يوسف شقرا وتكريس الرداءة

ياسين سليماني

[email protected]

حل السبت المنصرم(06 مارس) بولاية أم البواقي رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين الشاعر يوسف شقرا لتنصيب مكتب فرع الاتحاد في الولاية المذكورة وحظي باستقبال مدير الثقافة للولاية السيد بوقندورة وأعضاء من المجلس الشعبي الولائي وتم خلال اللقاء تقديم أمسية شعرية شارك رئيس الاتحاد بقصيدة من آخر ما أبدع وأعلن شقرا تجديد الثقة في السيد الأخضر مازوز رئيسا لفرع الاتحاد في الولاية بعد تحقيقه للنتائج المرجوة خلال الفترة الماضية من تولّيه المنصب!!

والسيد شقرا حين يُجدد الثقة في الأستاذ مازوز ويعلن ذلك على الملأ بدعوى تحقيق النتائج المرجوة كما قال في كلمته المقتضبة إمّا أنّه جهل جهلا تاما مُبينا وضعية الفرع الكارثية التي أثارت سخط أغلب مثقفي الولاية (من المدن الكبرى الولاية خاصة عين البيضاء) أو أنّه تجاهل الأمر رغم علمه وذلك لأنّ أعضاء هذا الفرع حجّوا إلى العاصمة أكتوبر الماضي من أجل التصويت عليه في الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها. إذ أنّ الفرع لم يحقق النتائج المرجوة لسبب بسيط جدا لا يحتاج إلى ذكاء وهو أنّه لم يفعل شيئا حتى تكون له نتائج.

هكذا بكل بساطة : فرع الاتحاد لولاية أم البواقي لم يظهر على خارطة النشاطات الثقافية طيلة المدة الماضية، ومن قال عكس هذا فليس إلاّ كاذبا.

كما يجب أن ننبه إلى أنّ أغلب مثقفي وكتاب الولاية لم ينظمّوا لهذا الاتحاد رغم الدعوات المتكررة من السيد مازوز وذلك لسبب بسيط آخر وهو المستوى الفادح والفاضح الذي تشكّل منه الفرع الولائي، إذ أنّ عددا لا يستهان به من أعضائه ليس لهم لا مستوى تعليمي ولا ثقافي يُذكر، حتى أنّ من بينهم من ليس له من الشهادات إلاّ شهادة الميلاد (هذا كلام حقيقي وليس مبالغة) وهذا الأخير يعتبر نفسه –في أحاديثه مع الناس-مثقفا وذلك لأنه يحمل بطاقة العضوية في هذا الاتحاد الذي صار عند الكثيرين شرفا لمن لا شرف له ولا عمل.

وليسمح لنا السيد شقرا إن قلنا له بأنّ اتحادك هذا يحسن بنا أن نسميه"اتحاد الخضارين الجزائريين" بل أستسمح السادة الخضارين على هذا التشبيه، فعلى الأقل هم يعملون أما أعضاء هذا الفرع فهم يستمتعون بـالبَطالة الثقافية.

أما إن لم يسمح لنا السيد شقرا فنحن نسأله أن يجيبنا عن السؤال التالي دون مواربة أو مداهنة:

-                        ما الذي فعله اتحاد الكتاب الجزائريين فرع أم البواقي طيلة المدة الماضية حتى تجدد الثقة فيه وفي رئيسه؟

هذا إذا كنا متأكدين من أنّ الولاية ليست عقيمة إلى درجة تجديد الثقة في رئيس لم يفعل شيئا للثقافة المحلية طيلة رئاسته.

ونرجو أن يعطينا كشفا بإنجازاته التي يتحدث عنها كما نرجو ألاّ يقول لنا أن ّهذا الفرع أقام أمسيات شعرية فنحن أكثر الناس معرفة بهذه الأمسيات ومستواها.

هذه الفكرة الأخيرة هي الشطر الثاني من لقاء السبت الذي احتضنته قاعة المحاضرات بأحد أفخم الصروح الثقافية بالولاية وهو مكتبة المطالعة العمومية فقد تعاقبت على المنصة العديد من الأسماء الذكورية والأنثوية التي جاءت بما خطّته أناملها وسمّته"شعرا" وهي الأسماء التي قلنا آنفا أنها تنتمي لفرع الاتحاد نفسه، ولعل الأستاذ شقرا لاحظ المستوى المتدنّي لجُل ما قُدم من أشخاص يسمون أنفسهم شعراء والشعر منهم بريء براءة الذئب من دم يوسف(النبي وليس شقرا)

إن كان الشعر الذي يؤمن به شقرا ويصفق له(كما فعل في هذا اللقاء) هو الذي تُطحن فيه اللغة طحنا وتُكسر فيه أبجديات الرفع والنصب كسرا فما نحن بمؤمنين به .

أمّ إن كان الشعر الذي يحبه شقرا هو الذي قرأناه للفحول منذ قفا نبك فنقول له أنّ ما سمعناه في اللقاء لا يمتُّ له بصلةٍ، وهذا ليس إلاّ تكريسا للرداءة المستشرية أصلا في اتحاد الكتاب منذ سنوات ونخرته حتى لم يعد فيه ما يمكن أن يُحترم.

بين هذا وذاك، سيان عندنا تنصيب الفرع الولائي للاتحاد أوالقراءات ، فكلاهما مجزرة بحق الثقافة والمثقفين، وحتى وعود شقرا بنشر أعمال المنضوين تحت لواء الاتحاد ما ننتظر منها إلاّ كارثة عظمى شبيهة بكارثة تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية لسنة 2007 حين نُشر كلُّ غثٍّ وأُفردت له ملايير الشعب.

كلمة أخيرة للسيد شقرا: ما هكذا تورد الإبل يا سعد.

وأخرى لثقافتنا المحلية: لكِ الله أيتها المسكينة العرجاء البكماء فما أربابك إلاّ تعيس وأخوه الأتعس.