البرنامج النووي الإيراني

الخميني يبدأ مشروعه النووي

حسين علي محمد حسنين

كاتب وباحث/ عضو إتحاد كتاب مصر

[email protected]

(1)

آية الله الخميني يتسلم زمام أمور البلاد

وبداية صراعه مع الولايات المتحدة الأمريكية

فى أول فبراير عام 1979وصل آية الله الخميني (1902- 1989)الى الحكم بعد أن قاد الثورة الدينية الشعبية من المنفى فى فرنسا (يذكر أن والده سيد مصطفى العالم الديني توفى  بعد ولادة الخمينى بستة أشهر ، ثم توفيت والدته وخالته أيضا وهو في الخامسة عشرة من عمره، وتربى مع أخيه الأكبر فحفظا القرآن وتعلما مبادئ المذهب الشيعي معا) . سافر الخميني إلى مدينة أراك لدراسة القانون الإسلامي، وفي بدايات العشرينات من القرن الماضى تبع أستاذه الذى رحل إلى مدينة قم، ونبغ الفتى بين أقرانه ووصل إلى مرتبة آيه الله . التزم الخمينى بالصوفية التى أثارت اهتمام العديد من السياسيين فى ذلك الوقت لأنها تشمل القانون والمنطق والفلسفة.

كان على خلاف مع الشاه رضا بهلوى( والد محمد رضا بهلوى) الذي تخلص من أول حكومة إيرانية دستورية بدعم من الحكومة الروسية عام 1921. كما اختلف الخميني مع سياسة محمد رضا عندما أصبح شاها لإيران ، ووصل هذا الخلاف الى أقصاه في بداية الستينات من القرن الماضى عندما أعلن الشاه ثورة الإصلاح السياسي البيضاء التى نادى فيها بحقوق المرأة والتعليم العلماني وهو ما تعارض كلية مع فكر الخميني الذي تعلمه في مدينة (قم) الدينية .  أدى خلاف الخمينى الشديد مع الشاه إلى إلقاء القبض عليه ، وهو ما دفع الخمينى وهو فى سجنه إلى دعوته الشهيرة للشعب الإيرانى بالتمرد على نظام الحكم فى إيران وقيام الثورة الإسلامية. على أثر ذلك قامت الحكومة بنفيه الى خارج ايران فى عام 1964  ، فذهب إلى تركيا أولا ثم إلى مدينة النجف (المدينة المقدسة عند الشيعة بشمال العراق) ومكث هناك 13 عاما وضع خلالها مبادئه حول "حكم الفقيه" الخاصة  بتولي رجال الدين حكم البلاد . وقد أخذ علماء وطلاب معهد قم الديني على عاتقهم مهمة نشر رسائل الخميني في كل أنحاء إيران. يذكر هنا أن أحد أتباعه ويدعى (على خامنئى الذى أصبح بعد ذلك مرشدا لإيران) كان له دور هام في هذا النشاط حيث نجح في تحريك وحشد طلاب وعلماء الدين في مدن قم ومشهد وخراسان .

في بداية عام 1970 غادر مدينة النجف إلى باريس، ومن هناك بدأ الخميني فى حث الإيرانيين على إسقاط نظام الشاه وحليفته الولايات المتحدة الامريكية التى كان يكن لها كرها شديدا .  يذكر أن قيادة الخميني للمعارضة من خارج إيران كانت أكثر تأثيرا من داخلها، وقد اتبع فى ثورته ذلك المنهج المصرى الذى ظهر فى أنحاء المدن المصرية  فى منتصف الستينات من القرن الماضى بين أعضاء الإخوان وهو ما عرف بـ ( ثورة الكاسيت ) والتى كان ابرز سماتها شرائط الشيخ ( كشك ) الشهيرة . فقد قام الخميني  بتسجيل رسائله على أشرطة تحمل أغلفة موسيقية ( بغرض التمويه ) على أن يتم تهريبها إلى داخل ايران ، وتوزع سريعا بين الناس قبل أن يتم القبض على حائزيها ، كما كان لرسائله التي تبث عبر المذياع أثر كبير في حث الناس على العصيان المدني(تجربة إذاعة صوت العرب المصرية فى خمسينات القرن الماضى) ، وهو الأمر الذي أدى في النهاية إلى سقوط الشاه وخروجه  من البلاد في 16  يناير1979.    وفي ديسمبر عام 1979  أجاز آية الله الخميني الدستور الجديد وأعلنت إيران جمهورية إسلامية لأول مرة فى تاريخها ، وأصبح الخميني إماما وقائدا أعلى للجمهورية.   ووفقا للدستور الذى وضعه آيات الله الخميني والذي تضمن مبادىء حكم الفقيه وغيرها أصبح لدي الخميني صلاحيات لم تجتمع لباقي مؤسسات الدولة ، فقد منحه الدستور الجديد السيادة السياسية والدينية وكان من سلطاته الآتي :  (1) إقرار السياسات العامة للدولة ومراقبة تنفيذ تلك السياسات.  (2) إصدار مرسوم الانتخابات العامة.   (3) للخمينى الحق فى إصدار القرارات الهامة للقوات المسلحة وإعلان الحرب والسلام والتعبئة العامة للقوات المسلحة.  (4) تعيين وإقالة كل من : (أ) فقهاء مجلس الأوصياء. (ب) ورئيس الهيئة القضائية.  (ج) ومدير الإذاعة والتليفزيون .  (د) ورئيس أركان الجيش وقائد قوات حرس الثورة الإسلامية وجميع قادة أسلحة الجيش المختلفة . (هـ) له الحق فى إقالة رئيس الدولة من منصبه . (و) له الحق فى إسقاط الأحكام القضائية على المدانين. بالإضافة الى العديد من الإمتيازات .    كما تبنى الخميني فور توليه السلطة مشروع  التصفية الجسدية لكل من عارض الثورة الإسلامية سواء داخل ايران أو خارجها فى المنفى خاصة طوال عام 1979 وحتى بداية عام 1980 وقد إعتمدت تلك التصفـية على حسابات قديمة معلقة سواء تجاه  المعارضين للثورة الإسلامية  أو ضد أشخاص بعـيدين عــن الشأن السياسي ( نفس المنهج الذى تبناه صدام حسين ضد معارضيه).

كراهية الخميني للأمريكيين:

إتسمت العلاقات الإيرانية الامريكية منذ قيام الثورة الإسلامية فى فبراير 1979  بالشك والريبة منذ عهد الرئيس الأمريكى الأسبق جيمي كارتر. فقد أطلق الخميني على الولايات المتحدة الامريكية عبارة( الشيطان الأكبر) والسبب فى ذلك يرجع للآتي:

-  قيام المخابرات الامريكية بالتعاون مع شركة البترول البريطانية العاملة فى ايران بعملية (أجاكس) ، حيث لعبت عناصر المخابرات الأمريكية الـCIA بقيادة كيم روزفلت دورا بارزا فى إسقاط محمد مصدق رئيس وزراء ايران فى عام 1953 وتم إعادة الشاه الى حكم ايران .

-  وقوف إدارة الرئيس جيمي كارتر مع شاه ايران حتى آخر لحظة من سقوطه ولم تتعاطف الإدارة الامريكية مع قادة الثورة الإسلامية.

-      إقتناع الخميني المطلق بأن الولايات المتحدة كانت وراء محاولات إسقاط الثورة الإسلامية .

-  اقتناع قادة الثورة الإسلامية بأن واشنطن كانت وراء دفع العراق لشن هجومها على الأراضي الإيرانية وجرها الى الحرب.

كل ذلك دفع الإمام الخميني الى إصدار عدة قرارات من شأنها محو وإزالة كل أثر للثقافة الغربية داخل ايران خاصة الأمريكية ، وعليه أصبحت المصالح الامريكية بكافة أنواعها هدفا لرجال الدين الإيرانيين والتابعين لهم ، ويذكر أن أول مواجهة تمثلت فى احتجاز الرهائن الأمريكيين داخل السفارة الامريكية بطهران فى بداية الثورة الإسلامية مباشرة ، إضافة الى قيام آية الله خميني بإصدار قرار يوجب فرض رقابة كاملة على شركات النفط الغربية وخاصة الامريكية .

رد الفعل الأمريكى على كراهية الخمينى لهم:

على الرغم من أن الخلافات الامريكية مع الخميني بدأت فى منتصف السبعينات من القرن الماضى عندما كانت فرنسا تحتضنه ورفاقه إلا أن تلك الخلافات وصلت الى طريق مسدود عندما تم احتجاز الرهائن الأمريكيين داخل السفارة الامريكية بطهران ، إضافة الى قيام  الخميني  بفرض رقابة كاملة على شركات النفط الغربية وخاصة الامريكية داخل ايران .

أما أول رد فعل علني قامت به واشنطن إزاء مواقف الثورة الإسلامية المتشددة فهو الخاص بموافقة الرئيس الأمريكى جيمي كارتر على خطة البنتاجون المتعلقة بتحرير الرهائن الأمريكيين المحتجزين بالسفارة الامريكية بطهران ، ولكن تلك المحاولة باءت بالفشل وهو ما جعل العلاقة بين البلدين أكثر تدهورا ومن ثم أصبح الصراع علنيا بعد ذلك .

لم تتوقف واشنطن عند هذا الحد فقد أخذت تصعد ملف حقوق الإنسان وما يقوم به آية الله الخميني من تجاوزات تمثلت فى التصفية الجسدية لكل من يعارضه داخل ايران وخارجها سواء فى دول أوربا أو الولايات المتحدة  ، ويبدو أن ذلك الملف أتى بثمار جيده سواء داخل الأمم المتحدة أو على الصعيد الدولي .   فى نفس الوقت أخذت واشنطن خطوات أكثر تشددا بدأت بالآتي: أولا: تجميد جميع الأرصدة الإيرانية داخل الولايات المتحدة .  

وثانيا: طلب الرئيس الأمريكى جيمي كارتر من أصدقائه الأوربيين بضرورة فرض حصار اقتصادي على النظام الإسلامي المتشدد يبدأ بالآتي: (1) مطالبة الشركات الامريكية والشركات الأوربية الأخرى التابعة لكل من إنجلترا وألمانيا وفرنسا بمغادرة ايران .

(2) فرض حصار نفطي على كافة الشركات النفطية التى تتعامل مع الثورة الإسلامية .     وبالفعل تجاوبت كافة الشركات الامريكية والأوربية عدا شركة توتال الفرنسية (وهى الشركة الأوربية الوحيدة التى خرقت ذلك الحصار النفطي) . 

وهكذا استطاعت الإدارة الامريكية أن تضرب النظام الإيراني الجديد فى مقتل ، فقد جاء الحصار النفطي الأمريكى لإيران بمثابة صدمة اقتصادية غير متوقعة للقادة الإسلاميين وهو ما أربك حساباتهم تماما (لم تستطع ايران تخطى حاجز إنتاج الأربعة ملايين برميل يوميا حيث يلتهم الشعب الإيراني نصف كميته ) وهو ما يعنى أن 80 % من مشاريع الثورة الإسلامية قد توقف ، ومن ثم لم يعد الإمام الخميني قادرا على تنفيذ خطته الخاصة بتصدير الثورة الإسلامية الى خارج بلاده كما خطط لها .

الصراع بين الثورة الإسلامية وإسرائيل:

وفيما يتعلق بإسرائيل ، فقد تمثل أول رد فعل لقادة الثورة الإسلامية ضد اسرائيل فى دعم وتأييد الحقوق الفلسطينية . وجاء تطبيق ذلك عمليا فى قيام السلطات الإسلامية بمحاصرة السفارة الإسرائيلية بالعاصمة طهران ثم الاستيلاء عليها وتسليمها الى منظمة التحرير الفلسطينية حيث اعتبرتها الأخيرة سفارة فلسطينية ورفعت فوقها العلم الفلسطيني .

واشنطن تقطع علاقاتها مع ايران:

ومع مزيد من تشدد القادة الإسلاميين بإيران وصلت العلاقات الامريكية الى طريق مسدود فيما يخص إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين حيث لم تعد المفاوضات تجدي نفعا ، لذلك قررت الإدارة الامريكية فى إبريل عام 1980 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران خاصة بعد أن أصبحت المصالح الامريكية داخل ايران مهددة بالخطر . نتيجة لما تقدم أخذت واشنطن تستخدم آلاتها الإعلامية للتنديد بوحشية النظام الإسلامي الجديد وما يقوم به من عمليات قتل وتعذيب للمعارضة الإيرانية ، كما تقدمت واشنطن بطلبات للأجهزة المعنية بالأمم المتحدة بضرورة فرض عقوبات اقتصادية رادعة ضد النظام الإيراني الجديد .

***************

(2)

الخميني يسعى لتحسين صورته

أمام العالم الخارجي

شكل الحصار النفطي الغربي الذى تزعمته الإدارة الأمريكية ضد الثورة الإسلامية ضربة قوية ، إضافة الى تلويح واشنطن المستمر بملف حقوق الإنسان وما يتضمنه من جرائم التصفية الجسدية التى قامت بها الثورة الإسلامية ضد معارضيها وهو ما أساء للقادة الإسلاميين فى طهران بصفة خاصة والدول الإسلامية بصفة عامة، لذلك لم يجد آية الله خميني مخرجا من تلك الورطة إلا بمحاولة مهادنة واشنطن أو كسب الرأي العام الدولي أو الاثنين معا . ونظرا لان المفاوضات بين الطرفين وصلت الى طريق مسدود حيث كانت طهران تصر على الإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة لدى واشنطن ورفع الحصار النفطي أولا مقابل الإفراج عن الرهائن الأمريكيين ، بينما كانت واشنطن تصر على إطلاق سراح الرهائن أولا . لذلك قرر الخميني اللجوء الى الطريق الآخر وهو تحسين صورته أمام الرأي العام الدولي .  وعليه ففي يناير عام 1980 أصدر آية الله الخميني قرارا بتعيين أول رئيس للجمهورية الإسلامية هو الدكتور أبو الحسن بنى صدر السياسي الليبرالي المعروف والمعارض المعتدل للثورة الإسلامية وذلك فى محاولة لطمأنة الرأي العام العالمي حول تبنى سياسة الانفتاح نحو التعدد الحزبي والديمقراطية ، فى نفس الوقت وعد الإمام الخميني بإجراء أول انتخابات برلمانية فى مارس 1980.

وفى 14 مارس عام 1980 جرت أول انتخابات برلمانية فى الجمهورية الإسلامية (بعد أن تم تغيير اسم البرلمان من مجلس الشورى الوطني الى مجلس الشورى الإسلامي) . وفى هذه الانتخابات دخلت الأحزاب والتيارات السياسية على اختلاف أطيافها إلى المعترك الانتخابي بحرية لم تشهدها ايران من قبل وتم انتخاب ممثلين عن كافة التيارات السياسية، وقد نجحت أربعة نساء بالفوز بمقاعد فى ذلك المجلس . وفور الانتهاء من الانتخابات قرر الإمام الخميني ورفاقه تبنى مشروع الثورة الثقافية الإسلامية فى داخل البلاد أولا وحدد لها 24 شهرا فقط لإنجاز مهامها مستخدما فى ذلك كافة الكوادر الإسلامية وطلاب الجامعات والمعاهد العالية على أن يتم بعد ذلك مباشرة تحقيق حلمه الكبير بتصدير الثورة الإسلامية وثقافتها الى الخارج حيث دول الجنوب السوفييتي وأفغانستان وباكستان من ناحية ودول الخليج العربى والشمال الأفريقي العربى من ناحية أخرى . وهنا انزعج الغرب كله خاصة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وجل الدول الإسلامية السنية.

انزعاج أمريكي أوربي من تصديرالثورة الإسلامية إلى دول الجوار:

جاء قرار آية الله الخميني الخاص بالثورة الثقافية الإسلامية ذات الـ24 شهرا وما تبعه من تصدير لها إلى سائر الدول الإسلامية المجاورة والبعيدة عنها بمثابة تحد كبير لمصالح الدول الغربية فى منطقة الخليج والدول المجاورة لطهران خاصة بعد أن علمت المخابرات الامريكية عن طريق عملائها داخل ايران بأن خطة آية الله الخميني كانت تركز على تصدير الثورة الإسلامية (الشيعية) الى المملكة العربية السعودية خاصة المنطقة الشرقية الغنية بالبترول ذات الكثافة الشيعية العالية ، إضافة الى دعم النفوذ الإيراني فى البحرين ثم الإمارات مع إحتفاظ إيران بالسيطرة على الجزر الثلاث ، وكذلك الكويت والجنوب اليمنى ،علاوة على شيعة العراق (65 % من سكان العراق) ثم شيعة لبنان والنظام السوري ذو الأقلية الشيعية العلوية الذى يحكم الأغلبية السنية التى تزيد عن 80% من إجمالى سكان سوريا .      وفى منتصف ابريل عام 1980 عقدت عدة لقاءات بالبيت الأبيض بين الرئيس الأمريكى جيمي كارتر وزعماء كل من إنجلترا وفرنسا وألمانيا إضافة الى الاتحاد السوفيتي شملت الأوضاع فى منطقة الخليج والآثار المترتبة فى حال قيام آية الله خميني بتصدير الثورة الثقافية الإسلامية الى الدول المجاورة لإيران.. .. وهنا تم التوصل الى ضرورة وقف ذلك المد الثورى بأسرع ما يمكن .. ولم يكن هناك بديل سوى دعم التيارات والأحزاب المعارضة للثورة الإسلامية داخل ايران بهدف سخونة الأوضاع وتصارع الأيديولوجيات داخل ايران لأطول مدة ممكنة وذلك كخطوة أولى  . وفى حال عدم تحقيق الهدف أى وقف ذلك التيار الإسلامي فليس أمام واشنطن وحلفائها بديل آخر سوى إشعال النار بهدف تدمير إقتصادها ومن ثم سقوط الثورة الإسلامية، وكان أفضل الطرق هو دخول ايران فى حرب طويلة مع العراق بحيث تجهض النظام الإسلامي الإيراني فى نهاية المطاف، إضافة إلى إضعاف نظام صدام حسين على المدى المتوسط.

صراعات دموية داخل ايران :

