أهداف الدولة الفارسية من حملتها الأخيرة

ضد المقاومة الوطنية

محمد مجيد (أبو خزعل)

هنالك أسئلة كثيرة يحملها الشريط، ورسائل خبيثة و مبيتة موجهة ضد قيادات الشعب العربي الأحوازي أيضا. وسنتناول بعضها في قراءة مبسطة للشريط الذي بث على قناة (PRESS T.V) التي تمول من قبل السلطات الفارسية، وكما نعرف ان شبكة الاذاعة والتلفزيون هما باشراف تام من قبل مرشد الثورة علي خامنئي.

أول سؤال يتناوله المشاهد من خلال قرائتنا للشريط المسجل والذي تم تسجيله من قبل سلطات الاحتلال الفارسية هو، لماذا يأتي بث هذا الشريط في هذا الوقت الحرج الذي تمر فيه السلطة الفارسية بأزمة خانقة على مستوى المنطقة عربيا ودوليا وايضا داخليا؟

ولماذا يتم بث الشريط علي قناة عالمية تخاطب المجتمع الاوروبي والرأي العام باللغة الانجليزية؟

من المؤكد والواضح ان الدولة الفارسية المحتلة تأتي ببث هذا الشريط بعد محاولات فاشلة لاسترجاع القيادات الوطنية الأحوازية من الدول الاوروبية، حيث كانت متوهمة ان الدول الاوروبية تحكمها، ديكتاتوريات مثل راسموسن الاسد أو يان بيتر المالكي. فالدولة الفارسية لم تدرك تماما بعقليتها الفارسية العنصرية، ان هنالك قانون يحكم على هذه الاراضي وهنالك حقوق للانسان الذي  يعيش على هذه الاراضي، وعندما وجدوا الرفض من قبل الدول الاوروبية في إسترجاع القيادات الأحوازية، عادوا الى بيت الاحزان، باكين وضاربين علي  خدودهم { حبيب نبكان از دستمان بريد} وهم يعرفون جيدا افضل من غيرهم، من هو المناضل حبيب جبر، وعندما باءت بالفشل تجربتهم المخزية على طريقة القرون الوسطى وسجلت في كتاب غينس للعار للدولتين الفارسية وللنظام السوري المخمور بعنتريات الأسد بأسر المناضلة الأخت معصومة الكعبي واطفالها البراعم، ليتوهموا بنتازل من قبل زوجها المناضل حبيب جبر والذي اصبح رمزا للكفاح الوطني للشباب الاحوازي في الأحواز وجاء الرد كما كان الشعب الأحوازي ينتظره من جبروت النضال العربي للمناضل ابوأياد وردّ، ردا عربيا قاسيا على تلك النفوس الخبيثة من خلال مشاركته على قناة الـANN.

أذن ماذا يستهدف بث هذا الشريط؟!

هل هو رسالة موجهة من السلطات إلى المقاومة؟

من الواضح ان الشريط يحمل تهديدا صارخا ضد المقاومة الوطنية الأحوازية وقيادتها الممثلة، حيث لم يبث الشريط على الأراضي العربية المحتلة أو في القنوات الحكومية الداخلية كما تعودنا على سياسة هذا العدو وطريقة تفكيره وأسلوب تعامل هذا الفكر الكسروي مسبقا مع قيادات المقاومة الوطنية وابطالها، عندما ظهرت شموخ  هامات الشهداء في القناة المحلية والحكومية في ضمن برنامج  ما يسمي بـ"الاعترافات" تخاطب الشعب الأحوازي والراي العام الفارسي. فمن المؤكد والمراد من بث هذا الشريط واتهام الشخصيات الوطنية وتركيزهم على المناضل حبيب جبر هو يهدف إلى ارسال رسالة واضحة وخبيثة من خلال هذه القناة، ومن الواضح عندما تشاهد بعين المراقب للفيلم الوثائقي كان اعتراف واضح ليس فقط بالمقاومة بل الاهم اعتراف بالقضية بحد ذاتها وبقيادات هذه القضية، لاننا تعودنا على سياسة الفرس وعقليتهم المهوسة بالحقد تجاه العرب، حيث أنهم لم يعترفوا بفعل ما أو يظهروا انزعاجهم الصارخ والواضح عندما  تصل هذه الافعال الي حد ضروتها.

