المرعوبون

والشيخ حمد يدري!!!!!

عامر عثمان

[email protected]

أتابع برنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة كل أسبوع. يشدني إليه أكثر أن يكون ضيف الحلقة الشيخ يوسف القرضاوي. نجد، نحن أبناء جيل للإسلام مودعين في شخصية الشيخ ظلال كل العلماء الذين أتاحت لنا فرصتنا الحياتية أن نجلس بين أيديهم، أو أن نتعرف عليهم.

وتحت إرهاب صور مخيفة، انفردت قناة الجزيرة مشكورة ببثها عن هياكل للمسلمين في قرى نيجيريا، على وجه الانذار للمسلمين كلهم كي يكونوا مؤدبين جاء عنوان الحلقة عن التسامح منسجماً. التسامح المطلوب عالميا من الضحية في مقابلة الجلاد ؟ هذا هو منطق  القوة المعكوس..

سارت الحلقة كما هو مطلوب منها. وصال فيها الشيخ يوسف وجال بما فتح الله عليه من خزائن العلم والحكمة كنت طوال الحلقة أتابع مقدم البرنامج الشاب المؤدب عثمان عثمان فألحظ عليه ارتباكا خفيا صفرةً في الوجه ارتجافاً في الأنامل قلقاً في نبرة الصوت، توجساً وترقباً  بدا كل ذلك منذ شرع الشيخ حفظه الله كما هي عادته بنعي وتأبين بعض علماء الإسلام.

ثم لم يلبث الأستاذ عثمان أن شعر أن الهم قد انزاح عن صدره، حين أعلن للشيخ انتهاء الحلقة قائلاً: سيدي في دقيقة واحدة أخبرنا عن...، وطرح سؤاله مسترسلاً في الحديث عن موضوع الحلقة.

ولكن الشيخ قطعه بنبرة جازمة، معلناً له، بعض ترتيبات البرنامج المتفق عليها قبلا، أن يكون هناك حديث عن التصريح السيء للمفتي السوري د. أحمد بدر الدين حسون وقوله: (لو أن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أمرني بالكفر بالمسيح أو بموسى لكفرت بمحمد..)

وعلق الشيخ أيضاً بما فتح الله عليه بشأن التصريح قائلاً: إن هذا التصريح لا يقبل من رجل في مقام المفتي. وأن هذا الكلام لو صدر عن رجل من عوام المسلمين لأنكر عليه..

وأن رسول الله قد أمرنا حقاً أن نكفر بعيسى كما هو حسب تصور المسيحيين، وبموسى كما هو حسب تصور اليهود. وأن نؤمن بهما على النحو الذي أخبرنا الله عنه على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. في كلام يمكن أن يراجع بدقة على موقع الجزيرة..

إن تصريح السيد حسون، ليس هو موضوع هذه الكتابة. وإنما موضوعها هذا الرعب الذي بدا على وجه السيد عثمان وموقفه أمام حديث الشيخ عن التصريح. أو عن شأن يخص سورية!!

موضوع هذه الكتابة يتناول: الرعب الذي يصيب الإعلام العربي أمام واقع المسلمين في سورية، الذين ينتمون إلى أمة العرب، عصباً ورحماً وإلى أمة الإسلام العربي دينا ومذهباً.

الشعب السوري بجمهوره في بواديه ومدنه وقراه هو جزء من شعب الجزيرة. يرتبط بقبائل عدنان وقحطان، أصوله يمنية وقيسية ومنابته من هناك حيث انتشرت ذرية الجد العربي من تهامة أو من نجد.

الشعب السوري يربطه ببني هاشم كما بآل سعود كما بآل ثاني عصب ورحم، وهي رابطة تجعل من غير المفهوم أو المفسَّر عند الكثير من أبنائه، هذا التجاهل التام لمعاناته.

. لا يهمنا أمر الموظف الدمث عثمان عثمان ولا المدير الناجح وضاح خنفر، ولا مقدمي البرنامج أو النشرات (فيصل القاسم) و(سامي كليب) و(لونا الشبل) و(لينا زهرالدين)، تأملوا ، ولا مدير الأخبار لا يخفي شماتته بما ينزل في الشعب السوري (أحمد الشيخ) والذي ينحاز في كل خبر يختاره ضد أبناء  سورية...وإنما يهمنا المواطن العربي المضلل ونريد أن يعلم هذا المواطن العربي حقيقة ما يجري في سورية على الدوام، لا أستطيع بما أكتب هنا أن أصل للمواطن العربي ولكنني سأشرح ما استطيع وهو موضع أمل ورجاء، ولأبين له كيف يراوغون عن مبدأ ومهنية الرأي والرأي الآخر إلى حقيقة القطر والقطر الآخر.

