الإرهاب الأمريكي يريد استئصال المنابر الإعلامية
الإرهاب الأمريكي يريد استئصال المنابر الإعلامية
العربية والإسلامية
محمد فاروق الإمام
[email protected]
(يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)..
فقد أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الخميس الماضي 18 آذار الحالي بياناً أعلنت فيه أن الأرصدة التي يمكن أن تكون لتليفزيون (الأقصى) الذي يبث من قطاع غزة وللبنك (الوطني الإسلامي) ومقره أيضا غزة في الولايات المتحدة ستجمد، موضحة أنه أصبح محظوراً على أي مواطن أمريكي (إجراء أدنى تعامل) مع هذين الكيانين.
وسبق أن صوت مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون يرمي إلى معاقبة فضائيات عربية متهمة بما سمته (التحريض) ضد واشنطن، بسبب انتهاج أغلبها لنهج مقاومة الاحتلال. وقد صوت 395 نائبًا أمريكيًا على قرار يطالب باعتبار بعض مالكي الأقمار الصناعية في الشرق الأوسط بأنهم يشرفون على منظمات (إرهابية) لقيامهم ببثّ قنوات معادية للولايات المتحدة بحسب مشروع القرار.
اللافت في الأمر أن مشروع القرار خصّ على وجه الخصوص (قناة الأقصى) الفضائية
التابعة لحركة حماس والتي تبث من غزة، وأشار بشكل محدد إلى عرضٍ للعرائس عرضته قناة
(الأقصى) في آذار عام 2008م أظهر طفلاً فلسطينيًا يطعن الرئيس الأمريكي. بالإضافة
إلى قناة (الزوراء) العراقية التي تبث عمليات المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال
الأمريكي في العراق. كما أشار القرار أيضاً إلى قناة (الرافدين) العراقية التي تُبث
من مصر، وقال: إنها تابعة لهيئة علماء المسلمين، والتي وصفها بأنها (منظمة معادية
للولايات المتحدة في العراق).
كما حث القرار، الذي يحمل رقم 1308 في مجلس النواب، (الحكومات في جميع أنحاء الشرق
الأوسط وحلفاء الولايات المتحدة والدول المسؤولة الأخرى على توجيه إدانة رسمية
وعلنية للمسؤولين عن الحض على العنف ضد الأمريكيين والولايات المتحدة). ودعا القرار
الرئيس الأمريكي إلى تصنيف قناة (الأقصى) الفلسطينية منظمةً إرهابيةً عالمية، وكذلك
تصنيف الأقمار الصناعية التي تقوم بتقديم الخدمة للقنوات أو الأشخاص الذين تصنفهم
الولايات المتحدة منظماتٍ (إرهابية) عالمية بنفس التصنيف. وأشار التقرير بشكل خاص
إلى القمر الصناعي المصري (نايل سات)، والقمر الصناعي العربي (عرب سات).
والغريب أنه في الوقت الذي التزم فيه الرئيس الأمريكي الجديد أوباما سياسة تغييرية جديدة تجاه العالم بوجه عام، والإسلامي منه بوجه خاص، وحرص على الابتعاد عن سياسات سلفه التي كشفت صورة الولايات المتحدة في العالم. من خلال خطابه الذي ألقاه في جامعة القاهرة عند زيارته لمصر عقب فوزه بمنصب الرئاسة الأمريكية، وتعهد فيه بالسعي الجدي لإيجاد حل للقضية الفلسطينية بما فيه تعهده بإقامة دولة مستقلة للفلسطينيين قابلة للحياة، إلى جانب الدولة العبرية التي قامت بقرار من الأمم المتحدة وبدعم من أمريكا والغرب الإمبريالي والشرق الشيوعي على أنقاض مدن وقرى الفلسطينيين الذين طردوا منها تحت عباءة الأمم المتحدة ومظلتها.
أمريكا تؤكد على حقيقة لم تعد خافية على أحد، سواء حكمها الجمهوريون أو المحافظون أنها دمية رخيصة بيد اللوبي الصهيوني الذي يحرك قادة الحزبين كما يحرك (الأراكوز) العرائس على مسرح القرار الأمريكي في البيت الأبيض أو البنتاغون أو الكونجرس.. ولعل خير دليل على ما نقول هو تراجع وزيرة الخارجية الأمريكية عن ثورة غضبها على إسرائيل التي صفعت الإدارة الأمريكية وأهانتها بحضور نائب الرئيس الأمريكي الذي كان يزور تل أبيب، عندما أعلنت الحكومة العبرية عن الترخيص لبناء 1600 وحدة سكنية لليهود في مدينة القدس الشرقية متحدية مطالب أوباما بوقف الاستيطان من أجل تحريك عملية السلام وإجراء المفاوضات بين الفلسطينيين واليهود. ولم يلبث الرئيس الأمريكي بكل هيبته أن أعلن أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل وحمايتها وأنه لا يمكن أن يكون هناك أية خلافات بين الحليفين.
من هنا فإنه قد آن الأوان لقادة العرب الذين سيجتمعون قريباً في طرابلس الغرب أن يحزموا أمرهم ويقفوا الموقف الشجاع في استخدام ما لديهم من أوراق ضغط - وهي كثيرة - في مواجهة أمريكا والغرب الذي يحول دون إنصاف قضايانا العادلة ويعمل على طمس معالمها، في مقابل المساندة اللامحدودة أو المشروطة للكيان الصهيوني ليفعل ما يفعل بأهلنا في فلسطين من قتل وحصار وتجويع للإنسان والحيوان والأرض والنبات والهواء.