الفرس الإيرانيين على خطى الفاطميين
في إنشاء إمبراطوريتهم (3)
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
تمهيد :-
(كما نعلم أن الدولة الفارسية الفاطمية في أصولها الى ميمون القدّاح بن ديصان الثنوي ، وفي انتسابها وتحالفها الى رأس الحربة عبدالله بن سبأ من يهود صنعاء، الذي استغل نقمة الفرس على العرب والمسلمين؛ومايحمله هؤلاء من الحقد والعداء والكره في قلوبهم ليوجههم نحو الطريق الأسلم لهم للمواجهة ، فأشار عليهم بأن المسلمين ومن حالفهم لايقهرهم ويُمزقهم السيف ؛ وانما لابدّ من استخدام الحيلة والمكر فيهم ، فأشار عليهم الى التشكيك بدينهم ؛ وزرع الشقاق بينهم ومواطني دولهم ، واستغلال العواطف والأكاذيب لتحقيق الغايات،فاتفقوا فيما بينهم على ادعاء الخلاف بين علي بن أبي طالب ومن سبقه من الخلفاء، وادعوا الحب لآل البيت وغالوا في ذلك لاستعطاف الناس وتخديرهم عمّا يخفوه من الأهداف، واستطاعوا أن يجعلوا لأنفسهم من الأتباع ذات اليمين وذات الشمال،وكان ممن حمل راية هذا الحلف العدواني وأخذ على عاتقه تحمّل المسؤلية لتنفيذه هو -ديصان الثنوي الفارسي المجوسي مؤسس الفرق الباطنية " وهؤلاء ممن يعتقدون بوجود الهين خالقين أحدهما يخلق النور والاخر يخلق الظُلمة -أي أنهم لايمتون للاسلام الموحد الذي يدّعونه بصلة وإنما فقط لغرض الإضرار به )
تعريف :-
"وهذا الديصان هو جدّه للخليفة الفاطمي الأول مؤسس الدولة المدعو عبيد الله والملقب بالمهدي واسمه سعيد بن الحسين الى ديصان الثنوي الذي أدعى النسب زوراً الى محمد بن جعفر الذي لم يكن له من الاولاد إلا أربع ليضع نفسه الخامس؛ وينسب نفسه الى البيت العلوي بغية التضليل على الناس ؛ ومما يؤسف له أنهم نجحوا في ذلك وبنوا دولتهم المارقة على هذه الفرية ،تماماً كما فعل الايرانيون الفرس اليوم وادعائهم التشيع وحب آل البيت لاستقطاب المؤيدين في الاصقاع تمهيداً لبناء خلافة ولاية الفقيه على خداع الناس وفوق رقعة الارض العربية والاسلامية"
الموضوع :-
ابتدأ الفرس الفاطميون مشروعهم السلطوي بعد قدومهم من فارس الى العراق التي طُردوا منها الى السلَمية في سوريا التي أنشأوا منها محطتهم الاولى سرّاً للانطلاق لتأسيس مركز الإنطلاق بعدما تعذّرعليهم في المنطقة المحاذية للدولة العباسية القوية ، وكذلك فعل الفرس الايرانيين عبر الخميني الذي أقنع حكومة البكر في العراق للمكوث عنده لمواجهة شاه ايران ، والتي من خلالها عمل على التوغل في المجتمع العراقي وكسب المؤيدين له بدعوى التشيّع وحب آل البيت، حتى كثر الأتباع المُغرر بهم مما أدى الى طرده بعدما انكشف أمره الى فرنسا
وكذلك فعل عبيد الله المُلقب بالمهدي الذي أرسل الاعوان لاستكشاف المكان المناسب لاتخاذ المركز للانطلاق بعد أن كثر الاعوان الى أن استقرّ حالهم في المغرب العربي وكذالك فعل زعيم الفُرس الايراني الخُميني، عندما مهّد لازالة الشاه عبر مؤيديه ، وجعله ايران مركزاً للإنطلاق في تحقيق الحلم الفارسي بالعودة من جديد لبناء أمبراطوريتهم ، التي مرّت في مرحلة التأسيس بنفس المراحل لكلاهما
