لا يصلح لبنان ما أفسده العطار فيه

لا يصلح لبنان ما أفسده العطار فيه

إلا بقطع رأس الأفعى في دمشق

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( العطّار المُخرب هو النظام السوري الذي أمعن في الإفساد بسورية ثم انتقل إلى لبنان للعبث في  خارطته التوافقية والتضامنية والتعايشية ونمطه الديمقراطي الحر، الذي يُشكل خطراً حقيقياً على كيانه الاستبدادي ، فعمل على  تشتيت وتقسيم هذا الجزء الغالي من وطننا العربي ليُسّهل سيطرته وفرض إرادته عليه ، فعمل على تفريق أهله أحزاباً مُتناحرة وشيعاً ،  وقام على استزلام البعض من أبناء هذا البلد ، وبالتالي فهو يُعاني من يوم أن وطأت أرضه أقدام هذا الاحتلال البوليس الأمني القمعي العسكري السوري اللبناني السابق مرارة التدخل في شؤونه الداخلية من هذا الجار ؛ الذي خلع كُل أثواب الحياء عن وجهه ، ولم يعد ينفع معه لردعه إلا التفكير الجدّي من المجتمع الدولي للعمل على إزالته ، وبالتالي فإنه لايستقيم عود لبنان والمنطقة إلا إذا جرى الضغط الحقيقي على الرأس المُدّبر في دمشق ، والعمل على قطع رأس هذه  الأفعى التي تُحرك الأذناب في لبنان ، فما عون ولاحزب الله أو القيادة العامة وكذلك المُنظمات الإرهابية الأخرى إلا أدوات حادّة وقاتلة ومأجورة  تُستعمل لتمكين نظام الإجرام السوري في لبنان ، وتحسين شروط تفاوضه حول المحكمة الدولية التي تلف بحبالها حول رقبته ، مقابل المال الوفير والعطاء المُنقطع النظير ، والوعود بالتمكين لهذا الفريق في المستقبل القريب ، والذي عبّر عنه  فاروق الشرع بكل ثقة ، عندما قال أن نظام سيده  صار أكثر تدخلاً من السابق في شؤون لبنان وأقوى من يوم خروج قواد سيده القمعية ، وبالتالي فإن بعثات الوفود الدولية التي تأتي لتفاوض من لايملك القرار لوقف العبث والانهيار هو مضيعةٌ للوقت ، وإسقاط ماء الهيبة عنها، مما يزيد الخصم تمرداً ورفع سقف الشروط وهذا مايحصل الآن بالنسبة للشأن في لبنان)

الغرب يُدرك كما الشرق ، أن أمور لبنان لاتستقيم إلا إذا كفّ النظام السوري عن التدخل في شؤونه ، وكذلك لاتستقيم أمور المنطقة إلا بازالة هذا النظام ، حامي قوى الشر والفساد والحاضن الأساسي لقوى الإرهاب والجريمة، وقلت في السابق أنّ هذا النظام لايستحمل اكثر من الإنذار الجدّي للرحيل ، وبعض الضغوط السياسية والإجرائية ، وقلت أن النظام الدولي لم يحسم أمره معه بعد؛ إرضاءاً للمُدللة اسرائيل ، وأنّ المجتمع الدولي سيدفع الثمن غالياً مع الأيام القادمة نتيجة سوء تقديره لبقاء هذا النظام إرضاء لإسرائيل ، ولربما كان تحذير الرئيس الفرنسي ساركوزي لرأس النظام بشار يدخل في هذا الإطار الذي تكلمت عنه ، ومثل هذه الدول تعرف مكائن الضعف عند هذه الأنظمة اللقيطة ، وبالتالي فإن هذا التهديد إن كان جدّياً ؛ فلا شك سنلمس نتائجه على الأرض  خلال الأيام القادمة ، وسنشهد تغيراً في المشهد اللبناني لصالح قوى 14 أذار، أو يكون بداية التفكير الجدّي الذي لارجعة عنه  لتغيير نظام بشار ، كما كان قرار إعادة لحود وتعيينه في الرئاسة وبالاً على الأسرة الحاكمة في دمشق ، والذي أتى بالنتائج الكارثيه عليهم، ولكن هذه المرّة لن تكون الأمور بأقل من تغيره والقضاء عليه

والحقيقة التي لامفر منها ، أنّ هذا النظام صار في حكم الساقط ، بعد توجية الضربات المتتالية على رأسه العفن ، وبعد تخبطه السياسي على المستوى المحلّي والعربي والعالمي ، وفشله في عملية إصلاح نفسه ، حتى صار عبئاً على الذين كانوا يتبنونه ، وهو في سقوط مستمر وبانحدار شديد نحو الهاوية ، فعهد بشار الأول الذي كان نوعاً ما مُتماسكاً بفعل الأعمال الإرهابية التي كان يمارساها هو وأبيه على شعبينا اللبناني والسوري ، اللذان تحررا من عقدة الخوف وصارا  يُقدمان إلى مشروعهما التحرري من الاستبداد التضحيات الجسيمة وهما لايُباليان مهما غلت التضحيات في سبيل التخلص من هذا النظام القمعي ، وهما يُدركان أنّ دون ذلك لايمكن أن تجري عملية التغيير

وأما على الصعيد العربي والدولي ، فكُلنا يعلم ويُدرك عزلة النظام الذي يلهث وراء أيّ صفقةٍ لإنقاذه من حبل المحكمة الدولية ، وإعادة العلاقات معه ، وهو لايزال يُراهن على الخارج الذي لازال يظنّه بأنه المُنقذ الوحيد له مما يُحيط به من مصاعب، وبالتالي فإن قولي "أنّ هذا النظام لايستحمل اكثر من الإنذار الجدّي للرحيل ، وبعض الضغوط السياسية والإجرائية لتركه السلطة" له مايبرره ويثبته ، وما تصريح ساركوزي إلا تأكيداً وتأييداً لما ذهبت إليه

فهذا النظام المُنعزل محلياً لايثق بشعبه الذي ينتظر اللحظة للانقضاض عليه ، فهو مربوط بشكل وثيق مع الخارج الذي ماإن يقرر التخلّي عنه سرعان ما سنجد سقوطه صار أمراً واقعياً وبخطاً مُتسارعة ، وبالتالي سنجد الانهيار الكامل لكل الأذناب والأتباع في لبنان ، وسنجد من بعد ذلك السكينة والهدوء والاستقرار في هذا البلد وسورية والمنطقة برمّتها ، وستستعيد الشعوب هذه حريتها وكرامتها بعد طول غياب ، وسنشهد أفاقاً رحبة للتعاون مع الدول العربية ، وستشهد سورية نهضة اقتصادية واجتماعية قلّ نظيرها في العالم ، وكل ذلك سيكون بإذن الله عند رحيل هذا النظام.