة بحق المعارضة، لكنه لم يستطع أن يفوز بكرسي الرئاسة على الرغم من سعيه له في محطات مختلفة بسبب معارضة شقيقه الأكبر حافظ الأسد له عقب محاولته الفاشلة للسيطرة على الحكم بالقوة عام 1984.