فأول سيطرة عبيد الله الفاطمي على الامر في المغرب ؛ قام على تصفية الخصوم والمفكرين والعلماء ، وأعمل السيف في كل من عارضه؛ وحتى في أقرب المقربين له، وممن مهدوا الطريق لقدومه من دُعاته ومُبشريه عندما خالفوه ، أو عرفوه وأرادوا أن يكشفوا حقيقته، وكذلك فعلت الثورة الفارسية الايرانية؛ عندما قتلت من عاونها على إزالة الظلم من الأتباع الذين خالفوا الخُميني والمُعاونين الحلفاء ؛وممن أرادوا أن يتكلموا ليكشفوا حقيقته ومن معه من أتباعه،واستهدفوا قادة الأحزاب والفكر والعلماء وكبارضباط الجيش الذين أعانوهم للتخلص من الشاه وظلمه ، فوقعوا بيد من هو أشد جبروتاً وقهراً، الى أن استتب لهم الامر بقوة الارهاب والتخويف وسفك الدماء ، تماماً كما فعل أجدادهم الفاطميين ؛ عندما استتب الأمر لهم بعد قهرهم للناس ،قاموا بالإعتداء على دول الجوار بغية السيطرة وقضم الأراضي بأسرع مايمكن فأريقت الدماء غزيرة لأجل ذلك ؛ لكنهم فشلوا في تحقيق مأربهم كونهم استبقوا الأحداث ؛ وكان متسّرعين لتحقيق غايتهم، فلم يُمّهدوا جيداً لهذا الامر ، وكذلك فعلت الثورة الايرانية الفارسية عندما استفذت الجار العربي العراقي ؛ المُتخوف من إمتداداتها وأطماعها فدخلت معه في الحرب ذات السنوات الثمان الطاحنة، التي استنفذت كل الطاقات والموارد العربية والاسلامية، هذا ماعدا عن عدد الضحايا الذي فاق المليون إنسان، مما ألجأهم للإقتناع بما سلكه الاجداد عند تعثرهم في احتلال الأرض المحيطة فراحوا يفكرون بطرية أخرى ، تُمهد الطريق أمام غاياتهم دون وقوع المزيد من الخسائر في صفوفهم، فاستخدموا لهذا الهدف المتعاونين معهم في الأقطار من المؤيدين لهم والخارجين عن سلطان حكوماتهم ، ودعموهم بالمال والسلاح ، وأنشأوا المليشيات المسلّحه الارهابية الغارقة في الاجرام ، كالقرامطة وفرق الموت والحشاشين وغيرهم ؛ الذين أرهبوا الناس في كل مكان، لاسيّما حجاج بيت الله الحرام ،الذين أعملوا فيهم السيف وتقطعوا بهم الطرق وللعديد من السنوات ، وكذلك أغاروا على قوافل التجاره وزرعوا الخوف والفوضى في كل مكان ، وكذالك فعل الفرس الايرانيون في عصرنا الحاضر وهذا ماأود الحديث عنه في الحلقة المقبلة باذن الله
في إنشاء إمبراطوريتهم (4)
