من القاتل لرموز لبنان وعلى من تقع المسؤلية
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
( لاشكّ بأن القاتل أضحى معروفا للقاصي والداني ، وبصماته فوق مسرح الجريمة باتت واضحة ، ولكن المشكلة فيمن يُغطيه، فلا زال موقف المجتمع الدولي متخازلاً مع النظام السوري الذي لم يتخذ مايجب لوقف شلال الدم اللبناني والإنساني في المنطقة، سوى الإدانات والاستنكارات التي لاتسمن ولاتُغني من جوع، مما أطمع هذا النظام لكي يمضي في سياساتة الإجرامية في القتل والاغتيالات والارهاب دون أن يردعه رادع أو يحد من نشاطه الارهابي أحد ، بل هو في توسع دائم ، حتى طالت أياديه القذرة أماكن كثيرة ، وأهمها لبنان)
ربما يسألني البعض ؟ عن الكيفية التي عرفنا فيها القاتل ؟ مع أنه لم يعترف بجرائمه ، لا بل ويستنكرها على الدوام ، فأقول بالتحليل لابالتخمين ، فلو تساءلنا عن القاتل ؟ وصفته ؟ وأهدافه؟ وأسباب القتل؟ ومن يستخدم هذه اللغة ؟ لتوصلنا الى نتائج كثيرة ، تقول: "كاد المُريب أن يقول خذوني" ومن هذه النتائج استهداف الكبارالأحرار عن سواهم، لتفريغ المجتمع من قادته ليسهل السيطرة عليه ؟ولأن القتلة من أعداء الحرية والكلمة ، وهؤلاء المغدورين جميعاً يستحقون القتل ، لا لذنب ارتكبوه , إلا لأنهم أحرار وقادة فكر ؛ ورأي مستقل، بينما القتلة هم في معظمهم حمقى جهلة لايعرفون لغة الحوار والإقناع ، بل الإستبداد ولغة البارود والنار، والذين في أعرافهم أن الكلمة هي أقوى سلاح يواجهونه ؛ لأنها تستهدف همجيتهم ووجودهم الأرعن فيستحق أهلها القتل ولاشيء سواه وليس لبنان هو وحده من عانى من ارهاب هذه الأسرة البربرية ، بل المنطقة بأسرها راحت تستصرخ من جرائمهم ، حتى الشجر والحجر لم يسلما من أذاها وشرورها ، وهذه الطغمة الحاكمة هي صاحبة سوابق في سجلات الإجرام ، والتي لن ينسى لها التاريخ أبداً ؛عندما أفنت أحرار ومفكري وأخيار وشباب وزهور وكهول سوريا ، الذين كانوا يملئون سماء الكون نوراً وعطاءاً وعلماً؛ والقليل منهم من نجا هرباً الى الخارج.
واليوم المسلسل نفسه في لبنان يتكرر،عساهم يُحققوا نجاحات مثلما الذي حققوه في سوريا ؛ بعد أن أفنوا مئات الألاف فيها ، وتربعوا على جثثهم ، وشربوا من دمائهم ، ومثل ذلك يفعلون في لبنان ، فبعد أن دمّرته الزمرة الحاكمة أثناء احتلالها للبلد الشقيق ، وفرّ أهله منها نجاةً بأرواحهم ؛ وبعد أن قُتل منهم الألاف على يد الإحتلال الأمني المخابراتي السوري اللبناني السابق ، ولم يبقى فيه إل القلّة التي صمدت في وجه الطوفان المجرم ، لتواجه بأجسادها نيران الحقد الطائفي والإستعلاء الأسدي البغيض، والذي كان من ضحاياه كبار لبنان رؤساء ووزراء ورجال سياسه وعلماء دين ومفكرين وصحافين ، بذلوا أرواحهم وأجسادهم من أجل حرية لبنان ،فأثمرت دماءهم بالانتفاضة الكبرى يوم مقتل الحريري –رحمه الله- لتبدأ ثورة الأرز؛ التي تهدف الى استقلال وسيادة وحرية لبنان ،وإعادة البلد الى سابق عهده واحة الحرية ،ومن أجل ذلك لازال الشرفاء يدفعون الأثمان غالية لتحقيق الأهداف النبيلة، معتمدين على أنفسهم ، بعد تخاذل دولي واضح ، وسكوت المجتمع الدولي عمّا يجري في لبنان ، وعدم اتخاذ الإجراءات الرادعة ، بالطرق الكفيلة ، لمنع النظام السوري بالقيام بأي أعمال اجرامية اضافية الى سجله الأسود وهنا قد يراني البعض أنني مُتحامل على النظام السوري ، بافتراضي أنه وراء كل مايدور من العبث بلبنان وأمنه وزعزعة اسقراره وإرهابه ، فأقول: ربما ولكن: لنضع الاحتمالات الأخرى على بساط النقاش والعقل ونتهم اسرائيل أو أمريكا أو تيار 14 أذار أو كما أشار البعض الى الدكتور سمير جعجع وحزبه لتخلو لهم الساحة المارونية ، أو كما قالوا الشيخ سعد الحريري وأسرته بتأمرها على قتل حبيبها أو جنبلاط بيك بقتل عزوته الدروز أو الرئيس أمين الجميل بقتل ابنه أو لربما كويفاتيه كما اتهمني البعض ربما يكون لي يد فيما يجري ، أو أيٍّ كائن آخر، وربما العفاريت ، أو من عالم الفضاء ، المهم أياً كان فنقول من هو الفيصل للوصول للحقيقة ؟
لاشك ستكون المحكمة، ومن يرفضها سيكون هو المتهم) وأنا شخصياً على استعداد للمثول أمام المحكمة الدولية من الآن ، وكذالك بقية المذكورين أسمائهم ، إلا طرف واحد يأبى ذلك وهو النظام السوري وحواشيه وأذنابه ، لإنهم ضالعين في كل الجرائم التي حصلت ، ولأنهم هم المجرمون الحقيقيون.
ولأن كل الدلائل تشير إليهم ، ولأن المُستهدفين كلهم من الإتجاه الأخر المخالف لهم بينما هم وأعوانهم يسرحون ويمرحون وبلا حمايات ولا تدبيرات أمنيه ؛ لأن القتلة منهم ومن أدواتهم وقد يقع الإتهام على اسرائيل ، والجواب نأخذه من ألسنتهم ، التي تتهم تيار 14 أذار بالعمالة لها فهل تقتل اسرائيل عملاءها وخادميها على حد تعبيرهم ، أم تقتل خصومها كما يدّعون هم ذلك على أنفسهم، الذين لم نرى منهم أحداً سقط برصاص الغدر أو بالتفجيرات، أي أن هذه الأُطروحة مُستبعدة حتى من وجهة نظرهم ، وليس دفاعاً عن السافاك والإجرام الاسرائيلي ، ولكن لأنني أُحاكي الواقع ولا أُريد أن أكون خياليا في أطروحاتي ، التي تقول إن سبب القتل هو رفض الطاعة والإنصياع لنظام دمشق ،ورفض وصايتهم لأي كان على بلدهم ، لأنهم يريدون أن يكونوا أحراراً وليسوا مُستعبدين ولم يبقى إلا الإحتمال الأخير، ، أن تيار 14 أذار يُصفي بعضه بعضاً لإحراج سوريا، ولاشك أن مثل هذا الطرح الذي سّوقه بعضهم هو مثير للسخرية والضحك ؛ وهو أتفه من الرد عليه، فعائلة الحريري رحمه الله قتلت كبيرها وعظيمها لكي تستولي على ماله، ولكي يحل محله ابنه الشيخ سعد في المنصب، والرئيس أمين الجميل تخلّص من إبنه وفلذة كبده لأنه نافسه على المواقع فأرسل من يصطاده، ومثله النائب غسان تويني تخلص من ابنه وأمله جبران ، لأنه صار نجماً لامعاً وغطّى عليه ، وكذلك الست جوزيه الخوري التي قتلت حبيبها وزوجها لينطبق عليها المثل" ومن الحب ماقتل" فذهبت الى أمريكا بعدما استأجرت من يقوم بالمهمة ونجحت في مُخططها ومثلها وليد عيدو وجورج حاوي وحتى المذيعه الشهيرة مي شدياق تبين أن من كان وراء محاولة اغتيالها زميلتها الناشئه في ال ب سي لتحل محلها ، وأن الحظ لم يحالف الست ريد ا جعجع للتخلص من سميرها وكذلك عائلة النائب وليد جنبلاط التي حاولت التخلص منه ولم تُفلح ، والحال مثله ينطبق على جميع نواب الأكثرية وأما عن جريمة اغتيال النائب أنطوان غانم ، فإلى الأن لم تصدر التكهنات ؛ فيمن وراءها، وعلى أغلب الظن أخاه الذي ظهر على شاشات التلفاز وهو يدعي البكاء والحزن عليه ، والذي صدرت منه عبارات ذات دلالات بالغة ، عندما قال : أنه سعيد بموت أخاه شهيد، وبالتالي صارت أصابع الإتهام موجهة عليه وصار موقفه مُحرجاً، وأنا في هذا الصدد لاأريد أن أكون ملكي أكثر من الملك وأكتفي بنقل أقوال أصحاب البيت في هذا الخصوص وأولهم الشيخ سعد رفيق الحريري فقال::اليوم حصدت يد الغدر والإرهاب شهيدا جديدا من شهداء الحرية والسيادة والاستقلال.
