المشهد الفلسطيني

وكأني به لم يبدأ بعد ..!!؟

منذر ارشيد

هو مسرحية.....أم فيلم سينمائي....لا لا ربما ينطبق عليه تسمية

 )مسلسل ألف حلقة وحلقة  (

نعم إنه المشهد الفلسطيني الذي لم ينته وكأنه لم يبدأ بعد , رغم نصف قرن وما يزيد من الألم والمعاناة والتشرد والثورة والتضحيات الجسام ؟؟؟!!!!

وبإمكان أي مراقب أن يحدد بداية المشهد حسب ما يقتضيه بحثه إن كان باحثاً أو كاتباً أو حتى متفرجاً ..!

كثيرة هي المشاهد في حلقات هذا المسلسل الرهيب

وليكن مشهدنا هنا مع أوسلو وتبعاتها لأن ما سبق ربما كان سيناريوهات لما وصلنا إليه وما سيكون لاحقاً ..!

الحقيقة وأمام هذه الكارثة التي وصلنا إليها كشعب فلسطيني ,

وأقول "كارثة " بكل ما تعنيه الكلمة , ولعلني لم أجد أي وصف أكثر خطورة من هذا الوصف إلا إذا إعتبرنا أن كلمة ( جهنمياً ) يمكن أن تكون أكثر دقة

ولهذا ما عاد لدينا طاقة لتحمل ما يجري وما عدنا قادرين على السكوت

ولهذا ساتحدث بكل صراحة

فليس هناك أكبر من فلسطين ولا شعب فلسطين ولا شهداء فلسطين .

ما دفعني لهذا الموضوع ما نراه هذه الأيام من ضجيج ومناكفات وانفلات غير منضبط حول قضايا شكلية وإن هي أصل البلاء ,مثل الفساد وفضائح نادي العراة والعملاء وغيرها من الأمور التي نتلهى بها وكأنها هي المشكلة الجوهر ؟؟؟

بينما العدو يتجه إلى هدفه بكل ثقة واقتدار نحومستقبله على حساب مستقبلنا والتهويد سيد الموقف والأقصى في الطريق إلى الهيكل والتهويد ؟؟

وأقول قضايا شكلية ليس للتقليل من خطورتها .. بل على العكس هي مسائل جد خطيرة

ولكن لأن البعض يحاول أن يذر الرماد في العيون لكيلا نتفحص ونتوقف عند جوهرالمشكلة؟

لا بل أصل الكارثة التي يعيشها شعبنا وقضيتنا التي تكاد تذوب مع هذه الأعاصير التي تعصف بنا كل يوم بأشكال واتجاهات مختلفة بحيث لا نكاد ننتهي من مصيبة حتى تنزل بنا مصيبة أكبر واخطر " ودواليك؟؟؟؟

(( أم المصائب ))

كان الخروج من بيروت مقدمة لكل ما جرى بعدها؟ ويبدو أن مخادعات فيليب حبيب

ومناوراته أخذت دوراً هاما ً في مقتضيات المرحلة حيث كان جواب أبو عمار حين تم سؤآله

وهو راحلا عن بيروت :إلى أبن أنت ذاهب ..! فأجاب إلى فلسطين؟؟

في البداية علينا أن نطرح سؤآلا ً كبيرا ً......

(ماذا حقق القائد الشهيد ياسر عرفات من أوسلو!.)

ورغم أن أوسلوا لم تكُ بداية الدنيا ..إلا أنها كانت العلامة الفارقة والمميزة في تاريخ الصراع مع العدو الاسرائيلي

ولا نريد أن نغوص في أعماق القضية الفلسطينيية وكيفية تسلسل أحداثها هنا لأني بصدد كتابة بحث طويل حول هذا الموضوع وعنوانه

)ماذا حقق أبو عمار لشخصه ,وماذا حقق للقضية.!!)

وفي هذا المقال ربما يكون منطلقاً لتفصيلات كثيرة ومعقدة يجب أن نوضحها في البحث

أما في أوسلو والذي يعتبره الكثيرون أم المصائب على إعتبار أن المصائب كثيرة

فمنها الذكر ومنها الأنثى ومنها الكبير ومنها الصغير وهؤلاء لهم أم "

ولهذا هي أم المصائب " فمن خلالها كانت القفزة الاسرائيلية الأكبروالأخطر نحو التوسع والقتل.. والتدمير... وحرب الابادة والمحرقة وبناء الجدار واجتياح (الاستيطان ) كما التهويد القادم للمقدسات الاسلامية في القدس والخليل وبيت لحم ؟؟؟

ونحن هنا بصدد الأحداث الآنية والحالية والمستقبلية التي ينتظرها شعبنا المغلوب على أمره وهو فقط مجرد كبش الفداء يقدم الغالي والنفيس على أمل أن يصل إلى نتيجة وقد أعطى كل ثقته لقيادته التاريخية!!!!