(الفرس الايرانيون هم صورة طبق الاصل للفرس الفاطميون ، مشربهم واحد ، ومنبعهم واحد، وأهدافهم واحدة، وحتى طريقة تفكيرهم واحدة، والفرس الايرانيون أخطأوا عندما أرادوا أن يحرقوا المراحل ولم يستفيدوا من دروس أجدادهم في التكتيك الفاشل الذي اتبعوه في بداية أمرهم للتوسع في البلدان ؛ فأرادوا تصدير ثورتهم والتوسع المباشر نحو الخليج ، عبر معركتهم التي اصطنعوها والتي طالت مع العراق ولم يقتنعوا بصعوبة الوصول الى المياه الدافئه إلا بعد أن أهلكوا الحرث والنسل وشلالات من الدماء سالت وتلال من الجماجم رُفعت ، ومع ذالك لم تُثنى عزيمتهم ؛ فهم يعملون بدأب لإنتاج السلاح النووي كي يكون رديفاً وسنداً لمخططاتهم المستقبليه لإعادة الكرّة من جديد ، كما فعل أجدادهم الفاطميين من قبل عندما فشلوا في اقتحام مصر مرتين -لإصابتهم بالغرور وقلة خبرتهم في ادارة الحروب-والتي قُتل فيها من الخلائق مئات الالاف ، مما دعاهم للعمل بصمت وتجهيز العده لمعركة الحسم ، للسيطرة على الرقعة العربية الواسعة، ليتمكنوا بعد نحو ربع قرن من دخول مصر ثم سوريا ومن ثم مقارعة الخلافة العباسيه في عقر دارها،التي أهكوها ببادئ الامر بأذرعتهم العسكرية من القرامطة وفرق الموت والحشاشين، فلم يسلم الصغير ولا الكبير من أذاهم ,وكان في طليعة المُستهدفين لديهم القاده والأمراء والعلماء الذين لم ينكّلوا بهم فحسب وإنما سلخوا جلودهم عن أجسادهم ثمّ مثلوا بهم وبعائلاتهم ومساعديهم ؛ وحُزّت الرؤوس وعُلقت على المباني، هذا ماعدا المُعارضين النشطين ، كما فعل الفرس الإيرانيين بقادتهم السابقين بعد تغلبهم بثورتهم ،ولم يستثنوا حتى الأبرياء منهم؛ وكل من خالفهم ، وكما فعل قرامطة سوريا الجدد بمعارضيهم وقادة سورية ، عندما ذوّبوهم بالاسيد ؛ بعد قتلهم صبراً ،فالحذار من الغفلة والسماح لهذه الحُثالات من تمكينها من حُلمها المُخيف باقامة إمبراطورية الفارسية على حساب أرض والعرض والأشلاء للأمة العربية والاسلامية، لذلك كان حديثي في هذه الحلقة ،لما وصلوا اليه بمشروعهم المتقدم في سوريا كنقطة انطلاق بغية السيطرة والاستحواذ والإنتشار،بعدما تحدثت فيما سبق عمّا فعله الفرس الفاطميين في الممهدات التي اتبعوها لإقامة امبراطوريتهم التي امتدت من المغرب العربي الى سوريا، التي يعتبرها الفرس الايرانيين البوابة للوصول الى غاياتهم في السيطرة على الارض والانسان في هذه المنطقة بأجمعها)
فمن أجل تنفيذ مخططهم والتقدم الى الأمام ، قام الإيرانيون الفرس في لبنان بشراء المزيد من الاراضي والعقارات عبر الوسطاء ، وبالسعر الذي يرغبه البائع ، مما رفع أسعار الاراضي فيها الى أضعاف مضاعفة ومثل ذلك فعلوا بسورية ،حتّى صارت العقارات في سورية جحيماً ، وبات حُلم امتلاك المنزل صعب المنال على معظم المواطنين السوريين،والذين لم يُدركوا هذه القصّه الا بعد أن قارب الموضوع على نهايته وشراء مايلزم من الاراضي الواسعه لتثبيت أنفسهم على الارض في المدن ،وفي أهم المواقع السوريه، عبر الشراء والأغراء ؛ ويوماً بعد يوم يتوسعون أكثر فأكثر،تماماً هي نفس الخطّة التي فعلها بني صهيون في فلسطين ، وهي نفسها التي اتبعها الفاطميون مع أهل المغرب ، عند أول وصول دعاتهم ومُبشريهم الى هناك، والذين قاموا على شراء الأملاك والتغرير بالعامّة من الناس عبر خدماتهم والأغراءات المالية التي كسبوها في العمليات اللصوصية على القوافل والقرى الآمنة ، حتى صار لهم من الأتباع مايستطيعون بهم من مواجهة الدول، كما هو حزب الله الأن ، ثم عظم أمرهم ، واستفحل خطرهم ، بعدما قتلوا من الخلائق الكثير الكثيرممن عارضهم ، الى أن استتبت ألأمور لهم ، وذهبوا بعدها الى إرغام الناس على التشيّع الفارسي ،وفرض الايمان بمهديهم عُبيد الله على أنه حجّة الزمان، وأن له الكرامات وحتى إحياء الموتى ، ومن رفض الإقتناع بذلك كان مصيره القتل والسلب والنهب والتعدّي،فاستفحل القتل في علماء المسلمين أولاً والقادة الأمراء ثانياً وكل مُعارضٍ ثالثاً حتى ثارت الفتنة الكبرى التي قتل فيها من الخلائق الكثير، وهاجت المغرب وأفريقية وماجتا ، حينها اقتنع مهديهم عبيد الله بوقف التشيع الفارسي ً كذلك فعل الخميني عند قيام ثورته في ايران وادعائة بأنه حجّة الله على الارض، وأنه يأتيه الوحي لإقامة مشروعه "خلافة ولاية الفقيه" ، ومثله نصر الله الذي ادعى التواصل الإلهي ، والنصر الإلهي والوحي الإلهي ، وكذالك أية الله بشار الأسد الذي ادعى أنه لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ، وكما أفهمه حاشيته بأن "خطأه صواب وظلمه عدل"
ولاأريد الاستطراد كثيراً في هذه المواضيع ، التي إن أردت الدخول اليها لأفردت لها الكتب الكبار، ولكنني سأضع دمشق هنا كأنموذجا لما يفكرون القيام به ، تمهيداً لوصولهم بأهدافهم الخبيثة الى نهايتها ،ثم سأتطرق الى بعض المناطق والمدن الأخرى السورية كاستشهاد سريع ؛للتدليل على سيرهم في مخططهم تماماً كما فعل أسلافهم من الفرس الفاطميون قبلهم، وسأجعل محطة وقوفي في هذه الحلقة دمشق قلب العروبة والتآخي والاسلام النابض، الذين يريدونها المركز لهم للإنطلاق نحو البلدان الأخرى انشر الشر وأفكارهم السوداوية ،تماماً كما فعل الفاطميون من القيروان مركزاً لانطلاقتهم نحو الأمصار والمدن والبلدات لغزوها في السابق ، ونشر موبقاتهم
وبناءً على ماتقدم استهدف الايرانيين الفرس سوريا لتنفيذ مشروعهم للانطلاق ً؛فابتدأوا من دمشق ، عبر شراء الكثير من العقارات والاراضي في وسط هذه المدينة وضواحيها ،وفي المناطق الحساسة فيها ،وخاصة المسجد الاموي الذي يعملون الان على السيطرة الكلّية عليه بعدما استولو على أجزاء مهمة فيه بدعوى وجود رأس الحسين بن علي رضي الله عنه ، وهم لازالوا يتوسعون في كافة اتجاهاته من الخارج ،بعد أن أصدروا الأوامر الى تابعهم بشار الأسد لتدمير حي العمارة الذي يقع شمال المسجد الاموي بدعوى إعادة تنظيمه ؛ لتطفيش الناس وإرغامهم على البيع لأسماء وهمية من وراءها ايرانيون ملليون وحرس ثوريون ؛تحت تهديد المصادرة وفقدان كل شيء في حال الأمتناع ، وهذا الحي الأثري المُحرّم دولياً هدمه والذي يحوي في داخله مسجد التوبه كأهم معلم تاريخي وديني سنّي ، والذي