حول ضرب داعش: متى يستعمل البند السابع ؟!

عبد الله خليل شبيب

حول ضرب داعش:

متى يستعمل البند السابع ؟!

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

أي إنسان له إلمام بالمباديء العامة للدين الإسلامي والتاريخ الإسلامي والسيرة .. يحكم على [داعش] بأنها تتجاوز الإسلام في كثير من تصرفاتها .. ممما يعني أنها  إمإ أن تكون [دسيسة] من الأعداء لتشويه الإسلام ...وتكريه الناس – حتى بعض المسلمين به – إذا كان بهذه الصورة الفظة المتوحشة الكريهة التي تترجمها تصرفات [ داعش] .. وهذا ما نعتقده ..ويؤكده الكثيرون .. نتيجة متابعات ومعطيات تثبت ذلك أو تغلبه .. – وقد أوردنا كثيرا منها في أكثر من مناسبة ..

  ... وإما – على أقل تقدير – أن يكونوا مجموعات من الجهلة والموتورين والمغامرين .. الذين لا علاقة لهم بالدين إلا كأي جاهل أو أمي ينتسب للإسلام ..,لا يعرف عنه إلا القليل ..وأكثر ذلك القليل مشوه مكذوب ؛ أو مفهوم خطأ أو موضوع في غير محله!

..وعلى أية حال فهؤلاء [ الخوارج الشاذون الجهلة الحرفيون] ماهم وأمثالهم من المتعنتين المتطرفين إلا إفرازات سامة لفكر ضيق بدائي صِدامي اتهامي تكفيري تبديعي يتميز بالجلافة والحرفية وعدم المرونة والتعالي على الآخرين!

..أما ضرب أمريكا لداعش في العراق .. – وحتى ضرب سوريا لبعض مناطقهم 0- أخيرا ولأول مرة ..حيث سقط  ضحايا مدنيين ممن رفضوا مبايعة [ خليفة داعش – البغدادي المتمرد على القاعدة!] – يعني لم تتضرر داعشكثيرا من -..تلك الضربات – وخصوصا الأمريكية لنا عليها ملاحظات:

1- إنها لم تؤثر كثيرا على التنظيم الداعشي.

2-  وإنها أعطته قوة كبيرة من الدعاية والتعاطف .. حيث أن الجماهيرالعربية في عمومها تعتبر الولايات المتحدة [ الإدارة والنظام الخاضع للصهاينة] عدوا لدعمه المطلق والدائم والأعمى للدولة الصهيونية المعتدية

3-  قرر مجلس الأمن- وبسرعة- استخدام البند السابع [ التدخل العسكري المباشر ] لحماية المدنيين في العراق – وخصوصا االيزيديين ..من التصفية على أيدي داعش ..! بعد أن قتلوا بعض اليزيديين وهجروا الكثيرين ..! بينما هنالك قتل مستحر في نواح كثيرة من العالم ..فها هم الصهاينة يواصلون جرائمهم في غزة وفلسطين ..ويقتلون المدنيين بالجملة ..في حرب حاقدة وغير متكافئة منذ أكثر من أربعين يوما .. وقد قتلوا آلاف الأبرياء والأطفال - أمام سمع العالم [ المتحضر وغيره] وأمام بصره [ الأعشى!] .. وتجاوزوا كل الحدود وارتكبوا كل الجرائم الدولية التي تعاقب عليها المحاكم الجنائية الدولية !..أفما كان [ مجلس الأمن والمجتمع الدولي وغيرهم] يحسون .. بأن هؤلاء الذين يبادون جماعيا وتهدم منازلهم على رؤوسهم أنهم بشر مثلهم ؟! ومثل اليزيديين . ! ويستحقون [ إشهار البند السابع] لحماية المدنيين من القتل العشوائي الصهيوني الحاقد؟!!

وكذلك في سوريا منذ أكثر من 3 سنوات والعصابات الأسدية تقتل – بمعدل مائة في اليوم الواحد أكثر الأحيان – عدا عن كل الجرائم التي يعاقب عليها القانون الدولي ..وموت الآلاف تحت التعذيب ..وتدمير معظم سوريا واستخدام الكيماوي والأسلحة المحرمة ..وقتل كل مظاهر الحياة ..بما في ذلك المدارس والمساجد والمعابد والمخابز والمستشفيات والأسواق ..وكل شيء ..حتى تجاوز القتلى  [ ربع المليون] .. ولم يحس مجلس الأمن وما يسمى المجتمع الدولي . بأي وخز ضمير ..ولم يتحرك لفرض البند السابع ..حتى لحماية المدنيين ..وإيجاد مناطق وممرات آمنة ..وتمرير الضرورات من غذاء ودواء للمناطق المحاصرة الكثيرة ..حتى مات الآلاف جوعا ومرضا لعدم وجود أدوية - ومنهم ضيوف غرباء لا حول لهم ولا طول( اللاجئون الفلسطينيون ومخيماتهم [ معظمها تابع للآمم المتحدة]!)! ..وذلك العالم والمجتمع والمجلس .. يتفرجون!!..وداعش لها نصيب كبير من الجريمة  ..ووجودها هناك سابق ومعلن عنه ! وقس على ذلك مئات وآلاف الضحايا – ومعظمهم مسلمون –وهذا غالبا هو سبب السلبية الدولية الكافرة والمنافقة !- ..وكذلك تجاهلهم القتل في بورما – وأكثر المناطق البوذية في شرق آسيا كسيلان وسيام [ تايلاند] وغيرهما..! وفي إفريقيا الوسطى ..وليبيا ومالي وكينيا[ جيش الرب الصليبي] وأوغادين –الحبشة - وتركستان الصينية الشرقية [ سينكيانج] وليبيا ومصر والصومال واليمن ومناطق أخرى كثيرة من العالم!.. يتطلب وضعها استخدام [البند السابع] لحماية المدنيين ووقف الإبادات الجماعية والجرائم الدولية..,خصوصا ضد الأطفال والنساء والعجزة والمعاقين !!..ومع ذلك لم يتحرك مجلس الأمن ولا فصله السابع ..!

4-  يبقى التدخل الأمريكي السريع والمباشر – في العراق– مرفوضا ..مع كل جرائم داعش واستحقاقها للتأديب .. ولكن بدون التدخل الأحنبي المباشر ..أو انتهاك سيادة بلاد مستقلة – مع أن العراق محتل احتلالا مزدوجا [ أمريكيا وإيرانيا]!!