نحن الآن أمام مفترق عجيب غريب مهين بعد أن مرت مرحلة

(صك أوسلو) وعلينا أن نتذكر أن بداية الأمر كان مع الخروج من بيروت وتدرج مع مؤتمر فتح الخامس آب

1989وبعد (( اعلان الاستقلال))بالمجلس الوطني الذي

عُقد في الجزائر (1988 )

ومن حضر المؤتمر الخامس شهد السيناريو الجدلي الذي كاد يطيح برؤوس كبيرة عن مركز القرار الفتحاوي وصعود قيادات جديدة فرضت نفسها خلال معركة بيروت ، وسقوط كل الاقتراحات والتوصيات التي قدمها ابوعمار خلال جلسات المؤتمر الذي كان يشير مشروع التخلي عن الكفاح المسلح مقابل الاوهام والسراب المخادع، لولا العواطف التي تم استغلالها بشكل ممنهج

ولا ننسى التلاعب الذي جرى في عملية فرز الأصوات التي تبدلت وتغيرت من خلال تخريب الكمبيوتر وغيره من الأمور

كان التوجه جلياً لبروز أصحاب التوجه التفاوضي في الحركة؟؟؟

وسقوط الرهان على التمسك بالمقاومة والمفاوضة جنبا الي جنب معا ؟؟

وإذا كان أبو عمار قد حقق أو هكذا كان يتخيل أنه وضع أقدامه على بداية الحلم ) دولة ) فأين نحن الان من ذاك الحلم .!

وهل القرار الوطني المستقل قد تحقق بكل ما يعنيه فعلا ً.!!

وإن كان يري الاخ ابواياد" ان لدينا داخل اللجنة التنفيذية ممثلين لعشرين دولة عربية ؟؟"

واين القرار الوطني المستقل حين يكون مرتبطا بالجغرافيا والسياسة والتناقضات والتجاذبات وسياسة المحاور والاستقطابات العربية !!؟؟؟؟؟

لعله حقق أكبر أحلامه "الشخصية" بدخوله الوطن لعدة أسباب:

منها أنه تخلص من المنافي التي كان يدفع ثمناً باهظا على لحسابها ...

تخلص من كونه كان ضيفا ثقيلا ً ربما على تونس التي فتحت أبوابها له.!

فما بالك ببقية الدول العربية التي كانت تعطيه وكأنها تقول له خذ الي تريده و ) حل عنا  (.

أبو عمار الذي كان يعرف أنه غير مرغوب فيه في كثير من الدول العربية والتي كان يلعب معها بذكاء وخبث حتى يستمر, فكان مضطراً للمراوغة وحتى الكذب والمناورة أحيانا وخاصة في علاقته مع الأردن التي كانت في أحسن حالاتها وأسوأها في آن معا ً

أبو عمار وجد حلاً لكل هذا بأوسلو ..ولهذا نجده قد تمسمر في الوطن ولم يكن يخرج إلا قليلاً طيلة السنوات التي تلت.. بينما كان خارج الوطن يمضي معظم وقته في الطائرة خلال رحلاته المكوكية على مختلف أقطار العالم العربي والدولي .

ولعل التسارع في الاعلان عن أوسلو كمشروع سلام والتنفيذ من خلال الدخول إلى الوطن حمل في طياته الكثير من التساؤلات

..كيف وأين ولماذا ..!

كيف تم هذا ..! وأين قوة الدفع والضمانات لإيفاء بالالتزامات لتحقيق السلام .! ولماذا تم تأجيل القدس واللاجئين.!