درّس فيه الشيخ العالم عبد الوهاب دبس وزيت لمدة ستين عام ، وهذا الحي ذا الأبنية القديمة والتاريخية ، والذي يسكنه السنّة أبّاً عن جد بات الآن مستهدفاً لتغير ملامحه من قبل هؤلاء الغزاة ،بعدما تملكوا جنوب المسجد الاموي وبمساحات واسعة ؛ وكذالك توسعوا في شرقه ليُوصلوه الى مقام السيدة رقيّة الذي جعلوا منه مزاراً ومسجداً على هيئة المسجد النبوي الشريف لإعطائه الأهمية الدينية واستحكموا بما حوله من كل الجهات بما يقارب الثلاثمائه الى الاربعمائه متر تقريبا ليجعلوا منها ساحات محُيطة مخصصة للنزلاء ليأتي اليها حجاجهم وقوافلهم للاقامة فيها على هيئة مستعمرة قابلة للتمدد، لجعلها مركزاً تبشيريا فارسياً رئيسياً تنطلق منه قوافلهم للغزو الفكري والعَقَدي في المنطقة،ولإيهام الناس والعالم أن هذه المنطقة في أساسها شيعية وأن الحقوق أُعيدت الى أهلها؛وهم الان يزرعون أنفسهم ومكاتبهم ووجودهم في أهم مواقع العاصمه ؛ وكذالك يفعلون في معظم المدن السوريه التي سآتي على ذكرها تباعاً ، ليقيموا عليها حُسينياتهم المستوردة التي لم يعهدها شعبنا من قبل، والتي تجاوز عددها المئات في سوريا ، ومنها مايزيد عن المئة والخمسون فقط في دمشق ، والتي نجد بداخلها وحولها كل الموبقات والممنوعات وبحماية النظام من بيوت الدعارة ، وكذالك مجالس التحشيش ومراكز التآمر على البلد والامة العربية والاسلامية .
فالذي يجري في سوريا اليوم، ليس قضية تشّيع ؛ وتغير في التركيبة السكانية فحسب؛ وانماهو مشروع يعملون على تنفيذه بكافة الصُعد الاقتصادية والعسكرية والحياتية لتحقيق أهدافهم التوسعية ويغطّونه بستار التشيع وحرية المعتقد ، بينما هم في بلادهم لايسمحون للملايين السنة بأي نشاط ولا ببناء مساجد لهم، وعلى سبيل المثال لايوجد في طهران وكثير من المدن الايرانية أيّ مسجد للطائفة السنّية التي قد يتجاوز تعدادها ربع سكان ايران، وكذالك لايسمحون بانشاء أحزاب سياسية أو دينية لغير ملّتهم ؛ وحتى لمعارضيهم من الشيعه لايسمحون، وبالتالي فكل الاقلّيات من العرقيات والطوائف هي مضطهدة عُرباً وأكراداً وايرانيون في الدولة الفارسية الايرانية ، فأي تسامح يدّعون فيما يريدون ، فقط لتمرير مشروعهم الخبيث ؛وعلى غفلة من الناس أجمعين
الفرس الإيرانيين على خطى الفاطميين
في إنشاء إمبراطوريتهم (5)
تمهيد :
" أشد أعداء الفرس هم الحكام والأمراء والعلماء ثم يتبعهم الأخرون من غير جنسهم ، والأخطر على الحكام المسلمين هم الموالين لبني فارس والذين يُدينون لهم بالمذهب من المتعصبين لهم ؛ وخاصةً ممن يتربعون بمناصب وزارية أو دبلوماسية ، ويلحقهم أهل المال الذين يُنسّقون معهم ويدعمون مشاريعهم ،وأول من انشق عن الدولة الزيادية في المغرب وباع حاكمها للدولة الفاطمية وقدّم لها التسهيلات ؛ هي هذه الطبقة من الموالين فهل ينتبه الحكام ممن حولهم من أمثال هؤلاء".