 ما أريد اقوله أن من الواضح والبديهي في أن السلطات الفارسية كانت تراقب جميع التحركات الوطنية في الخارج وايضا نوعا ما كانت تأخذ استطلاع الرأي من عملائها الاستخباريين في قطر الاحواز المحتل حول القيادات ورموز الكفاح الوطني التي جائت اسمائها علي لسان المدعو مختاري.!! واستمرارالعمل النضالي في سبيل استرجاع السيادة الوطنية للشعب العربي الاحوازي على ارضه المحتلة.

معركة الاستخبارات الفارسية مع رموز المقاومة الوطنية

هل الدولة الفارسية تصعد من وتيرة التهديد باغتيال هذه الرموز الوطنية ليقولوا كما قالوا بكل وضوح وصراحة وعلى لسان المدعو مختاري، نحن نعرف مكان قيادات المقاومة الوطنية الأحوازية والشعب الأحوازي الذين يمثلون المقاومة الوطنية في الدول الاوروبية كلدنمارك وهولندا، وتكون معركة استخباراتية  بحتة وتدخل الدولة الفارسية علي خط الاغتيالات والخطف من جديد؟ ولديها تاريخ حافل  في مثل هذه الاعمال الاجرامية .! ولكن هذه المرة مع ابرز رموز وقيادات الشعب العربي الاحوازي وهي تدرك هذه اللعبة وكما تدرك ردة فعل الشعب الاحوازي تجاه هذه الرموز الوطنية وتدرك إيمان تلك القيادات والتي اندهشت وادركت ادراكا تاما بأن المناضل حبيب جبر اصبح رمزا من الرموز الوطنية للشعب الأحوازي وهذا ما كان تتخوف منه الدولة الفارسية المحتلة عندما يصبح لشعب المعجزات رمزا وطنيا في المهجر في ظل هذه الظروف المتأزمة والمتعثرة للدولة الفارسية في المنطقة العربية وفي العالم برمته وتحديات الأزمة الداخلية والاهم من ذلك تصاعد وتيرة المقاومة في الأحواز والتي جائت بعتراف من العدو وان كانت لا تحتاج إلى تصديق او اي  اعتراف من العدو. كما ان ازدياد الوعي الثوري والعارم بين اوساط الشباب الأحوازي الذي ادرك قضيته العادلة وأهميتها إلى جانب قضايا العالم الاخرى واصبح  يتطلع لمستقبله المشرق في نيل الحرية كحق شرعي وكما قدم قوافل من الشهداء في سبيل الوطن.

ولابد لي هنا أن أروي قصة قصيرة عن الشهيد عبدالسلام الناصري (ابومختار) رحمه الله وتقبله من الشهداء والصديقين.. هذا المناضل كان قبل استشهاده يقول لرفاقه في معتقلات الاسر الفارسي، اذا التحقت بركب الشهداء، فاطلقوا علي تسمية شهيد الفكر والقلم. نعم في يوما من الأيام سئل أحد الأسرى هذا الشهيد وقال له: يا ابا مختار في ما اذا سئلونا نحن الأحوازيون، ما الذي يدفعكم ويعطيكم الأمل في تحرير أرضكم الأحواز، بماذا نجيب عليه؟ فقال رحمه الله، بكلمتين وكررها ثلاث مرات... دماء الشهداء، دماء الشهداء، دماء الشهداء... فالأرض التي سالت وتسيل عليها دماء ابنائها البواسل سيبزق علمها على نخيلها الشامخة عن قريب. اليس الصبح بقريب.