أنه إرتضى بتأجيل القضايا المهمة والخطيرة مثل القدس واللاجئين إلى مراحل متأخرة "

وهذا ما كان مستغرباً ومستهجنا ً لكل المراقبين "

ولو دققنا هنا في هذه المسألة لوجدنا سبب تأجيل القضايا هذه ..لأنه لم يكن له أن يحقق حلمه في الدخول الى السلطة والوطن لوتشدد في حل هاتان المعضلتان أولاً .. كشرط لقبول أوسلو (وهنا تكمن المشكلة ) وكان يعتقد أنه بمجرد أن يضع أقدامه على أرض الوطن يكون قد حقق المعجزة وبعدها يستطيع المناورة على أرض ثابتة؟؟

ولكن الأرض لم تكن ثابته فجرارات وجرافات ودبابات شارون لم تترك له حرية المناورة؟؟

رحل أبو عمار بعد أن أمضى عقد من الزمن في حلمه الذي تحقق

 ( رئيس سلطة.. دولة ) ..! ولكنه توقف أمام ما تم تأجيله من قضايا لا يستطيع التنازل عنها وهو)بيت القصيد ) فكان الاستحقاق الشخصي بشطبه

أعتقد أن أبو عمار كان يدرك مصيره عندما يصل إلى هذه المسألة

فتوقف عند الثوابت وما تزحزح عنها قيد أنملة فدفع الثمن بكل سرور

المهم أنه حقق حلمه "أما ما وصلت إليه القضية فهذا متروك للأقدار.!

ليس مهماً وليذهب كل العالم الي الجحيم بما فيهم كل المعارضين ..المهم أنه كان في (قصره المقاطعة) الآمر الناهي الحاكم القائد والزعيم الأوحد

واعتقد أنه في قلعة آمنة يستطيع من خلال مناعتها أن يوقف الصلف الصهيوني ويحقق المعجزات

ولم يدرك أن قلعته قد تم اختراقها من داخلها بحكم العقلية الصهيونية الشيطانية

وفساد المؤسسة التي أسسها وأدارها البعض .

في خارج القصر كانت المصائب تتوالى على الأرض الفلسطينية والبلدوزرات لم تتوقف لحظة في شق الطرق وجرف المزارع وبناء المستوطنات والجدار

رحل ياسر عرفات بعد فترة استرخاء فلسطينية والكل منشغل بجمع الغنائم

وفرضت اسرائيل على الشعب الفلسطسيني إنتفاضة لم يكن محسوب حسابها على الإطلاق "فكل أصحاب الشأن يحلمون بالسلام والمغانم والصفقات والملايين .....( ويرحم الله شهدائنا )

أما اسرائيل فلم تضيع لحظة في التطوير والبناء والتسليح والتدريب للقادم حسب ما عملت وخططت لأن لا يوجد عندهم مفاجئات فهم من يصنعونها

رحل أبو عمار والقضية تائهة في النفق المظلم " ولا ندري هل أخذ معه الضوء الذي كان يخبرنا أنه يراه في نهاية النفق المظلم ..!

الآن أبو مازن وهو من نفس مدرسة ابو عمار السلمية لا بل هو مهندس أوسلو

ومن يعتقد أن أبو عمار وقع ضحية لنهج أبو مازن فهو إما واهم أو مخادع

فأبو عمار صاحب العقلية الأكثر ذكاءً ودهاءً لم يكن لينجر خلف أي شخصية مهما على شأنها أو تفوق ذكائها

صحيح أن أبو مازن كان صاحب الصولات والجولات في المفاوضات السرية

ولكن أبو عمار كان الحاكم الآمر الناهي في كل مفاصل العمل التفاوضي

وعلى سبيل المثال سمعنا أبو مازن يقول في لقاء متلفز أن أمريكا طلبت من أبو مازن أن يطلب من أبو عمار إعلان رفضه ونبذه للعنف

وكان هذا شرطاً لقبولهم لوصول أبو عمار لهيئة الأمم لإلقاء خطابه التاريخي

ولكن أبو عمار رفض ذلك وصرح تصريحاً باهتاً لم يرضيهم

الآن وبعد كل ما جرى من سيناريوهات وأحداث ,وقد توقفت المفاوضات التي تريدها أمريكا من أجل أن تثبت أنها تمسك بكل خيوط اللعبة في العالم

وقد راهنت أمريكا على أبو مازن أنه الرجل المناسب لتحقيق السلام وحسب الشروط المطلوبة أمريكيا ً وأوروبيا ً

ولربما كانوا محقين بعض الشيء بعد أن برهن ذلك من خلال تنفيذ كل بنود خارطة الطريق

ولكن الموقف الاسرائيلي أجهض كل شيء ولم تنفذ بنداً واحداً من إستحقاقات ملزمة لها في نفس السياق  ولن يكون مستقبل ابو مازن بأفضل من مصير أبو عمار وخاصة أنه لن يستطيع ان يُقدم التنازل المطلوب  "ويبدو أنهم يعدون لما بعد أبو مازن منذ الآن ..!؟

