توضيح حول مقال فادي شامية وتوضيح يكن

الجماعة الاسلامية

في توضيح حول مقال فادي شامية وتوضيح يكن

"الجماعة": لم نتخل عن العمل المقاوم و"قوات الفجر"

وتعكير الأجواء الإسلامية يخدم المشروع الصهيوني ـ الأميركي

أكدت "الجماعة الاسلامية" انها لم تتخل عن العمل المقاوم وعن "قوات الفجر"، وأشارت الى ان شبابها كان لهم دور بارز في التصدي للعدوان الصهيوني الاخير في تموز 2006، نافية الإدعاء بأن عبد الله الترياقي واصل تحمّل مسوولية القيادة الميدانية وان "جبهة العمل الاسلامي" ترعى الآن "قوات الفجر".

واستغربت إعلان النائب السابق فتحي يكن انه لا يعتبر نفسه خارج اطار "الجماعة"، وادعاءه العمل بدأب للعودة بها الى موقعها الصحيح والى متابعة دورها الرائد في لبنان، ورأت انه "بدل ان يتخيل كيف يعود بالجماعة الى الموقع الصحيح، عليه ان يسعى ـ كرئيس لجبهة العمل الاسلامي ـ الى ان لا يورط الجبهة في الموقع الخطأ"، مؤكدة ان "مقاومة المشروع الصهيوني الاميركي لا يستلزم ان تكون الجبهة جزءاً من المعارضة الحالية، ولا ان تساهم معها في تعكير الاجواء الاسلامية وتصعيد الخلاف السياسي الذي يصب بالنهاية في خدمة هذا المشروع".

أصدر المكتب الاعلامي لـ"الجماعة الاسلامية" البيان التالي: "كتب الاستاذ فادي شامية مقالاً في جريدة المستقبل (2/11/2007) بعنوان: "قوات الفجر كيف نشأت وكيف سرقت" ورد عليه مكتب الدكتور فتحي يكن في جريدة المستقبل بتاريخ (4/11/2007)، ومع حرصنا على عدم الدخول في متاهات الردود والتوضيحات، وجدنا من الضروري اعلان وتوضيح بعض المسائل الهامة، والتي تعني الجماعة:

1 ـ نشأت "قوات الفجر" في الجماعة الاسلامية بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982م، وتشكلت لجنة مركزية لمتابعة نشاطها، لكنها لم تكن برئاسة الدكتور فتحي يكن، بل تولى الإشراف عليها احد اعضاء قيادة الجماعة، الذي ظل يتابع اعمالها بهذه الصفة حتى تحرير الجنوب عام 2000م. وكان يولى القيادة الميدانية الأخ الشهيد جمال حبّال، الذي كان المسؤول العسكري في الجنوب، وبعد استشهاده عام 1983م، تولى قيادتها الميدانية الحاج عبدالله الترياقي، والى ان تم تحرير الجنوب حيث قررت الجماعة إعفاءه من هذه المهمة، ووضعت صيغة جديدة للعمل المقاوم تراعي الظروف المستجدة، وعينت قيادة جديدة، باشرت عملها منذ 2001م.

2 ـ ليس صحيحاً ان الجماعة تخلت عن العمل المقاوم وعن "قوات الفجر"، فعندما وقع العدوان الصهيوني الاخير في تموز 2006م، كان لشبابها دورا بارز في الدفاع عن بلداتهم، وفي دعم رجال المقاومة الذين كانوا يخوضون معارك شرسة في مناطق اخرى. لقد كانت "قوات الفجر" في الجماعة الاسلامية جزءاً من المقاومة، وحصل مجاهدوها على تنويه من قيادة المقاومة. ولعل الجميع يذكرون ما أعلنه السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله في اول خطاب به بعد عدوان تموز عندما خص بالذكر الجماعة الاسلامية على مشاركتها في صد العدوان. لذا فإن الإدعاء ان الجماعة تخلت عن قوات الفجر، وأن الاخ الترياقي واصل تحمّل مسؤولياته في هذا المجال، وان جبهة العمل الاسلامي الآن ترعى قوات الفجر، كل ذلك غير صحيح، والجماعة لم تغادر موقعها المقاوم حتى تعود اليه، ولم تتوقف عن أداء دورها في المقاومة، دون اعلان ولا مفاخرة.

