ألف شكر لك يا بشار!

ألف شكر لك يا بشار!

 

إبراهيم درويش

[email protected]

أزجي لك يا بشار ألف تحية، فلولا النظام الذي تمثله ما عرف الناس عبارة      " إن سورية تحتفظ لنفسها بحق الردّ في الزمان والمكان المناسبين"، هذه العبارة "العظيمة" التي ترددونها منذ خمسة وأربعين عاماً، كلما مرّغ العدوّ الصهيوني شرفكم العسكري والمدني في الوحل، وكلما كشف عواركم وعوراتكم حتى المغلظة منها، هذه العبارة التي حفّضتم بها أجيالاً من الشعب السوري، حتى صاروا يرددونها كلما رأوا اللطمات على قفاكم ـ يا سيادة الرئيس.

شكراً لكم يا بشار على اختياركم ـ واختيار أبيكم من قبل ـ السلام الاستراتيجي خياراً وحيداً لكم في ظروف تزبد وتعربد فيها إسرائيل في عموم المنطقة العربية، بعدما انكشف زيف شعاركم السابق " التوازن الاستراتيجي مع العدو الصهيوني" الذي رددتموه لأكثر من عقدين من الزمان.!!

شكراً لك يا بشار على سياسة القهر والإرهاب التي لا ترون غيرها بديلاً للشعب السوري الذي جدد ثقته فيكم، بعد سبع سنوات عجان كنت فيها بئس الخلف لبئس السلف.

 شكراً بشار، فلولاك ولولا حزبك ما عرف الناس "الحزام العربي"، و"سياسة" تجريد عشرات الألوف من الكرد السوريين من جنسيتهم، ولا عرفوا شيئاً اسمه تعريب أسماء القرى والبلدات والمعالم التاريخية والجغرافية وغيرها في المناطق الكردية في سورية، على طريق ترسيخ الجاهلية المقيتة التي جاء الإسلام لمحوها.

 ولولا أبوك ونهجه البعثي العتيق المعتّق ما عرفت سورية "التوريث الجمهوريّ "،ولا مصطلح "الجمهولكي" أو الجمهورية الملكية.

ولولا أبوك ما سمع الناس بالقانون 49 الصادر عام 1980م الذي يحكم بالإعدام على مجرد التهمة بالانتساب لجماعة الإخوان المسلمين، هذا القانون العار الذي يلاحق أباك ومن وافق عليه إلى قبورهم، بل إلى الأبد وما زلت المنفّذ الأمين له!!.

ولولا انقلاب أبيك ومؤامراته بحق رفاقه ما عرف الناس بشيء اسمه "الحركة التصحيحية"، والمادة الثامنة من الدستور السوري، التي تشكل كابوساً أو صخرة ثقيلة كثقل اسم أسرتك على صدر كل سوري وعربي ومسلم.

 ولولا أنت ـ وأبوك من قبل ـ لما عرف الناس ما معنى عبارة " العرق دسّاس"، ولما استطاعوا الربط بين سورية وظهور التبشير بالتشيّع الفارسي الصفوي والارتهان لإرادة الملالي أصحاب العمائم والقلوب السود.

 ألف شكر لك يا بشار على خطابك الشديد التواضع ووصفك للحكام العرب بأنصاف رجال، فقد عرفت قدرك، ولم تقرن نفسك بهم، ونحن بانتظار أفعال الرجال الذين تعنيهم بعدما استباح الطيران الصهيوني الأجواء السورية!

وألف شكر لك يا بشار على بطولاتك التي يشهد لها الأعداء، سواء على صعيد السياسة الداخلية، أم في لبنان، أم العراق، أم غيرها من المناطق، بدسّ أنفك فيها، بل إغراق نفسك فيها إلى شحمة أذنيك، بالرغم من طول عنقك، نتيجة حماقاتك وجهلك وغرورك الزائف وتجاهلك لرياح التغيير التي تهبّ بقوة على المنطقة والعالم.

نكرر شكرنا لك، بل الشكر وحده لا يكفي، فالجائزة الكبرى في طريقها إليك قريباً وقريباً جداً، قل إن شاء الله.