هناك محاولات مضنية وصلت إلى الوضع العربي الذي كان في موقف المتفرج ,وقد وصلت الأمور إلى أخطر مراحلها

وقد بدا هذا واضحا من خلال التسارع في الحراك العربي الطاريء لدول تعتبرها أمريكا حليفة لعلها تعيد الوضع إلى سابق عهده (مفاوضات )

ربما تنجح هذه الجهود لإعادة الجانب الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات بداية ً..غير مباشرة , وبعدها تكُر السبحة ونعود إلى نقطة الصفر من جديد  (وتيتي تيتي... مثل ما رٌحتِ جيتي )

))مفاوضات على فوهة بركان ((

ولنفترض جدلاً أننا سنشهد جولة جديدة من المفاوضات عبثية...أو حتى جدية , فماذا عن وضع المنطقة التي تتجاذبها الأحداث السياسية ..!

ماذا عن الوضع الفلسطيني الذي ما زال ممزقا ً .!

ماذا عن التحالف السوري الإيراني اللبناني (حزب الله.! ( ..

ماذا عن حماس والقوى الفلسطينية الأخرى ..!

ماذا عن التحشيد بين إسرائيل وإيران ..!

هل ما نشهده ما هو إلا مجرد مسرحية تقودها أمريكا وإيران لإمتصاص الغضب في المنطقة وتهيئه الأجواء لما هو آت ..!

لأن عكس ذلك وأعني هنا إذا كان ما نشهده ليس مسرحية فهذا يعني أن الحرب قادمة لا محالة .....وأي حرب ..!!

فستكون حرب مدمرة كارثية تغير معالم المنطقة بأسرها وبعدها سيكون الحديث عن وضع مختلف تماما ً عما نحن فيه الآن ..!

وهل الحديث الذي سمعناه من السيد نصر الله

يقنعنا أنه سيغير معالم دولة إسرائيل ..!

وهل ستكون الحرب إن حدثت على أرض فلسطين فقط بفعل صواريخ حزب الله .!

وهل سوريا مهيئة فعلاً لحرب قادرة على الانتصار خلالها على إسرائيل حتى لو أرسلت إيران كل صواريخها للمنطقة ..!

أخشى ما أخشاه رغم ثقتنا بصدق حسن نصر الله أننا سنشهد نفس ما حدث عام 67

فإسرائيل تبدي تخوفاً كبيراً من حزب الله وهو نفس السيناريو الذي كان قبل حرب حزيران التي هُزمت كل الجيوش العربية

وبالعودة إلى المفاوضات

هل ونحن نتحدث عن مفاوضات لنا تجربة أكدت أنها الأكثر فائدة للكيان الصهيوني " تفيدها في إضاعة الوقت الفلسطيني وتستفيد في التوسع وتثبيت نفوذها

أم أن الجانب الإسرائيلي وضع القضية الفلسطينية رهنا لما سينتج عن حرب قادمة بين اسرائيل وإيران ربما ستشمل سوريا ولبنان "

 وهل إذا انخرط الجانب الفلسطيني في مفاوضات غير مباشرة حتى...

هل سيتخلى عن دوره العربي أمام أي حرب مدمرة على المنطقة ..!

ولا نقول بالمشاركة في الحرب ولكن باتخاذ موقف يتوائم مع ما سينتج عنه من هلاك للحجر والبشر في المنطقة ..!

وهل القيادة الفلسطينية الحالية تدرك أنها موضوعة على نار هادئة لفترة ما حتى إذا حان الوقت سترتفع الشعلة لتحرق كل ما ترتكز عليه هذه القيادة وتصبح في خبر كانَ " كما حصل مع الشهيد أبو عمار أو بطريقة أخرى ..!؟

ربما لن تكون حرب رغم أن ما يجري من إستعدات في داخل الكيان الاسرائيلي تد لل على أن الحرب قادمة لا محالة

أو....أننا أمام تهويش إعلامي لأهداف مخطط لها لما بعد إنسحاب امريكا من العراق

وذلك لترتيب ما تبقى من فوضى في المنطقة

كما كان الحال قبل غزو العراق  كل الإحتمالات واردة

والأحتمال الأكثر توقعا ً هو (خراب ديارنا بعد نفاذ صبرنا )

أسإلة كثيرة ومعقدة دعتني للتساؤل ....

إلى متى سيبقى المشهد الفلسطيني وكأنه لم يبدأ بعد ..!؟