نهضة مصر.. تبدأ من كرة القدم
هشام الصباحي /مصر
كرة القدم..هي العمل الوحيد الجمعي الذي ينجح في مصر ..هي الفعل الإنساني والرياضي والسياسي الذي تجتمع عليه مصر كلها,حكومة ومعارضة,عمال وفلاحين,شباب وشيوخ,نساء ورجال,مسلمون ومسيحيون,وحتى اليهود إن كان لهم وجود في مصر الآن, سوف تجد في مشاهدة اى مباراة البواب يجلس بجوار صاحب العمارة وتنتفي الطبقية ويبقى فقط التوحد الإنساني عند مشاهدة مباراة كرة قدم وفكرة المتعة الجمعية التي تُستمد من مشروع جمعي وانتصار ما في زمن كله اختلافات وهزائم عند والله,وبالطبع لو كانت المباراة للمنتخب القومي,والله اكبر لو كانت مع بلد طعنتنا من الظهر وتجرأت علينا وأهانتنا بشكل مفاجئ مثل الجزائر,سوف تشاهد وتجد مصر كلها على قلب رجل واحد فيما عدا العقلاء رجال الثقافة المصرية الذين بفضلهم ماتت الثقافة في الشارع المصري,وأصبحت بلا تأثير يذكر في حياة الأسرة المصرية والفرد العادي وتدهورت حالة القراءة العامة في بلد أصحبت نسبة قراءة الناس فيه 3 % من إجمالي الشعب فى حين أن الجانب الأخر للعدوى الصهيوني نسبة قراءتهم 97 % منهم.
إن الرياضة وخاصة كرة القدم عمل لابد أن تشترك فيه الأحزاب السياسية ,والتي ليس لها اى برنامج رياضي لإخراج أبطال ولتكون في رياضيات خفيفة وغير مكلفة مثل الشطرنج أو البنج بنج والعديد من الرياضيات الفردية,فلماذا لا يكون لهذه الأحزاب السياسية فرق رياضية وخاصة لكرة القدم وهذا الأمر سوف يجعل منهم ملتصقين مع كل مواطن بسيط في كل قرية, في رحلة بحثهم عن مواهب في قرى ومدن مصر هذه المواهب التي لابد أنها تمتلئ بهم مصر كلها وتحتاج فقط إلى رعاية,ومن هنا تتحقق الرؤية التي تعتمد أن هناك مشروع جمعي بمعنى انه يمكن أن يجتمع عليه المعارضة والحكومة والشعب معا وهو نهضة تبدأ من الرياضة.
كان صديقي بيتر المسيحي وأنا المسلم وكلانا مصري نعمل في نفس المجال وهو صيانة المحمول ونمارس نفس الآليات التقنية الجديد ,حيث نستخدم نفس وسائل في العمل وخاصة تكنولوجيا الكمبيوتر والانترنت ,وكما أمتلك أنا منتدى باسم شركتي ..هو أيضا عنده منتدى ..وكما أنا عندي سيرفر لخدمات الاون لين وهو كذلك ..نحن نكلم بعض يوميا على النت أكثر من مرة ,وفى بعض الأحيان بالساعات..وعلى التليفون في حالة تواصل دائم.
هذه الحالة الفردية التي أقوم بها مع صديقي المسيحي هي تتحقق وتعلوا دائما في مباريات كرة القدم وخاصة المنتخب القومي,ووصلت إلى أعلى درجاتها الإنسانية في مباراتنا مع الجزائر في نهائيات كأس أفريقيا التي أقيمت من عدة أسابيع في انجولا
ومن هنا نكتشف ماهو مُتجلي أمامنا من قديم الأزل أن هذه الكرة المستديرة تستطيع أن تجعل المسلم والمسيحي على قلب رجل مصري واحد لهم نفس الهم وهو الانتصار في ملعب الكرة الذي هو خير مكان للتعبير أمام كل إعلام العالم المصور والمسموع والمطبوع عن تقديم مصر الحقيقية والتي تنتصر في الرياضة.
شوارع مصر بعد كل مباراة يفوز فيها المنتخب تجد عدد لانهائي من النساء والأطفال والشباب والشيوخ يمارسون كل أنواع الفرح وبشكل تلقائي وعجيب ومبتكر ,وعدد لانهائي من الأعلام المصرية التي يمكن أن نكون نسيناها ولا نراها إلا في هذه الحالة فقط حيث لو فتشنا عن العلم المصري لن نجده إلا في الشوارع فى أيدي الناس بعد المباريات تعبيرا عن وحدة مهمة يمكن أن تُستخدم بشكل ما في تجميع الناس على قلب رجل واحد من اجل إحداث نهضة في شتى المحالات تبدأ من الرياضة وخاصة كرة القدم.