عيد مبارك وكل عام وأنتم بخير

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

(كنت أود أن أُرسل مئات الرسائل والبرقيات  والماسجات التهنئه والمعايدات؛ الى الأهل والأصحاب والأحباب ، والرد على كل من أرسل اليّ مهنئاً بمناسبة  العيد؛ أو مُعزياً عن سوء أحوال بلادنا وشعبنا السوري في ظلّ الأسرة الأسدية  الحاكمة ،التي ساوت بين الشعب في الظلم والإفقار، وكان كل واحدٍ من هؤلاء  المذكورين أعلاه ،يحتاج الى ردّ مُلائم وطيبٍ مُرطبٍ لخواطره لما جاء في  تهانيهم  مع وضع الشكوى التي يعيشها مواطننا السوري بين أيديهم، وتخفيفاً على  نفسي  ولعدم اضطراري لتكرار العبارات ، كتب هذه المقالة ليقرأها من في الأرض  والسماء ،لتعبّر عن مافي داخلي وداخل الملايين أمثالي من السوريين بهذه  المناسبة السعيده، والتي خصصت الحديث فيها أبناء شعبي في الداخل والخارج ؛  ومنهم الأهل والأقارب والأحباب؛ مُهنئاً لهم بهذه المناسبة السعيدة ، ومُعزيّاً  لهم بسوء الأحوال التي وصلت اليها بلدنا سورية في ظلّ  أُسرة آل الأسد ، التي  أدمعت كلّ عين ، وأحزنت كل قلب مؤمن بالله وبحريته وكرامته وحقوقه، وأبعدت  الفرحة عن كل بيت)  فقلت والألم يعتصر قلبي وقلب الملايين أمثالي : 

كل عام وأنتم بخير: الى الوالد المُصابرالحبيب ؛ الذي يفتقد حضوري عند اجتماع  العائلة في المناسبات ؛وحين تفرقهم ، وفي الأفراح والأتراح ، وفي كل خطوة  يخطوها في بيتنا القديم، وحين يتلمس الفراش الذي غادرته قسراً منذ الثلاثة عقود  الى بلاد الله ومثلي مئات الألاف من الأحرار فعلوا ، والكثير منهم زُجوا في  السجون منذ عقود ؛ وهم هناك منذ ذاك التاريخ ، ومع علمي اليقيني أنّ أبي  لن  يأتيه أيّ عيد سعيد أو حتى يوم سعيد؛ ومثله باقي الأباء والأمهات والزوجات  والأبناء، إلا بعودتنا والمُغيبون داخل الكهوف المُشينة - التي بناها آل الأسد  تحت الأراضين- الى أحضانهم ودفئهم سالمين من أذى الظلمة ، غانمين بالإنتصار على  المستبدين رافعين رايات الحرية والخلاص من طغيان آل الأسد لإعادة بناء الوطن  وفق الأسس الصحيحة 

كل عام وأنتم بخير: الى روح أمي الغالية الشهيدة ، التي وافتها المنيه ، من  حرقة الألم على فلذة كبدها الذي –الكبد- انفطر الى جزئين ، فأُدمي ، فلفظت  ماكان بداخلها عساه يندمل مع الذي فقدته منذ سنين وفارقت الحياة من أجله، على  أمل أن تكون التضحية مناسبة للمّ الشمل ، ومثلها فعلت الكثير من الأمهات، ولكل  أُم حكاية وقصّة 

كل عام وأنتم بخير : الى إخوتي وأخواتي الذين لازالو يذكرون أيام الصبا اتي  عشناها سويةً ، والعلاقة الحميمية الرائعة التي كانت تربطنا في ظلّ الأسرة  الواحدة، ولعلّ أبلغ تعبير ممكن إطلاقة على معنى الأخوه ، أن المرء عندما يُصاب  بالألم فلا ينطق الا بأسم أخاه "أخ" ، فما بالنا وقد كبر أبنائهم وصاروا شباباً  ، وصار لهم أبناء وجميعهم لايزكرون ملامحنا، فهم يلعنون الطغاة الذين فرقوا  بيننا، أعداء الله ، وأعداء الإنسانية ، وأعداء التاريخ  كل عام وأنتم بخير : الى أصحابي وهم ثلاث فئات 

الأولى : من المئات الأبرياء ؛الذين أُعتقلوا في المظاهرات السلمية ضد آل الأسد  والسلطة الغاشمة التي كنّا نقوم بها ،ومن التطويقات للمناطق في حلب ،الذين  افتقدناهم منذ ذلك التاريخ ولم نعلم عنهم شيء ، ونتمنى أن يكونوا بخير، هم  وعشرات الألاف أمثالهم من باقي المُحافظات والمناطق الأخرى ، الذين تم اعتقالهم   بنفس الطريقة ، ونسأل الله أن يُفرج عنهم ليكون الخير مع ماآصابهم من الظلم  والقهرالذي سرعان مايزول إذا عادت الى بلادنا عافيتها وعزّتها وتماسكها 

والثانية : هم الأصحاب الذين لم يصبهم مكروه أو الذين نجوا وفرّوا خارج البلاد  ، وعلى الرغم من سوء أحوالهم ، ولكن سلامتهم كانت الأهم ، وإن شاء الله يرفع  الله عنهم الغُمة بزوال هذا النظام الكريه، ويعودوا مُعززين مُكرمين 

الثالثة : هم الأصحاب الذين تعرفت عليهم في الغربة ، ورحلة المشوار الطويل  ،وعبر النت والمقالات والمُداخلات والاتصالات، ولكل من أسدل لنا معروفاً ، لهم  من كلّ قلبي أمنياتي الحارّه بأن يديم عليهم الله الصحة العافية  كل عام وأنتم بخير : الى كل الأحباب الذين هم كُثر ، ممن أعرفهم وممن لانعرفهم  ،في مشارق الأرض ومغاربها ، وممن تواصلت أرواحهم مع أرواحنا ، فهم يشعرون  بألامنا ويدعون لنا بالتوفيق ، ويُناصروننا ويؤازروننا ويؤثروننا على أنفسهم لو  كان بهم خصاصة  كل عام وأنتم بخير، وبلادنا وبلاد المسلمين بخير ، ونسأله سبحانه أن يكون فرحة  لكل مسلم ومسحة ألم لكل محزون وبُشرى بالفرج لكل مظلوم وعودة لكل مهاجر محروم  عن وطنه وقد زالت باذن الله كلّ الأنظمة الدكتاتورية الشُمولية البغيضة الجالبة  الشؤم والسوء للشعوب، والتي انسلخت عن دينها وقيمها الأخلاقية فعاثت في الأرض  فساداً وظلماً وطغياناً ، لننعم بالحياة الآمنة الهادئة ؛ البعيدة عن متناول  هؤلاء الذين نتمنى لهم ؛ أن يُصفّدوا بالأغلال ، ويُحاكموا على جرائمهم،  ويكونوا عبرة للمعتبرين.