قراءة في برنامج عمل جبهة الخلاص

قراءة في برنامج عمل جبهة الخلاص (2)

د.خالد الأحمد *

 في شهر سبتمبر (2007) عقدت جبهة الخلاص الوطني في سوريا ، مؤتمرها العام الثاني في برلين ، واتخذت عدة قرارات عملية ، ومن هذا الحدث يستخلص المتابع للقضية السورية مايلي :

 1-   وضوح القضية السورية عند الأوربيين ، فقد عقد المؤتمر الأول في بريطانيا ، حيث تتوفر الحرية لكل إنسان ، حسب دستور البلد ونظامه وتقاليده ، وعقد المؤتمر الثاني في ألمانيا ، ولها من الثقل في الاتحاد الأوربي مايعلمه الجميع ، وبدون شـك سبق انعقاد المؤتمر نشاط سياسي ، قامت به الجبهـة في أوربـا ، حتى تمت موافقة الحكومة الألمانيـة على انعقاد مؤتمر للمعارضة السورية على أرضها . ووضوح قضيتنا عند الأوربيين خطوة إيجابية على الطريق نحو تحرير سوريا من المافيا الأسدية ، وإقامة نظام ديموقراطي فيها ...

2-   من أهم الخطوات العملية والإجرائية نحو شـحن المواطنين داخل سـوريا بالحقيقة ، حقيقة النظام السوري ، وقد سمعت مرات كثيرة من السوريين العاملين في الخليج يقولون : نحن نعرف حقيقة النظام السوري عندما نخرج من سوريا ، أما داخل سوريا فلانسمع إلا أبواق دمشق تنعق بالأكاذيب التي تمجد نظام المافيا الأسدية ، كما يندر أن تجد من يتحدث بنقـد لسياسة النظام السوري ...

 لقد كتبت ماتمكنت من ( مجازر النظام الأسدي في سوريا ) ، وعرضت أحداثاً واقعية من شهود عيان ، لايتصور الإنسان العادي حدوثها ، ولم يعرفها إلا الذين تحملوا جحيمها ، وقلة من حولهم ... وكثير من السوريين أنفسهم ـ عدا الحمويين وأهالي جسر الشغور ، وريف إدلب ـ لايعرفونها ، وربما سمعوا عنها أخباراً مجزءة ، أما العرب خارج سوريا ، فعندما تتحدث أمامهم عنها تعرف انهم يسمعونها للمرة الأولى ، وهذه الخطوة التي أكدت عليها جبهة الخلاص هي :

(( التركيز على الإعلام واستخدام كافة الوسائل المتاحة لتعبئة الشعب السوري والعمل على توفير وسيلة إعلامية تمكن الجبهة من إيصال صوتها للجماهير السورية )) .

 أي فضائية خاصة بجبهة الخلاص الوطني ، تنقل صوت المعارضة السورية للداخل ، كي يعرف الشعب السوري حقيقة النظام الأسدي ، نظام المافيا ، الذي يديره بشار وآصف ورامي وماهر ، النظام الذي باع ماتبقى من سوريا للنظام الإيراني كي يكمل الهلال الشيعي ويحاصر الجزيرة العربية ، والحرمين الشريفين من الشمال ...

وقد نقل القادمون من الداخل قبل عدة سنوات ، لما ظهر الأخ أبو أنس البيانوني لأول مرة على فضائية الجزيرة في برنامج ( بلاحدود ) ، قال القادمون أن الشوارع بدت شبه خالية من المارة ، حيث التف السوريون حول فضائية الجزيرة تنقل لهم مايقوله المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين التي استمر النظام الأسدي يكذب على الشعب بضعة عقود ويقول عنها عصابة القتل ، ولأول مرة يسمع الناس من أبي أنس البيانوني أن الجماعة ضد العنف ، وأن النظام الأسدي أجبر بعض الشباب المسلم على حمل السلاح للدفاع عن دينهم ودمهم وعرضهم ...

وبواسطة ( الانترنت ) عرفت شريحة صغيرة جداً ، وهي من يستخدم الانترنت في سوريا قبل أن يغلق النظام السوري مقاهي الانترنت ، ويسجن عشرات الشباب السوري من أجل الانترنت ، عرفت هذه الشريحة الناشطة والواعية حقيقة ماجرى في سوريا ، وحقيقة نظام المافيا الأسدي ...

وفضائيـة للمعارضة السورية في الخارج ، ينطبق عليها المثل : أن تصل متأخراً خير اً من أن لاتصل ... فقد تأخرت كثيراً ولكنها ستؤدي دورها بإذن الله ...

وإننا ننتظر الفضائيـة ( فضائية الخلاص ) التي ستكون خطوة عظيمة في خلاص سوريا من نير الاستبداد والقهر الذي خيم عليها أربعة عقود ، وإن غداً لناظره قريب .....

              

    * كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية