أين العدالة يا نجاد
عادل العابر - الأحواز
نشر تقرير في صحف إيران, قايس الفقر بين محافظات إيران الإسلامية, ومن ضمنها أحوازنا المحتل, فكان سيستان وبلوشستان أفقر المحافظات حيث كان في رأس القائمة وحاز الأحواز المرتبة الثانية, أي أفقر شعب في إيران من حيث الإمكانات الرفاهية والحياة المعيشية ودخل الأفراد, شعب سيستان وبلوشستان ثم الشعب العربي الأحوازي.
وتقرير آخر قايس توليد الثروة بين محافظات إيران ومنها الأحواز, فكان الأحواز في رأس القائمة ثم يليه طهران العاصمة الإيرانية. أي المنتج الأول بنفطه وثروته الهائلة من بين كل المحافظات هو الأحواز.
أي عدالة هذه وبأي منطق نحلل هذه النتائج المخزية حتى نستطيع أن نتكلم عن حكومة إسلامية جعل رئيس جمهوريتها شعاره تحقيق العدالة؟
يوجد في إيران وطبق التقسيمات الأخيرة التي جزت خراسان إلى ثلاث محافظات, 29 محافظة, وإذا أضفنا الأحواز – غير راغبين – إلى محافظاتهم, أصبحت 30 محافظة, ومن بين الثلاثين محافظة, أحوازنا الأول في الإنتاج وهو لا شك يغذي بإنتاجه الوفير كل محافظات إيران, ويكون في المرتبة الثانية من حيث الفقر!
ألم يقرأ نجاد رئيس جمهورية إيران الإسلامية, وهو من شيعة الإمام علي عليه السلام, سيرة حياة الإمام حين كان وأسرته صائمين ودخل عليهم أسير وقت الإفطار مخاطباً إياهم:
أتأسروننا ولا تطعموننا؟
فقدم الإمام علي عليه السلام كل ما على المائدة لهذا الأسير وبقى وأسرته الطاهرة دون طعام.
أم تشيع نجاد كأسلافه كرهاً للخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم؟
فيا نجاد ويا رؤساء نجاد! تحتلون وطننا وتأسرون الملايين من شعبنا وتسرقون ثرواتنا ثم نبقى أفقر الناس من بين 29 محافظة؟
فكم من يتيم أحوازي بات جائعاً؟
وكم من تلميذ ترك المدرسة لعسر الحال؟
وكم من طفل ذهب إلى العمل دون أن يبلغ السن القانوني, حتى لا يبقى أبوه المريض أو الشيخ وعائلته دون طعام أو حتى دون مأوى.
وكم من فلاح أحوازي احتار بلقمة عيش عياله, بعد أن صادرت الحكومة أرضه بحجة المشاريع الاقتصادية؟
وما اكثر الشباب العرب البطالين, وتؤتون بموظفي الشركات من خارج الأحواز وكلهم فرس!
وما اكثر مروجي المخدرات وقد رأوا الضوء الأخضر من حكومتكم الإسلامية!
أي عدالة هذه وانتم تعيشون على قمة جبل من نعمة نفطنا ونعيش نحن الأحوازيون, صاحبو الثروة في أعماق واد من الفقر و(مال أبوك حرام عليك)؟
أي عدالة هذه وانتم تبيعون يومياً الملايين من الأمتار المكعبة من الغاز الذي ينتج من أرضنا وحقنا نحن صاحبي الثروة الدخان الأسود لا غير؟
أي عدالة هذه والرؤساء في الشركات والدوائر أغلبهم من الفرس؟ وفرس من النوع العنصري الحاقد على العرب.
أي عدالة هذه والعربي الأحوازي محظور من أن يلبس ملابسه العربية أو يتكلم بلسانه العربي؟
فيا محمود احمدي نجاد أن الكلمات تعجز عن التعبير من شدة الظلم الذي تصبونه على الأحوازين.
أ كلّ هذا الحقد ضدنا لأننا عرب؟!
فمن ادعى بالعدالة وجعل الأئمة الأطهار العرب عليهم السلام أسوة لحياته, عليه أن ينصف العرب الذين احتل آباءه وطنهم وأسروهم وسرقوا نفطهم, لا أن يبقيهم على أعسر الحال يتغدون ولا يتعشون, وقد أصيب أطفالهم بأنواع الأمراض نتيجة لسوء التغذية وشرب المياه الملوثة.
فلو كان يحكمنا اليهود لكانوا حتماً ارفق بنا منك ومن أسيادك, خريجي الحوزات العلمية.
والحقيقة أنني للآن لم أفهم الأسباب الحقيقية التي دعتك ودعت آباءك ابتداء من خسرو برويز ( الذي مزق رسالة النبي العربي صلى الله عليه وآله وسلم ) وامتداداً إلى رضا خان وابنه ووصولاً إلى جمهوريتكم الإسلامية, تبغضوننا وتبغضون كل العرب ( وهم لا يعلمون ).
فهذه العدالة التي تزعم أنك كفيل لتحققها ( كما طبل بها أسيادك من قبل )
ستبقى حبيسة الشعارات كما بقت شعارات محمد الخاتمي التي واعد الأحوازيين بها, حبراً على ورق. وما أنت وخاتمي إلا وجهين لعملة واحدة.
فهذه العدالة يا مطبلاً بتحقيقها, لا يوجد مثيلاً لها إلا في جمهورية إيرانكم الإسلامية, ذات الخمس نجوم.
واعلموا أيها المتلبسون بلباس الإسلام, أن العنصريين والحاقدين هم في الجحيم حتى لو كانوا من حملة الدكتوراه أو خريجي الحوزات العلمية في قم.