مقدمة :
( في الحلقة السابقه ضربت مثلاً عن الخطر الفارسي الايراني بما يمجّسوه في دمشق ؛ والتي أشرت فيها بوضوح ؛أنّ مايجري على أيدي مُبشريهم في عاصمة الخلافة الأموية يجري أيضاً في باقي مدن وقرى سورية؛ وهم الأن بصدد نقل تجربتهم الى دول أخرى ولكن ضمن إطار من السرّية المُطبقة ، فيشترون الأراض باسم المواطنين الموالين لهم ، ومثل ذلك يجري في دول الخليج ، حيث أن الأغنى فيها من أصول ايرانية ، ومنهم الوزراء والسفراء الذين الذين لايتوانون عن بيع حكامهم بأي لحظة لأسيادهم، وباسم البزنس والتجارة يتوغلون أكثر فأكثر ، وبحسب بعض التقارير السرّيه التي تؤكد على أن هؤلاء صار لهم صولة وجولة ، وصار القرار في كثير من الأمور بيدهم وبطريقة غير مباشرة عن طريق الإيحاء وهذا مايجب أن تتنبه له تلك الدول، لأن ذلك يُعتبر أولى الخطوات للتمكين لهم ، والتمهيد لمشروعهم الأمبراطوري الفارسي ، الذين قطعوا فيه أشوطاً مهمةً ببعض الأماكن عن طريق المشاريع والمال ؛وكذلك تحت ستار حب ال البيت سبيلاً للتشيّع؛ الذي اتخذوه كغطاء للتضليل من أجل التغيرفي التركيبة الديمغرافية في الأماكن التي يصلون اليها، لضمان الولاء الكامل لهم لساعة الحسم، مستخدمين في ذلك كل الوسائل الغير مشروعة ؛ والغير نظيفة، وعلى كل الصُعد الاقتصاديه والسياسية والحياتيه والعسكرية في بعض الاماكن، لتحقيق أهدافهم التوسعيه تحت ستارعناوين شتّى ، من حرية المعتقد ، وحرية الحركة ، بينما هم في بلادهم لايسمحون للملايين السنة بأي نشاط ، أو ببناء مساجد أو إلقاء خطب لصلاة الجمعة وغيرها، وكذالك لايسمحون عندهم بانشاء أحزاب سياسية أو دينيه لغير ملّتهم ؛ أو لمعارضيهم من الشيعه ، وبالتالي فكل الاقلّيات من العرقيات والطوائف هي مضطهده عُرباً وأكراداً وايرانيون من السنه ، كما كان عليه الحال في عهد الفرس الفاطميين الذين أضطهدوا من سواهم ؛ في عباداتهم وأفعالهم وحتى في مأكلهم، حتى وصل الحال مع بعض حُكّامهم الى قتل من ذهب لأداء فريضة الحج الى مكة المُكرمة بدلاً من أداءها حول قصره ، عندما ادّعى الألوهية وأمر الناس بعبادته).
ومتابعةً للحديث عمّا قدّمه الايرانيون الفرس من الإغراءات والعطايا المادية في سورية بهدف تنفيذ مشروعهم الذي صار قريب المدى ، بعد أن استطاعوا أن يتوغلوا في المجتمع السوري ؛ وإحداث التغير في بعض بنيته عبر مشاريعهم التبشيرية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والعسكرية ؛ والتي تجاوزت قيمتها المئة مليار دولار، والتي تتضمن أمور الدعوه والارشاد والثقافة الشيعية الفارسية التي يشرف عليها كبار الملالي والدعاة الايرانيين عبر مُبشريهم، وإنشاء الجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء لتحويلهم تحت هذا الغطاء الى التشيع ، وكذلك مشاريعهم في مجالات الصحة وخدماتها التي تجاوز نشاطهم فيها المئتين مستشفى ومستوصف واعتمادها كمراكز للتبشير ، والتي يقومون فيها بإعطاء العلاج المجّاني والمساعدات المالية ؛ مصحوبتين ببعض النشرات التبشيرية ومن ثمّ المتابعة الى البيوت لمن يجدون منه التجاوب تحت التأثير العاطفي لما يُقدموه للناس.
وكذلك هو نفس الشأن مع بقية مشاريعهم ذات البُعد الاستراتيجي ، والتي تجاوز عددها عمّا يزيد عن المئة مشروع استثماري واقتصادي ،ومنها مصانع السيارات ومصانع الإسمنت التي هي تحت الإنشاء في مناطق حمص وحلب ودمشق وحماة ، وشركات بناء لمناطق سكنيه كاملة برأسمال ضخم في معظم المدن والقرى السورية، هذا بالإضافه الى الخبراء الايرانيين في كل المجالات موزعين على المؤسسات المدنيه المختلفه ، وكذلك القطاعات العسكرية، المليئة بالحرس الثوري الايراني الذي أنشئ عام 1979 والذي من مهامه دعم المنظمات والأذرعه والهيئات العسكرية الموالية لنظام قم ، فأُدخل الخبراء العسكريون الايرانيون في معظم المعسكرات ،وقاموا في الفترة الاخيره بتوزيع بطاريات صواريخ في محيط دمشق ومضادات للطيران والاطلاق، حتى أُطلق على سورية لقب القاعدة العسكرية المتقدمه لنظام طهران.