فى يوليو عام 1980 (اى بعد ثلاثة اشهر من الانتخابات البرلمانية) شهدت ايران مناخا رهيبا من الإضطرابات والقلاقل بين جميع الأحزاب المعارضة التى تدعمها الولايات المتحدة والدول الأوربية، إضافة الى الاتحاد السوفيتي ضد رجالات الثورة الإسلامية . وهكذا ساد جو من الرعب بين رجال الثورة الإسلامية من جهة والمعارضة من جهة أخرى تمثل فى إنفجارات واغتيالات فى كل مكان ، وكانت الغلبة فى كل الأحوال لرجال الخميني.      وهنا حاول الرئيس الإيراني الجديد أبو الحسن بنى صدر بعد أن حلف اليمين الدستورية أمام آية الله الخميني أن يقوم ببعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية لكن الجو الثوري الذي كانت تعيشه إيران لم يتح له ذلك . وهكذا اكتشف أبو الحسن انه أصبح رئيسا بلا سلطات أو بالأحرى بسلطات مقيدة وهو ما يريده الخميني ومجلس الثورة الذي كان يسيطر على مؤسسات الدولة الحيوية( كالجيش والشرطة والقضاء والإذاعة والتلفزيون والبنك المركزي.. إلخ) . وباءت محاولات الرئيس الجديد بالفشل ومن ثم اختلف مع آيات الله الخميني ، كل ذلك فى الوقت الذى كانت فيه الحرب مع العراق على الأبواب والتى كان لأبى الحسن فيها رأى مخالف عن رجال الدين ، فقد  كان يرى ضرورة احتواء الأزمة بين البلدين دون إراقة دماء ، بينما الخميني كان يرى عكس ذلك تماما ، ولكن يلعب القدر دوره وتسير  الأمور عكس ما يريده الرئيس الجديد ، وتبدأ الحرب بإجتياح القوات العراقية للأراضي الإيرانية.        وهكذا وصلت العلاقة بين الرئيس الإيراني الجديد وآية الله الخميني الى طريق ملىء بالعراقيل ، وأخذ رجال الخميني يتهمون أبو الحسن بالخيانة والعمالة للولايات المتحدة ودول الغرب وتعطيل المجهود الحربي . أضف الى ما تقدم أن الرسالة التى بعث بها أبو الحسن إلى آية الله الخميني والتي طالبه فيها بحل مجلس الثورة ومجلس القضاء الأعلى وتشكيل حكومة جديدة كوسيلة لإنقاذ البلاد من التدهور السياسي والاقتصادي الذي وصلت إليه كانت تلك الرسالة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.

وعليه اتسعت شقة الخلاف بين الرجلين وتعالت أصوات كثيرة داخل مجلس الثورة الإسلامي تطالب بعزل أبو الحسن ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى. ولم يكد يمر على تلك الرسالة سوى أيام قليلة حتى توصل الخميني إلى قرار مفاده أن بقاء أبو الحسن أصبح يمثل بالنسبة له مصدر إزعاج وقلق  شديدين داخل البلاد وخارجها ولابد من التخلص منه ، لكن الحرب كانت قد بدأت مع العراق ، فاضطر الخميني الى تجميد القرار الذى اتخذه ضد الرئيس أبو الحسن .

*********************

(3)

بداية أطول حرب تقليدية

عرفها القرن العشرين

فى 22 سبتمبر عام 1980 اجتاحت القوات العراقية المناطق الواقعة غرب ايران لتحرق الأخضر واليابس فى تحد مريع للثورة الإسلامية الطامحة ، وهنا لم يجد الإمام الخميني أمامه بديلا سوى إعلان الحرب على العراق  لتصبح بعد ذلك أطول حرب تقليدية عرفها القرن العشرين وذلك بسبب الخلافات الحدودية التى راح ضحيتها نحو مليون شخص من الجانبين ودامت حوالي ثمانية أعوام طوال . ففي هذه الحرب قامت دول أوربا الغربية الرئيسة والاتحاد السوفيتي بدور بارز فى إمداد العراق بالأسلحة والمعدات بالإضافة الى الولايات المتحدة التى ساندت العراق بكل قوتها فى بداية الحرب. على الجانب الآخر قامت الصين وكوريا الشمالية بإمداد ايران بكل ما يلزمها من أسلحة وعتاد وخلافه .  كانت خطة الولايات المتحدة وأوربا الغربية والاتحاد السوفيتي هي استمرار الحرب أطول مدة ممكنة وذلك لإنهاك الاقتصاد الإيراني الى أقصى درجة ممكنة مع تشجيع حركات التمرد الداخلي ضد نظام الخميني مع إعطاء الدعم الكامل للمعارضة الإيرانية الخارجية فى المنفى حتى يتم القضاء على تلك الثورة الدينية الجديدة  بمنطقة الشرق الأوسط ككل . أما دور كل من الصين وكوريا الشمالية فكان يهدف الى إحداث توازن مشروط بين القوتين (بغداد وطهران) بحيث تظل ايران فى المواجهة كخط دفاعي أول لهما، إضافة الى استخدام ايران كورقة ضغط فى حال تطور الأحداث واتجاهها نحو القارة الآسيوية . 

العراق وخطة تدمير البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني:

اعتمدت خطة دول الغرب بالتعاون مع صدام حسين على تدمير البنية التحية لكافة المشروعات ذات الطابع الإستراتيجي وعلى رأسها البرنامج النووي داخل ايران وذلك بعد أن توصلت أجهزة الاستخبارات الامريكية والأوربية الى معلومات تؤكد أن آية الله خميني ورفاقه يحاولون الحصول على أسلحة متطورة وذات تأثير بالغ الخطورة وذلك أملا فى احتلال القطاع الجنوبي من العراق ومناطق الأبار النفطية ، لذلك قررت واشنطن زيادة التصعيد  وإمداد صدام حسين بصور من أقمارها الصناعية للمشروعات الإيرانية الاستراتيجية وتحديدا المفاعلات النووية وبعض المنشآت النفطية والصناعية التى يعتمد عليها الاقتصاد الإيراني اعتمادا كليا( فى ذلك الوقت أشارت بعض التقارير الأمريكية والأوربية الى محاولة حصول ايران على أسلحة دمار شامل من الصين وبعض دول أمريكا اللاتينية وقد وصلت المفاوضات إلى مراحل متقدمة جدا، لكن التهديد الأمريكى بنقل تلك الصراعات إلى داخل تلك الدول أوقف هذه المفاوضات )  . وبواسطة الدعم الغربي(الأمريكى والأوربى) الكامل والاتحاد السوفيتي المتردد  استطاعت القوات الجوية العراقية أن تلحق أضرارا واسعة النطاق بمفاعل (بوشهر) النووي بالإضافة الى مواقع نووية أخرى كانت تحت الإنشاء منذ عهد الشاه علاوة على المواقع الصناعية والنفطية الاستراتيجية ، وقد استمرت عمليات القصف تلك حتى نهاية عام 1980 وأوائل عام 1981 ، ولكن لم تحقق النتيجة المرجو منها .

الصفقة:

بدا واضحا أن نظام آية الله الخميني قد دخل فى مواجه ترسانة الغرب التى تدعم صدام حسين ضد إيران . فالغرب لن يسمح بإنتصار ايران وإحتلال آبار النفط العراقية وتصدير الثورة الإسلامية الى الدول الخليجية المجاورة . لذلك قرر النظام الإسلامي الإيرانى  إعادة النظر فى سياسته مع الولايات المتحدة والدول الأوربية والاتحاد السوفيتي ، وهنا ظهر هاشمي رافسنجانى رجل ايران الذى فتح ذراعيه ليتفاوض مع رجال واشنطن خاصة بعد فوز رونالد ريجان بانتخابات الرئاسة الامريكية فى يناير 1981.  وفى هذا الصدد يلاحظ الآتي: (1) انه على الرغم من أن الولايات المتحدة قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع ايران واتخذت كافة الإجراءات لدعم العراق ضد ايران بهدف إحراج النظام الإسلامي المتشدد إلا أن واشنطن لم تغلق جميع الأبواب خاصة عندما تولى رونالد ريجان رئاسة البيت الابيض فى أوائل يناير عام 1981.    

(2) أن الحقيبة التى حملها هاشمى رافسنجانى من قبل الخمينى إلى الدول الغربية وتحديدا واشنطن تحتوى على عدد من القضايا القابلة للتفاوض بشكل يرضى الطرفين ، ويعلق القضايا الشائكة إلى حين ميسرة ، وعلى أثر تلك المفاوضات تم التوصل بين الطرفين الى الآتى:

(أ) إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين مقابل الحصول على أسلحة أمريكية

(ب)الموافقة من حيث المبدأ على تدمير مفاعل اوزيراك العراقي الذى كان فى مراحله الأخيرة وقريب من إنتاج القنبلة (على حد زعم  رافسنجانى).

(ج) إستمرار واشنطن فى تجميد الأرصدة الإيرانية وإرجاء حلها لأجل غير مسمى ، وقد وافقت إيران على ذلك دون غضاضة .  

(د) قيام الحكومة الإيرانية بالإفراج الفورى عن الرهائن بعد مرور 444 يوما على احتجازهم فى خطوة تدل على حسن النوايا الإيرانية نحو الولايات المتحدة. 

يذكر أن ذلك كان بمثابة أول تقدم يحرزه الرئيس ريجان فور توليه الرئاسة الأمريكية من ناحية وظهور نجم هاشمي رافسنجانى مهندس العلاقات الإيرانية الامريكية الذى ذاع صيته داخل ايران وخارجها بعد ذلك تحت شعارات مختلفة.

تزايد التوتر داخل ايران:

فيما يتعلق بالشأن الداخلي الإيراني فقدت تصاعدت وتيرة الحرب وتزايدت الخلافات بين الرئيس أبو الحسن وقادة الثورة الإسلامية. فقد إتهم أولئك القادة أبو الحسن بالعمالة وخيانة الوطن . كل ذلك دفع الأمام الخميني في 27 مايو1981 الى إصدار قراره الخاص بعزل أبو الحسن من منصبه ، وبرر الخمينى ذلك بأن الرئيس عمل على إعاقة القوات المسلحة الإيرانية فى صد الهجوم العراقي على الأراضي الإيرانية وهو ما يعد خيانة عظمى.

