النظام السوري يضع تاج البراءة
على رأس المعارضة السورية
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
في المناقشات السابقة بيننا كمعارضين للنظام السوري , وبين الموالين له على صفحات الشبكة العنكبوتية على منتديات الجمعية العربيةللمثقفين والمترجمين العرب المختصرة ب (واتا) كان يتهمنا الموالون بأنكم مجرمون وقتلة وكنا نرد بالمثل وكانت معركة ثقافية فكرية عميقة اشترك فيها كل الآراء المتضادة والمتعادلة والوسط .
واستبد الوضع ونجح المستبد وأعوانه
وكان ذلك في التواري وراء الإستبداد وعدم قبول منطق الآخر عندما وجد المنطق الذي يدافع عنه عاجز عن الإستمرار .
وبعدها اشتد الإستبداد ليحجب الموقع في البلاد .
وعندما وجدوا أن ذلك الأمر لايفي بالغرض جندوا من عندهم السلطة في الموقع واستبدوا به لكي تخلو الساحة من الذين ينادون بالعدل والمساواة بين مكونات المجتمع السوري .
وهذه كانت أول درة توضع في تاج البراءة لنا كمعارضين .
تحولت نسبة كبيرة من عناصر المعارضة السورية المؤثرة إلى موقف الصمت ,ونحت بنفسها عن جانبا لتقول لنظام بحسب رأيها نحن لسنا مجرمين ولا قتلة ومانحن إلا أبناء وطن واحد نسعى لخير الجميع , فهل يجد النظام له منفذا في ذلك الموقف؟
المنفذ هو الدخول بالمفاوضات مع الطرف الذي أعلن الهدنة ليتبعها بقية الأطراف , ليبدأ الإصلاح من الداخل باشتراك كل المجتمع ولا يقتصر الأمر فقط على حاملي الشعارات والعبودية للنظام .
وبقي الحاكم على موقفه وبقي الأمر كما كان واعتقل العديد واشتدت الرقابة على كل نفس وكل همسة من لدن قريب وبعيد .
واعتقل هيثم المالح واعتقل الكوكي وخرج الكوكي بمرسوم وعفو رئاسي .
قانون ال49 يحكم بالإعدام كل من ينتمي للإخوان المسلمين , وقانون الطواريء والمحاكم العسكرية ضد المدنيين .
المعلوم قانونا وعرفا وتقليدا أن الحكم بالإعدام يشمل المجرم فقط سواءٌ أكان قاتلا او خائنا او مغتصبا لحرمات الناس , بطبيعة الجرائم المرتكبة والمسماة بالجريمة الكاملة .
عندما سئل الرئيس بشار الأسد عن موضوع المعارضة في قناة العربية وهل من الممكن أن يتم العفو عنهم وعودتهم لبلادهم بعد تلك السنين الطويلة في التشرد والغربة .
أجاب هؤلاء مخالفين للقانون والقانون هو الذي يحدد ذلك والمجرم ينال جزاؤه .
في 23شباط فبراير2010 صدر عفو رئاسي عام عن مرتكبي الجرائم وما قبل ذلك التاريخ .
هنا يظهر التناقض الحقيقي بين الإدعاء والإتهام وبين حقيقة المتهمين بالإجرام والعمالة من قبل النظام الحاكم في سوريه .
والتناقض واضح جدا في نص المرسوم الرئاسي والعفو العام الذي صدر حديثا .
كيف يفسر لنا المسؤلون السوريون هذا التناقض
أنا معارض له ولا أرضى او أقبل بأسلوبه ويتهمني بالإجرام وعلى القانون أن يقتص مني .
وبنفس الوقت يقولون عفو شامل عن الجرائم المرتكبة قبل 23 شباط .
كيف أكون أو نكون مجرمين ولا يشملنا العفو هذا؟
ماذا يقول القرار لمن دافعوا عن النظام المستبد ووصفونا بالقتلة مع أن القرار لايشملنا .
ولو سئل أي منصف أو أي شخص مهما كان من العوام أو من الخواص السؤال الآتي :
هل المعارضة السورية بفصائلها المتنوعة فصائل مجرمة وارتكبت جرائم مسبقة ؟
والجواب هنا يكون كالتالي :
نعم :إن قال نعم فهو من مؤيدي النظام أو خائف ولكن نقول له :
عندما صدر العفو العام لم يشملنا معنى ذلك أننا لسنا أصحاب جرائم
لا: يعي حقيقة الأمر ويعي من هو المجرم الحقيقي
لاأعلم :ليس له لابالعير ولا بالنفير وعلى رأي المثل السوري حبة عدس
وأعتقد أن هذا العفو العام ماهو إلا تاج حقيقي وضعه النظام على رؤوسنا من غير قصد , معترفا بأننا لسنا مجرمين ولا مرتكبي جرائم ولا خونة كما يدعي .
نحن نريد وطنا فيه الكرامة محفوظة لكل شخص في الوطن
نريد بلدا ووطنا حنونا على أبنائه لاأن ينظر إلى غالبية الشعب خونة ومجرمين ومحكومون بالطواريء والإعدام
هذه هي كلمتنا وهذه هي مواقفنا فالذي يحكمنا بالإعدام لم يستطع أن يصنفنا بمرتكبي الجرائم السابقة واللاحقة .
فمتى يعي النظام أن الإستبداد لن يدوم وأن التغيير قادم بإذن الله وان يعي حقيقة المواطن السوري ويرفع عنه الذل والعبودية التي مارسها بحقه منذ عشرات السنين.