البيانوني: الإخوان في مقدمة المدافعين عن سورية

إثر الاختراق الإسرائيلي للأجواء السورية

البيانوني: الإخوان في مقدمة المدافعين عن سورية..

خدام: الحرب مكلفة للجميع وينبغي تجنبها

المراقب العام: علي صدر الدين البيانوني

باريس ـ لندن ـ خدمة قدس برس

توالت ردود الأفعال المستنكرة إثر إعلان مصادر عسكرية رسمية عن اختراق الطيران الحربي الإسرائيلي للأجواء الشمالية الشرقية لسورية، وانضم إلى قائمة المستنكرين قادة سياسيون بارزون في المعارضة السورية، ويتعلق الأمر بعبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري، والمحامي علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين.

المنطقة ليست مهيأة

فقد استبعد عبد الحليم خدام القيادي في جبهة الخلاص الوطني المعارضة في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن يكون الاختراق الحربي الإسرائيلي الذي حصل يوم أمس للأجواء السورية مقدمة لبداية حرب شاملة في المنطقة، وقال: "لست متأكدا من هوية الطائرات الإسرائيلية التي أقدمت على هذا الاختراق، ولا من طبيعة الذخائر التي قذفتها، ولا من أهدافها التي حلقت حولها، وهي التباسات لم ترد بشأنها معلومات كافية حتى هذه اللحظة، مما يجعل من اتخاذ موقف سياسي غاية في الصعوبة، لكن ما أستطيع أن أقوله أن المنطقة لم تصل بعد إلى مرحلة الحرب على الرغم من كمية التوتر التي تشهدها المنطقة".

وحذر خدام من مغبة الاستمرار في استدراج المنطقة إلى حرب أكد بأن الجميع سوف يدفع ثمنها غاليا، وقال: "لا شك أن هذا الأمر ستكون له ارتدادات سلبية على المنطقة، لكن بالتأكيد ليس من مصلحة المنطقة اندلاع حرب شاملة، لأن الحرب إذا اندلعت ستشمل عدة دول في المنطقة، ولن تكون إسرائيل بمنأى عن هذه الاستتباعات، لكن ما يجعلني حذرا في الإقرار بإمكانية واندلاع الحرب هو هل كان القصف الذي جرى يوم أمس يأتي في إطار الرؤية الشاملة للمنطقة أم باتجاه قضية محددة؟، والسؤال الأكثر أهمية هو: لماذا اختيار المنطقة الشمالية الشرقية من سورية لهذا الاختراق دون غيره؟".

ورفض خدام الحديث عما إذا كانت سورية قادرة من الناحية العسكرية انطلاقا من تجربته السياسية في الحكم ومعرفته بواقع الحال السوري، على خوض حرب متكافئة مع إسرائيل، وقال: "هذه أمور لا أستطيع الحديث فيها، لكن بالتأكيد فإن كل الحروب مؤذية وضارة بالمنطقة، والمهم أن يعي قادة المنطقة والعقلاء منهم هذه الخطورة لأن الحرب ليست مزحة وهي عمل مكلف للجميع".

وطالب خدام قادة النظام في سورية بأن لا يجروا البلاد إلى الحروب ليدفع الشعب في النهاية ثمنها، لكنه قال بأنه في حال أي اعتداء على سورية فلن يكون بمقدوره إلا أن يكون في صف الدفاع عن الوطن الذي قال بأنه يختلف عن النظام.

الإخوان في مقدمة المدافعين عن بلدهم

وفي العاصمة البريطانية لندن ندد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" بالتحرش الإسرائيلي بسورية، وحمل مسؤولية ذلك إلى النظام الحاكم، متهما إياه بإضعاف سورية وإغراء الإسرائيليين بها، وقال: "هذه ليست أول مرة تعتدي فيها إسرائيل على سورية، وهي ليست المرة الأولى التي يحتفظ فيها السوريون بحق الرد في الوقت والمكان المناسبين، فمنذ العام 2001 وقعت عدة اعتداءات إسرائيلية على سورية وصلت حد التحليق فوق قصر الرئيس بشار الأسد وهو فيه، هذه أعمال نستنكرها نحن في جماعة الإخوان المسلمين وندينها بشدة، ونعتقد أن النظام يتحمل مسؤولية إضعاف سورية وإغراء العدو بها".

وحذر البيانوني إسرائيل من مغبة استغلال هذه الظروف للاعتداء على سورية، وتعهد بأن يكون الإسلاميون عامة وجماعة الإخوان المسلمين خاصة في مقدمة المدافعين عن سورية في حال تعرضها لأي عدوان، وقال: "نحن في جماعة الإخوان المسلمين نحذر العدو الإسرائيلي من محاولة استغلال العزلة الشعبية الداخلية والخارجية التي يعاني منها النظام وتوجيه ضربة لسورية، ونؤكد أننا سنقف ضد أي عدوان، فالتيار الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين سيكونون في مقدمة المدافعين عن الوطن، ولن نقف مكتوفي الأيدي حيال أي تصعيد عسكري تتعرض له بلادنا".

وأعرب البيانوني عن شكوكه في إمكانية استجابة قادة النظام الحالي لتحديات المرحلة التي تستوجب التفاتة جادة للجبهة الداخلية، وقال: "النظام يتحمل مسؤولية كبرى في تردي الأوضاع التي تطمع العدو في الاعتداء على سورية، ولذلك لا أستبعد أن يكون ما حصل البارحة مقدمة لحرب شاملة لأن الوضع المتردي يغري الإسرائيليين بالقيام بمثل هذه الضربات، وأنا أشك حقيقة في قدرة النظام في الاستجابة لمطلب توحيد الجبهة الداخلية التي نعتقد أنها صمام الأمان ضد أي تصعيد عسكري ضد البلاد".

وانتقد البيانوني استمرار النظام في ترديد مقولة أن السلام هو الخيار الاستراتيجي الوحيد، وقال: "أنا أدعو أن تكون البلاد مهيأة ومحصنة ضد أي عدوان، وذلك عبر برنامج وطني شامل للمقاومة، لكن للأسف النظام غير منشغل بهذا بقدر ما هو منشغل بتوفير الضمانات لاستمراره وبقائه في حكم البلاد"، على حد تعبيره.

وعما إذا كان يعني بذلك أنه يوجه رسالة إلى النظام السوري للحوار، قال البيانوني: "هي كذلك، لكنني مع كل الأسف أشك في إمكانية استجابة النظام لهذه الدعوة التي مضى عليها زمن طويل دون أن تنجز المطلوب منها".