وهكذا تم عزل أبو الحسن من جميع مناصبه ، وأصبح مدانا بالخيانة أمام آية الله الخميني والشعب.  كل هذا وسط جو ثوري دموى مخيف ، فخشي الدكتور أبو الحسن على حياته وإختفى الرجل عن الأنظار عدة أيام حتى تمكن بمساعدة المخابرات الفرنسية من الهرب في نهاية يوليو1981 إلى باريس .  وهناك بدأ حياة جديدة كرسها لمعارضة حكم الخمينى في إيران ومحاولة إسقاط نظامه، وذلك بعد أن حكم البلاد مدة 17 شهرا تولى فيها منصب رئيس الجمهورية .

ولما علم الخمينى بفرار أبو الحسن إلى فرنسا  أصدر قرارا بتعيين محمد رجائي رئيسا للبلاد بدلا منه ، لكن الرئيس الثاني لإيران لم يعمر طويلا حيث تم اغتياله مع بعض قيادات المعارضة السياسية الإيرانية . بعد ذلك مباشرة قرر الإمام الخميني ورفاقه غلق ملف الانفتاح السياسي وإعلان حالة الطوارئ داخل البلاد طولا وعرضا ، بل والأكثر من ذلك اتخذ الخمينى قرارا بحظر كافة أنواع الأنشطة السياسية داخل البلاد وغلق جميع الجامعات والمعاهد العالية لمدة عامين.  ومرة ثانية قرر الخمينى تحرك كافة الكوادر الإسلامية لتنفيذ نشر الثورة الثقافية الإسلامية فى جميع أنحاء البلاد فى محاولة للقضاء على الفكر العلماني الغربي الذى تعتنقه الأحزاب المعارضة .  

قام الخمينى بتعيين الرئيس الثالث لإيران وهو على خامنئى تلميذ آيات الله خميني . يذكر أن على خامنئى تولى عدة مناصب مع بداية الثورة الإسلامية منها الآتى: (1) عضو مجلس قيادة الثورة،   (2) عضو مجلس استقبال الخميني،   (3) ممثل الإمام الخميني بمجلس الثورة في وزارة الدفاع،       (4) قائد الحرس الثوري،       (5) إمام صلاة الجمعة في طهران،    (6) عضو في الدورة الأولى للمجلس الاستشاري الإسلامي،     (7) مستشار الإمام الخميني في المجلس الأعلى للدفاع . كما كان لـ على خامنئي دور هام لنجاح الثورة الإسلامية فى نجح في تحريك وحشد الطلاب وعلماء الدين في كل من مدن ( قم ومشهد وخراسان ) . وهكذا شعر الغرب بإنزعاج شديد تجاه الثورة الثقافية الدينية خاصة عندما تم تعيين على خامنئى الأكثر تشددا من الخميني نفسه والأكثر كرها للغرب عامة وواشنطن خاصة .

********************

(4)

إسرائيل تدمر مفاعل أوزيراك العراقي

والخمينى يبدأ فى بناء برنامجه النووى

تشير بعض التقارير الى أن هاشمي رافسنجاني أثناء مباحثاته مع الجانب الأمريكى قدم تقريرا لهم يفيد بأن مفاعل اوزيراك العراقي على وشك تشغيل الفرن الذرى الخاص به وان العراق تسعى للحصول على (اليورانيوم المخصب293 ) وهو ما يعنى أن صدام حسين فى طريقه لا محالة لصنع القنبلة فى أسرع وقت ممكن خاصة وانه عقد عدة صفقات مع كل من إيطاليا وفرنسا ، وبمقتضى تلك الصفقات حصل على نحو 90 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب تزيد عن معدل تشغيل مفاعلي تموز(1) وتموز(2) . وشدد رافسنجاني على أن امتلاك صدام حسين للقنبلة سوف يخل بالتوازنات الاستراتيجية فى المنطقة وان ايران لن تسمح بذلك مطلقا . ومن ثم كان مطلب رافسنجاني محدد وهو :

(1) إما أن تقوموا انتم (يقصد واشنطن) بتدمير البرنامج النووي العراقي ( اوزيراك: مفاعل تموز 1 وتموز 2 ) .  أو

(2) أن تعطونا طائرات من طراز ( أف-16) القاذفة مع تدريب الطيارين الإيرانيين على القيام بتلك المهمة .   

وفى أوائل ابريل 1981 رفع البنتاجون تقريرا الى الإدارة الامريكية  مفاده انه ليس فى صالح واشنطن تزويد ايران بطائرات (اف-16) ذات التكنولوجيا الفائقة التطور لتقوم بتدمير مفاعل اوزيراك العراقي ، وأن البديل هنا هو إسرائيل بإعتبارها دولة صديقة. وبالفعل تم استدعاء مناحم بيجن رئيس وزراء اسرائيل وعرض عليه الأمر الذى استجاب له على الفور.   وفى اسرائيل عقد اجتماع مصغر ضم كل من : مناحم بيجن رئيس الوزراء ، والجنرال ايتان رئيس الأركان ، وأريل شارون وزير الدفاع ، ثم إسحاق شامير . وفى ذلك الاجتماع تم الآتي: (1) الاعتماد على السرية المطلقة ،   (2) وإطلاق اسم (بابل) على عملية تدمير المفاعل العراقي ،    (3) أن متطلبات عملية بابل هي 16 طيارا من أكفأ العناصر ، واستخدام نوعان من الطائرات هما(اف-16) القاذفة وعددها 8 طائرات ، و(اف-15) المقاتلة وعددها 8 طائرات ، وأن يتم تدريب الطيارين الـ16 فور اختيارهم وبطريقة مكثفة .

وفى عصر السابع من يونيو عام 1981 قامت ( 16 ) طائرة من طراز اف-16 و اف-15 بالإنطلاق من قاعدة( انزيون) الواقعة فى منطقة إيلات بالإقلاع فى طريقها الى العراق مخترقة المجال الجوى الأردني صوب شمال الصحراء السعودية وبمحاذاة حدود الأردن ثم الى بغداد حتى وصلت الى موقع مفاعل اوزيراك وقامت طائرات (اف-16) بتدمير المفاعل لمدة أربع دقائق فقط تحميها طائرات(اف-15) .

وهكذا تم بتدمير مفاعل اوزيراك العراقي وذلك بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية وإيران . وهى أول مشاركة غير مباشرة بين الثورة الإسلامية وإسرائيل .

موقف الأمم المتحدة من تدمير المفاعل  العراقي:

جاء تدمير مفاعل اوزيراك العراقي بمثابة صدمة عنيفة للنظام العراقي امتد أثرها الى سائر أنحاء العالم العربى . وفور الانتهاء من الصدمة قرر وزراء الخارجية العرب فى اجتماع طارئ لهم رفع الأمر الى مجلس الأمن الذى اجتمع فى جلسة طارئة من نفس الشهر (يونيو 1981)  بناء على طلب الدول العربية الأعضاء بالأمم المتحدة وأصدر مجلس الأمن القرار 487 حيث جاء فى الفقرة الخامسة منه : دعوة اسرائيل الى وضع منشآتها النووية وبسرعة تحت إشراف وكالة الطاقة النووية.

الخمينى يبدأ فى إحياء برنامجه النووي:

شعر الخمينى ورفاقه بعد قيام اسرائيل بتدمير مفاعل اوزيراك العراقي بأهمية التكنولوجيا النووية خاصة بعد التجاوب الأمريكى السريع لهم بتدمير المفاعل العراقي ليس حبا فى الإيرانيين ولكن خوفا على مصالحهم فى المنطقة ، وفوق ذلك عدم ثقة الأمريكيين فيهم والاعتماد على اسرائيل فى تدمير المفاعل العراقي . لذلك قرر الإيرانيون المضي قدما فى برنامجهم النووي ، وتسائلوا ساعتئذ لماذا علق الشاه آماله على ذلك البرنامج الرهيب؟. وهنا تيقنوا أن ايران طبقا لموقعها الجغرافي فى حاجة ماسة الى تطوير برنامجها النووى  للآتى: (1) أنها محاطة بترسانات  نووية سواء من  دول الجنوب السوفيتي السابق ثم روسيا وباكستان والهند والصين .   (2) إضافة الى التواجد العسكري الأمريكى فى دول الخليج برا وبحرا وجوا وما لديه من أسلحة نووية.    (3) أن مشاكلها الحدودية لن  تنتهي مع العراق ، إضافة الى حربها الدائرة معها ولا تعلم متى ستنتهي.     (4) وأخيرا وجود اسرائيل التى على عداء شديد معها منذ بداية الثورة الإسلامية   

لذلك قرر الخمينى ورفاقه إعادة النظر فى بناء وتطوير برنامجهم النووي من جديد .

وفى أغسطس 1981 استدعى آية الله الخمينى كبار علماء الفيزياء النووية الموجودين داخل ايران وخارجها . وفى لقاء سرى طلب منهم إعادة النظر فى بناء وتطوير البرنامج النووي الإيراني مع الوضع فى الاعتبار الظروف التى تمر بها البلاد من حرب مع العراق الى تدهور فى الاقتصاد الإيراني ، وقد شدد الخمينى على الهاجس الأمني للحفاظ على الوطن .

وقبل نهاية عام 1981 توصل العلماء الإيرانيين الى خطة عمل تتمثل فى تحديث مفاعل أنير أباد وتطويره ليعمل بقوة 12 ميجاوات بعد ان كان يعمل بقوة 2 ميجاوات بحيث يتم تخصيصه لأبحاث العلوم الفيزيائية التابعة لجامعة طهران ، إضافة الى إعادة بناء البرنامج النووي الطموح الذى وضعه الشاه بمساعدة الولايات المتحدة الامريكية والدول الأوربية وتحديدا فرنسا وألمانيا وإيطاليا ، وقد شدد تقرير العلماء على عنصر السرعة .

إلى اللقاء فى الجزء الثالث....