 أتساءل الآن وعلى رؤوس الناس كيف كان سيتعامل العاملون في الإعلام العربي وفي الجزيرة مع (التصريح) موضع الشاهد لو أنه صدر عن شخصية مصرية مثل شيخ الأزهر مثلاً!!!

حين يسمع المواطن العادي في سورية قناة الجزيرة وطاقمها المحترم يرصد خبر انسداد حوض مغسلة في أحد سجون الأردن مثلاً. ويتساءل الناس هنا من شمال سورية حتى جنوبها، قناة الرأي والرأي الآخر هذا ألم تسمع بسجون عدرا وصيدنايا!! ومن قبل المزة وتدمر وفرع فلسطين

وحين تقرع طبول الحرب على قناة الرأي والرأي الآخر من أجل خبر تافه أو خيمة احترقت في أقصى الشمال والجنوب، يتساءل أبناء العصب والرحم في سورية عن مكانة مئات الألوف من الأكراد يعيشون بلا انتماء على أرضهم والأكثرية العربية وهي تقبل مكانة وحقوق الأقلية في نجع كفر حمادي المصرية حيث يذبح أولئك المستضعفون على أيدي الخارجين على القانون فقط بينما المسلمين في سورية يذبحون بالقانون.

حتى الشيخ المسكين الشيخ (كوكي) الذي استدرجه فيصل القاسم وأغراه، حتى صب جام غضبه على شيخ الأزهر، في تسعير حرب الجزيرة ضد الحكومةالمصرية خذلته الجزيرة وخذلت أمه وأباه وزوجته وأولاده يعلم أولاده أن كلمة واحدة من الشيخ حمد أو برنامج واحد من قناة الجزيرة كان يمكن أن تطلق سراح أباهم.

فقناة الجزيرة تبنت قضية مراسلها السوداني وكانت تعد له الساعات في أسره. وشكر لها العرب جميعاً هذا. والشيخ كوكي الذي تورط في أحد برامجها هو باعتبار ما أحد مراسليها. فلماذا تم نسيانه لماذا لا يعاود فيصل القاسم طرح قضيته من باب أو من شباك. لماذا لا يقوم الشيخ حمد بمهاتفة صديقه بشار ليطلق سراح الرجل المظلوم ولماذا يرسم برنامج (بلا حدود) حدوده حول الجغرافيا السياسية لسورية فلا يقاربها بتوضيح أو تصريح حقيقي .

المضحك المبكي أن السيد علي الظفيري مقدم برنامج القناة الجديد، عندما طرح عنوانه في العمق. وكانت براعة استهلاله عن (الطائفية) في العالم العربي، واستضاف في البرنامج المناضل العربي عزمي بشارة الذي استضافه ثلاث مرات خلال أربع لقاءات. قال السوريون البسطاء اليوم سينصرنا (الشيخ علي الظفيري) نصراً مؤزرا. فإذا الرجل يصعد ويهبط ثم يجد الطائفية في كل متر مربع في العالم العربي، إلا في سورية!! بالله عليك يا صاحب الرأي والرأي الآخر هل يثير  الضحك هذا أم يثير البكاء والرثاء، تخينة كتير موهيك ..

من يرقص على أنغام من؟؟ ظل السؤال حائرا حتى سمعنا عن غير طريق الرأي والرأي الآخر أن مشاركين يهود شاركوا في حفل موسيقي في الدوحة،  وهيك الحكاية ما عاد بدها سؤال...

مرة كان عندنا في حمص يوم الأربعاء الساعة الرابعة والربع ضيف قطري وبدأ واحد من جيرانناا يحدث الضيف القطري  عن هموم الناس في سورية والرجل ينتفض ويسترجع ثم مال عليه صاحبنا وهمس بأذنه بكلمتين.. هب الرجل واقفا وهو يستعيذ بالله وسأل بلهجته البدويةالبسيطة: والشيخ حمد يدري!!

أحببنا أن نحول الكلمتين والسؤال ومشاركة اليهود أصحاب الفسفور الأبيض في مناشط دولة الجزيرة إلى برنامج الأستاذ ضو النعيم  ما وراء الخبر: للجواب على السؤال الشيخ حمد يدري؟؟؟؟؟