همومنا مع الأكراد

محمد هيثم عياش

[email protected]

تعتبر مسألة إقامة دولة كردية في منطقة الشرق الاوسط حساسة للغاية فالأكراد يتطلعون لإقامة دولة لهم تصل مساحتها اكثر من مليون كلم مربعا وذلك على  حسب اعتقادهم بأنها تقع مما بين سوريا وتركيا وايران والعراق وأذربيجان ، فإذا ما تم انفصال منطقة كركوك وغيرها من المدن العراقية الآهلة بالأكراد عن جسد التراب العراقي فان منطقتهم التركية الآهلة بالأكراد  والآهلة بمناطق ايران وسوريا وأذربيجان ستصبح سهلة الحصول عليها لأن كردستان العراق ستصبح معقلا رئيسيا للفصائل الكردية التي تطالب بدويلات مستقلة لهم في تلك الدول وهذا ما تريده  الإدارة الامريكية إقامة دويلات جديدة في منطقة الشرق الاوسط حتى تستطيع ثبيت أقدامها وتأثيرها والضغط على حكومات تلك الدول . ربما يكون تحليلنا على صواب يحتمل الخطأ وربما العكس ، الا أنه اذا ما عدنا الى  المؤتمرات الأمنية الاستراتيجية الدولية التي عقدت ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وما بعد حوادث 11 أيلول/سبتمبر من عام 2001  وخاصة مؤتمرات مدينة ميونيخ  السنوية للأمن والسياسة الاستراتيجية نستطيع أن نلمس حقيقة تحليلنا هذا ، فقد أكد سياسيو حلف شمال الاطلسي / الناتو / ومعهم الادارة الامريكية والحكومة الروسية انه اذا ما أراد الغرب الانتصار على الحركات الاسلامية المتهمة بالإرهاب فيجب اقامة دويلات مستقلة للاقليات العرقية والمذهبية في منطقة الشرق الاوسط هذا ما أكده وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس في مؤتمر ميونيخ في شهر شباط/فبراير من عام 2007 الحالي وما أعلنه وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرجي ايفانوف خلال مؤتمر عام 2006 الماضي  إذ أصر الى أحقية الاقليات العرقية والمذهبية في تلك المنطقة على إقامة دويلات لهم الا أنه رفض بلاده تقسيم العراق كما رفض استقلال الشيشان . ويرى أكثر الساسة الالمان الذين يراقبون الوضع عن كثب في تركيا والعراق والعمليات العسكرية التي يشنها الجيش التركي ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني والجهود الدبلوماسية التي تبذل للحيلولة دون اجتياح تركي لكردستان العراق بأن حربا خفية بين تركيا والولايات المتحدة الامريكية قد اندلعت بالرغم من التحالف والتعاون العسكري والاستراتيجي بين امريكا وتركيا ، تكمن الى ضغوط من واشنطن تمارسها على الحكومة التركية لتغيير سياستها الرافضة في احتلال العراق  وإرغامها على المشاركة في مغامراتها الطائشة تمهيدا لانسحاب الجيش الامريكي   من العراق ومشاركة جيوش من دول عربية الى جانب الجيش التركي لحفظ الأمن في العراق وبالتالي فان واشنطن وراء دعمها لعناصر الحزب المذكور للتعجيل بقيام دولة الاكراد في العراق رسميا واعتراف العالم بها .

واذا ما عدنا الى مفهوم كلمة الأكراد فقد أطلق العرب على كل من يسكن الجبال كردي ، والأكراد أنفسهم يعترفون بأنه لا يوجد لديهم تقاليد وعادات خاصة بهم  فالرئيس العراقي جلال طالباني كان قد أكد في وقت سابق بأن  تقاليد الاكراد  الذين يعيشون في العراق لا تختلف عن تقاليد العرب العراقيين كما أكد ذلك مسعود بارزاني وزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان المسجون في تركيا انتماء أكراد تركيا الى تقاليد وعادات الشعب التركي ولغة الاكراد مختلطة بالعربية والتركية والفارسية ، ويعتبر دعاة القوميات العربية والتركية وراء التشجيع على تذكية  روح القومية الكردية ومطالبتهم بوطن قومي لهم في منطقة الشرق الاوسط  . ان حركة القوميين العرب والقومية التركية اللتين تأثرتا من القومية الاروبية  وتأكيد هذه القوميات على سمو العرب والاتراك والاوروبيين على شعوب الامم وراء الفتن التي ظهرت في منطقتنا الاسلامية التي تريد تقسيم هذه المنطقة الى دويلات جديد ، لقد ساعدت هذه الافكار دعاة القومية الكردية على أن الاكراد أكثر فضلا وسموا من العرب  وان فضل الاكراد على الاسلام لا يعد ولا يحصى فقد ذهب أحد دعاتهم بأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كردي لأنه من سلالة سيدنا ابراهيم عليه السلام على حسب أقوال المؤرخين الذين اشاروا بأن ابراهيم عليه السلام ولد في مدنية حران ، فقد افتتح الاكراد مسجدا لهم في مدينة كولونيا أطلقوا عليه  مسجد ابراهيم الخليل كما افتتحوا في العاصمة الالمانية برلين مسجدا أطلقوا عليه مسجد  /الرسول محمد / عليهما الصلاة والسلام .

ان مأساة الأكراد مع حكومات تلك الدول الدول تؤلمنا جميعا فهم مسلمون وقد ساهموا بنصرة الاسلام فالسلطان صلاح الدين كان من الأكراد ومن عائلة كردية رفيعة النسب حتى أن الاكراد يرون انتماءهم الى العرب  وقد ذكر السلطان توران شاه الذي حكم اليمن بأمر من أخيه السلطان صلاح الدين انهم ينتسبون الى بني أمية وقال شعرا في ذلك .

صدقوننا بأن الاكراد مساكين لأنهم لو يعلمون ما يحاك ضدهم لأعلنوا الغاء مطالبهم بدولة مستقلة لهم كما أن مأساة الاكراد يتحمل مسئوليتها الاحزاب التي تدعو الى الكفر وتفرقة هذه الامة الا وهي حزب البعث العربي الاشتراكي والقوميين العرب والقوميين السوريين الذين يحاربون الاسلام وينشرون الفتن في العالم الاسلامي ويحرضون اليهود على احتلال بلادنا والنيل من كرامتنا.