رفيقي في 14 آذار، وزميلي في المجلس النيابي، النائب المحامي أنطوان غانم، دفع بدمه ثمن اصراره واصرار اللبنانيين على مواصلة طريق الحقيقة والعدالة والكرامة والحرية. وقال اريد ان اذكر بامر مهم وهو ان كل النواب الذين استشهدوا بدءاً من الرئيس الحريري جميعهم من قوى 14 آذار وجميعهم ممن يطالبون بالسيادة والحرية و الاستقلال والعروبة،ومن القاتل؟القاتل و المجرم واحد والسفاح واحد.بعدما قصفت الطائرات الاسرائيلية سوريا ردوا عليهم بقتل اللبنانيين .هكذا ترد سوريا.لم ار يوما نظاما اجبن اجبن من نظام بشار الاسد.
ثم وجه وجه كلامه الى الى الحضور قائلاً: أعداء لبنان قتلوا أنطوان غانم اليوم. أعداء لبنان يريدون تعطيل انتخابات الرئاسة لأنهم يريدون قتل لبنان.وأكد بأن تياره لن يسمح للمجرمين القتلة بالنيل من لبنان. وقال :سننقذ استحقاق الرئاسة، وسننقذ لبنان، تماما كما أنقذنا المحكمة الدولية التي ستحاسب هؤلاء القتلة الجبناء وتجرهم إلى السجون بإذن الله.
وثانيهم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيوره الذي قال: ان البصمات السياسية لهذه الجريمة النكراء واضحة وجلية ويقصد النظام السوري وهي تأتي ردا على اصرار اللبنانيين على التمسك بالنظام الديمقراطي البرلماني، فقد اثبت الشعب اللبناني وخاصة عبر عملية الانتخاب الفرعي التي جرت في المتن وبيروت ردا على اغتيال النائبين بيار الجميل ووليد عيدو، انه متمسك بنظامه، نظام الحرية وسلمية تداول السلطة عبر صندوقة الاقتراع. وعملية الاغتيال اليوم تاتي ردا على هذا الموقف الذي يشكل استمراراً لانتفاضة الاستقلال، انتفاضة الرابع عشر من آذار .
وقال : لقد ظن المجرمون انهم باغتيالهم للرئيس الشهيد رفيق الحريري انهم سيقضون على امال وعزيمة الشعب اللبناني لكن ظنونهم خابت و ستخيب فقد رد الشعب اللبناني بوضوح وقوة عبر انتفاضته المباركة ليثبت تمسكه بالحرية والاستقلال والسيادة وهو اليوم سيرد مرة اخرى ليثبت ان يد الارهاب لن تنتصر، ولن تنجح في اخضاعنا واسكاتنا. و اكد ان اللبنانين لن يتراجعوا وسيكون لهم رئيس جديد ومنتخب من نواب الامة مهما كبرت المؤامرة ومهما تأمر المتأمرون .
وصدرت تصريحات عن بقية أعضاء ونواب كتلة 14 أذار ، وجميعها مُنددة ، ومتهمة النظام السوري بأنه من يقف وراءها هو وأدواته العميلة ، وسنوافيكم بها تباعاً حال وصولها من المصدر.