محمود عباس غاندي فلسطين

محمد فاروق الإمام

محمد فاروق الإمام

[email protected]

أذهلتني كلمات محمود عباس رئيس سلطة المقاطعة في رام الله حول قراره بتغيير البوصلة الفلسطينية النضالية 180 درجة من الكفاح المسلح إلى الكفاح السلمي عبر المفاوضات مع العدو الصهيوني بكل السبل المتاحة عبر الوسيط الأمريكي والأمم المتحدة، ونبذ البندقية ومصادرتها باستثناء ما بيد رجال أمنه الذين تشرف على تدريبهم وتسليحهم وغسل أدمغتهم مجموعة أمريكية الجنسية صهيونية الانتساب والاعتقاد، مهمتها ملاحقة العناصر المسلحة من الفصائل الفلسطينية الأخرى التي لا تؤمن بما لا يؤمن به عباس، والتعاون والتنسيق الأمني مع العدو الصهيوني في ملاحقة واعتقال واغتيال العناصر الرافضة للمشروع العباسي الصهيوني الاستسلامي.

محمود عباس وهو يبشر بالنضال السلمي مع عدو أقام دولته على أشلاء الفلسطينيين ودمائهم وتهجيرهم وذبحهم من الوريد إلى الوريد ولا يزال يفعل ذلك.. ودماء المبحوح لم تجف بعد يذكرني بقول الشاعر:

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً

أبشر بطول سلامة يا مربع

محمود عباس بسيارته الليموزين وبذته الإيطالية وحذائه الفرنسي وطعامه الستة نجوم، يريد أن يقلد المناضل السلمي غاندي، الحافي القدمين الغائر البطن من الجوع السائر بقدميه العاريتين في طول الهند وعرضها، الذي حقق للهند استقلالها دون أن يتكلف الشعب الهندي الدم والمال، وحوله رجال ليسوا ككل الرجال وطنية ونزاهة وصبراً وتضحية وجلداً، ولم يكونوا من الفاسدين أو المفسدين المتخمين الذين يتنقلون بسيارات المرسيدس وينزلون في فنادق خمس نجوم في تنقلاتهم وأسفارهم، ويمضون الليالي الحمراء في النوادي الليلية والشاليهات البحرية والنهرية، وقد عرت بعضهم وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية والعالمية، وكشفت بالصورة والصوت فضائحهم.. عباس ليس غاندي ولا الهند فلسطين.. الهند قارة وكان عدد سكانها يربو على الـ440 مليون نسمة وهم يعادلون عشرة أضعاف الدولة المستعمرة بريطانيا من حيث السكان والمساحة، بينما لا يملك عباس إلا مقاطعته المملوءة بالفاسدين والمفسدين، ولا يستطيع عباس الخروج من هذه المقاطعة أو الدخول إليها إلا بموافقة الصهاينة وحرابهم، ويعيش سكان الضفة الغربية المليون والنصف أسرى بين جدران الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل ومزقت به فلسطين إلى أشلاء، وفي بحر من الصهاينة والمستعمرات الصهيونية التي طالت واستطالت حتى وصلت إلى جدران بيت المقدس وقبة الصخرة، ولم يبق حي في القدس إلا وقد شغلته العوائل اليهودية المتطرفة بحماية البندقية الصهيونية وصمت البندقية الأمنية الفلسطينية.

أي نضال سلمي يريد عباس أن يواجه به الصهاينة الذين لا ينفكون عن التسليح بأعتى أنواع الأسلحة وأكثرها قتلاً ودماراً ؟ وبأي نضال سلمي سيفاوض الإرهابيين الصهاينة الذين يلاحقون الفلسطينيين حتى آخر الدنيا لقتلهم واغتيالهم ؟ وبأي نضال سلمي سيفاوض القتلة ودماء أطفال غزة وشيوخها ونسائها لم تجف بعد، وأبنيتها المدمرة لا تزال أكواماً وركاماً ومن بقي من أهلها أحياء يسكنون العراء ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء؟