3 ـ من العجيب ان الدكتور فتحي يكن الذي يعمل الآن خارج اطار الجماعة الاسلامية، ويترأس "جبهة العمل الاسلامي" التي تألفت من بعض المجموعات الاسلامية وليس للجماعة أي مشاركة فيها، ثم لا يعتبر نفسه خارج اطار الجماعة، بحجة انه اسس وبنى وتعهد، وهو لا يمكن ان يفرّط في البناء، وهو ما اعتاد ان يقوله ويردده بين الحين والآخر.

إن الدكتور يكن لم يكن المؤسس الأوحد للجماعة، بل كان أحد الإخوة المؤسسين وقد اختاروه أميناً عاماً، وبناء الجماعة قام على أيدي مجموعة كبيرة من الإخوة المؤسسين كان له بينهم دور بارز، وقد تم الكثير من البناء خلاف رأيه أصلاً. صحيح أنه تولى الأمانة العامة خلال معظم الفترة الممتدة من عام 1964 الى عام 1992، تقديراً من إخوانه لسابقته في العمل، ولنزوله عند رأي الجماعة، خلافاً لقناعته المنشورة في كتبه، التي لا يزال متمسكاً بها، وهي أن الشورى معلمة وليست ملزمة، ولهذا السبب كان دائماً يتقدّم باستقالته التي قبلت أكثر من مرة.

ثم إننا نتساءل: كيف يكون التفريط في البناء، إذا لم يكن الخروج من الجماعة ومخالفة قراراتها الصادرة عن مؤسساتها الشرعية بالإجماع أو بما يشبه الإجماع، والعمل في إطار آخر.. إذا لم يكن هذا العمل تفريطاً في البناء فكيف يكون التفريط.

4 ـ أما العمل بدأب للعودة بالجماعة الى موقعها الصحيح، وإلى متابعة دورها الرائد في لبنان، فهو أكثر غرابة وإيغالاً في التناقض، ذلك أن الموقع الصحيح للجماعة تحدده مؤسساتها القيادية في ضوء مبادئ الجماعة ومواقفها الاستراتيجية، وليس بالضرورة أن يكون الموقع الذي يختاره الدكتور يكن، وهو يعلم أنه عندما كان يمارس دوره في مجلس الشورى لم يستطع إقناع إخوانه بالكثير من آرائه، فكيف يستطيع ذلك بعد خروجه من الجماعة، وإعلانه مواقف صريحة مضادة لقراراتها وتوجهاتها. إن من حق الدكتور يكن أن يفكّر كما يشاء وأن يختار الموقف الذي يريد، ولكنه حتى عندما كان في موقع قيادة الجماعة، لم يكن وصياً عليها يحدد لها موقعها، بل هي التي تحدد الموقع الذي تختاره. وبدل أن يتخيّل كيف يعود بالجماعة الى الموقع الصحيح، عليه أن يسعى ـ كرئيس لجبهة العمل الإسلامي ـ الى أن لا يورّط الجبهة في الموقع الخطأ، فإن مقاومة المشروع الصهيوني الأميركي لا يستلزم أن تكون الجبهة جزءاً من المعارضة الحالية، ولا أن تساهم معها في تعكير الأجواء الإسلامية وتصعيد الخلاف السياسي الذي يصبّ بالنهاية في خدمة هذا المشروع.

5 ـ إن الادعاء بأن الأمين العام للجماعة الشيخ فيصل مولوي يتابع مع الداعية يكن الخطوات التي يقوم بها للعودة بالجماعة الى موقعها الصحيح إدعاء غير صحيح، فاللقاءات التي كانت تجمعهما بين حين وآخر يقصد منها التناصح والتشاور والمحافظة على العلاقات الأخوية الشخصية، مهما اختلفت المواقف. ولم يحدث أن طرح في هذه اللقاءات أي موضوع يتعلق بهذا الادعاء من قريب أو من بعيد، فضلاً عن أن موقع الجماعة، يعبّر عنه الأمين العام نفسه، ولا يمكن تعديله إلاّ من خلال مؤسسات الجماعة القيادية. إن هذه الفوقية التي يتحدث بها الدكتور يكن تجاه الجماعة، وأنه يريد العودة بالجماعة الى موقعها الصحيح، لم تكن مقبولة منه عندما كان أميناً عاماً للجماعة، وقد رضي أن يتولى الأمانة العامة على أساس الالتزام بقرارات الجماعة (ولو خالفت رأيه الخاص)، فكيف يمكنه أن يفكر مجرد التفكير بعد مغادرته مواقعه في الجماعة ومخالفته لقراراتها، أنه يستطيع أن يجرّها الى الموقع الذي يراه؟".