و شهدت سورية هجمه ايرانية شرسه في كافة القطّاعات الحيوية، وحتى الإدارية لم تسلم منها ، ولاتزال الانشطة الايرانية بازدياد واضطراد واضح ، ولايزال الباب مفتوحاً أمامها على مصراعيه من أداتها الحاكمة في دمشق، وما زالت تكسب المواقع وتثبت أقدامها ا أكثر فأكثر ، وتسير قُدماً في مخططها نحو حلمها المنشود ، في تشيد صرح الامبراطورية الفارسية تحت مُسمّى خلافة ولاية الفقيه ، على نمط خلافة الامبراطورية الفارسية الفاطمية المقيتة ، التي وصلت هي الأخرى تحت ستار التشيّع وحبّ أل البيت والإغراءات ثم المجازر لمن خالفها أو تناولها بسوء ، حتى قيل عن مؤسسها عُبيد الله السفّاح وتوارث حكامها الباقون هذا اللقب بكل اقتدار، فكان أحدهم عندما يأوول الأمر إليه ، يُضحي بعشرات الألاف من أبناء الشعب ، لزرع الرعب والخوف في قلوب المواطنين ، ولكي يهابه الناس ، هذا ماعدا التصفيات للبعض ممن هم من العهد القديم الذي يشكّ في ولاءهم ، أو من أيد من الوزراء والمُستشارين وصول غيره
ونفس الحال ينطبق على البويهيين الفرس الذين عاثوا في الأرض فساداً واجراماً ، وقتلاً للشعب والحكام والخُلفاء والعلماء الذين مُثل بهم ، وسُملت أعينهم وقطّعت أجسادهم وأُهينوا وجوُّعوا ، وبعضهم مات ظمئاً من العطش ، وغير ذلك من الأفانين التي ذكرها التاريخ ؛ ونقلها لنا بدقّه ، والتي تشمئز لذكرها النفوس ، وتقشعر لهولها الأبدان ، لذا سأمتنع عن ذكرها جميعها ؛ واكتفيت بالإشارة لبعضها، ومايجري في سجون الداخلية العراقية من أتباع ايران وأعوانهم ، وسجون الأسرة الحاكمة في دمشق بما يمُائلها في الجرائم والأعتداءات على الإنسان ، الذي خلقه الله مُكرماً ، وسخر له السموات والأرض لخدمته، ثمّ تأتي هذه الحُثالات لتسحقه ، وتُهين كرامته وتمسخه ليكون مسخاً لها
وبعد هذا العرض يأتي السؤال الأهم ؟ عن الوضع والمآل التي ستكون عليه أُممنا وشُعوبنا فيما لو نجحت مخططات الفرس الإيرانيين واستحكموا في رقاب العباد واستولوا على البلاد وذالك على فرضية انه تم التهاون في التعامل مع مايُدّبرون ، فللجميع أقول: عليكم أن تقرأوا التاريخ جيداً لتجدوا ماقدمته لنا الأمم المثيلة لبني فارس الايرانيين ، من الفرس الفاطميين والبويهيين والصفويين والقرامطة وفرق الموت من الحشاشين والعبيد وغيرهم من المآسي والأحزان والألام والتخلف والجهل والاستعباد والظلم والقهر وسفك الدماء على أتفه الأشياء، وحينها فقط لاتلوموا أحداً بل لوموا أنفسكم لتقصيركم ونومكم كما نامت الأمم التي قبلكم ، وحاق بها مالم يكن بالحسبان.