أريد مليون دولار فقط
ريما عبدالقادر - غزة
أريد مليون دولار فقط...أتمنى أن يكون الأمر بشكل عاجل..نعم مليون دولار ..أتمنى ان لا يسخر أحد فهذا المبلغ بداية لأمنيات مبالغ أكبر من ذلك بكثير.
قد يسأل أحد لماذا هذا المبلغ؟؟ وقد يتبع هذا السؤال تبادر الأذهان إلى الرغبة في شراء بيت كبير، أوحتى سيارة، أوعلى الأقل لشراء قطعة أرض، أو شقة لمكتب العمل.....لا بالمطلق الأمر لا يتعلق بهذه الأمنيات لا من قريب، أوحتى من بعيد، واعتقد أيضا أن من لم يجعل هذا المبلغ لذلك اعتقد أيضا أنه لا يفكر في وضعه في البنك.
هذا الأمر يدل على أشياء أكبر من ذلك بكثير خاصة بالسنة الحالية وما تحمله من أوضاع مختلفة سواء في غزة أو في باقي جسد فلسطين.
بصراحة كثير ما كنت أتمنى أن امتلك هذا المبلغ وكل يوم تزيد هذه الرغبة في داخلي هذا التفكير نبع كلما ذهبت مكان في غزة وأيضا أثناء السفر خارج غزة، كنت انظر لمن هم حولي أشعر بهم قبل أن أسمع منهم خاصة حينما أقوم بإجراء تقارير صحفية ميدانية فكثير ما أتمنى أن أغير من حياة الكثير من الناس.
وهذا الشعور يزداد حينما أسمع أحلام ناس تتمنى أشياء بسيطة جدا فأذكر مرة أثناء الذهاب لإعداد تقرير عن عزبة عبد ربه شمال قطاع غزة وجدت عائلات جعلت من النايلون وألواح الزينكو بيوت لهم، فكان البرد يحيط بهم والأمطار تدخل بكل سهولة والأطفال لا يجدون أدنى شيء من الاحتياجات اليومية...كنت أتمنى أن اقدم لهم شيء يسعد قلوبهم كنت أتمنى أسعد قلوب الأطفال التي كانت تتحرك بالبرد وطفلة كل ما تتمنى هو الحصول على طاولة لكي تكتب عليها واجباتها المدرسية لكن ليس لي أن أقول غير " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
وكنت كثير ما أسمع وأشاهد بناظري حالات أصعب من ذلك بكثير ..كنت أقول:" أين العالم من الذي يحدث في غزة ..أين العالم من برد الأطفال ..أين العالم من ألم الصغار....أين ..أين ..أبن؟؟".
كل يوم تزيد هذه الرغبة بالحصول على مليون دولار هذا المبلغ بسيط جدا مقارنة من الذي يحدث في غزة.
اتذكر مرة أحد الزملاء سألني ما هي امنياتك وطموحاتك لعام 2010؟؟ كنت في ذلك الوقت خارج الأردن هذا السؤال أورد في عقلي شيء من التفكير هو الحصول على مليون دولار.
قد يرى البعض أن هذا المبلغ كبير جدا رغم أني أجده صغير جدا خاصة حينما يتم التفكير الذي يحمل المنطق، فمثلا إذا جاء مليون مسلم وعربي تبرع كل واحد منهم في دولار فقط فبذلك سيكون المجموع مليون دولار، وإذا قدم كل واحد 10 دولارات فسيكون المبلغ 10 مليون دولار.
فمن خلال هذا المبلغ يمكن إقامة مشروع تنموي سواء في غزة أو حتى بأي بلد عربي أعتقد أن 10 مليون دولار قادرة على تحريك عجلة الاقتصاد بعض الشيء وإذا تحركت وكانت نية العمل خالصة لله تعالى فإنني متيقنة أن عجلة العمل لن تتوقف.
اعتقد أن غزة لا تحتاج فقط غذاء أو حتى ماء فقط فأبناء غزة ليس مثل أحد من بني البشر فهم أكبر بكثير من أجيال لا تعلم عن مايدور حولها.
اعتقد أن من يقدم الشهداء والجرحى والأسرى أكبر بكثير من أن ينتظر مساعدات من أحد، غزة بحاجة لوقفة إسلامية وعربية صادقة ...غزة بحاجة إلى كسر الحصار وفتح المعبر العربي قبل المعابر الأخرى ..غزة بحاجة إلى الضمائر التي تعرف الله عزوجل..غزة بحاجة لمن يقاطع التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا ..غزة بحاجة إلى دعوة صادقة تخرج من أنفاس صادقة.
لا أعلم لماذا حجم هذا الصمت العربي والإسلامي المشكلة أن الأمر لا يتعلق في غزة فحسب بل القدس بل كل جسد فلسطين.
كثير ما كنت أشعر بالألم حينما أسمع نائب أو حتى مواطن عادي يختم كلامه في مؤتمر أو بأي شيء أخر نناشد الأمة العربية والإسلامية....كنت أقول في نفسي هل يمكن أن تجدي هذه المناشدات؟؟؟