حادثان مفرح ومحزن وقعا في بلادنا
محمد هيثم عياش
شهدت منطقتنا خلال الايام الثلاثة الماضية حادثين مفرح ومحزن ، ودعونا نبدأ الحادث الحزين وهو استيلاء الجيش اللبناني على مخيم نهر البارد في مدينة طرابلس اللبنانية وسقوط عدد لا يحصى بين قتيل وجريح من بينهم قائد ما كان يسمى بتنظيم فتح الاسلام شاكر العبسي ، ونحن لا نعرف الكثير عن هذا التنظيم بالرغم من تقارير للصحافة العربية تتفاوت بين الغموض والوضوح اذ تبقى تكنهات فقد ذهب سر هذا التنظيم مع صاحبه ، الا أن الفرحة التي غمرت سكان تلك المنطقة التي ظهرت عبر شاشات الرائي فهي محزنة أكثر من الحزن على سقوط القتلى والجرحى ، لقد كنت عند أحد الاصدقاء من العرب الذي يملك جهاز رائي يستطيع من خلاله مشاهدة جميع القنوات الفضائية العربية ، وأنا لا أملك هذا الجهاز ورايت الناس وهم يرقصون ويرفعون الاعلام اللبنانية ويوزعون الزهور على المنتصرين ، ربما يكون هؤلاء الراقصون على حق لانهم عانوا من مشاكل لا نعرفها الا أن الفرحة بالقضاء على ما يسمى بفتح الاسلام شماتة بنا ، لقد وصف بعض الناس العبسي وغيره بالارهاب ، علما ان الجيش اللبناني لم يكن باستطاعته إحراز أي نصر على هذا التنظيم بدون مساعدة الولايات المتحدة الامريكية التي أرسلت الى الجيش اللبناني وأثناء محاصرته نهر البارد أسلحة ومعدات عسكرية لم ترسلها عندما كان الجيش اللبناني بحاجة ماسة للاسلحة أثناء الحروب التي وقعت مع الكيان الصهيوني .
ان كل من يضفي على تنظيمه صبغة الاسلام يثير الرعب في قلوب الولايات المتحدة الامريكية والانظمة المتعاملة مع واشنطن ودول في أوروبا ، رفع البوسنيون وأهالي الكوسوفو أثناء دفاعهم عن انفسهم راية الاسلام فأصاب الهلع الغرب وبذلوا جهودهم بالاستهزاء بالمسملين بتقسيم بلادهم . اتهمت بعض الدول سوريا بدعم تنظيم فتح الاسلام ولكنهم نسوا بأن النظام السوري كان أول من حارب الجماعات الاسلامية فهل نسيتم مذابح النظام في تلك الدولة بسجن تدمر وإبادتهم اكثر من ثلاثين الف شخص في مدينة حماة ومخيمات تل الزعتر وغيرها ؟ وما أن أعلن الجيش اللبناني استيلائه على مخيم نهر البارد أعرب النظام السوري عن فرحته ومباركته للنصر الذي أحرزه ذلك الجيش وأعلن وزير خارجية ذلك النظام وليد المعلم بأن العبسي وجماعته ارهابيون وان سوريا كانت تبحث عنهم فمثله كمثل الشيطان اذ قال للانسان أكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني اخاف الله والله شديد العقاب ، ان الرقص والفرح الذي صحب بالقضاء على تنظيم فتح الاسلام شماتة بنا لأنه يحمل صبغة الاسلام بالرغم من أننا لا نعرف الكثير عنه .
أما الخبر السار والمفرح الذي كان علينا أن نرقص له ونغني إخلاء الجيش البريطاني مدينة البصرة ، فهذا الاعلان دليل واضح على هزيمة بريطانيا وهزيمة الولايات المتحدة الامريكية في العراق وبداية النهاية للتحالف الغربي ضد منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط والعالم الاسلامي برمته صدقوننا أن ما ترونه من جحافل جيوش الغرب في المنطقة انما هي أكثر غثاء منا وربما تقولون انهم مجتمعون ضدنا ، انهم مجمعون على محاربتنا ولكن قلوبهم شتى وأطماعهم في منطقتنا متفاوتة ومتناقضة والحملات الصليبية التي جاءت بعد تحرير الاقصى أكبر دليل فقد فشلت جميعها جراء الخلاف بينهم وبالتالي لمكائد الله بهم وتأكيده بأنه لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا .