رسالة مفتوحة إلى الشيخ يوسف القرضاوي

حول اعتقال المنشد الكبير (أبو راتب) في أمريكا

المنشد أبو راتب

نجدت لاطة

[email protected]

قام الأمن الأمريكي مؤخراً باعتقال المنشد الكبير (أبو راتب) متهماً إياه الاتصال بحركة حماس والإرهاب وما شابه ذلك.. والمنشد أبو راتب ينتظر الآن المحاكمة بعد أن وكّل محامياً للدفاع عنه.

 وإذا كنا نريد أن نكون عمليين أكثر ولا ننتظر تقرير تلك المحاكمة فأنا أقترح على الشيخ يوسف القرضاوي أن يقوم بإرسال رسالة شخصية باسمه وباسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى الرئيس الأمريكي نفسه ويطلب منه الافراج عن المنشد أبو راتب دون انتظار نتائج المحكمة.

 وقضية التوسّط لدى الكبار يحدث كثيراً في الحياة السياسية، ويؤتي نتائج جيدة أفضل بكثير مما هو متوقع. فمثلاً: طلبت بنازير بوتو طلباً شخصياً قبل سنوات من الرئيس الأمريكي التوسّط لدى الرئيس الباكستاني للافراج عن زوجها الذي لديه مشكلات مالية مع الحكومة الباكستانية، وبالفعل فقد أُفرج عن زوجها بعد فترة قصيرة جداً من ذلك الطلب.

 ومثال آخر: طلب الرئيس الأمريكي السابق كارتر من المرشد العام للإخوان المسلمين عمر التلمساني في عام 1979 التوسّط لدى الإمام الخميني للافراج عن الرهائن الأمريكيين المعتقلين في إيران، فوافق المرشد العام على هذا التوسّط، ومن ثم سافر إلى النمسا وذهب إلى السفارة الإيرانية وتحدث مع السفير الإيراني من أجل أخذ التأشيرة للسفر إلى إيران، ولكن السفير الإيراني أبلغه أن الحكومة الإيرانية تعتبر كل مَن يتوسط أو يتحدث بشأن الرهائن الأمريكيين عميلاً لأمريكا، فرجع المرشد العام إلى مصر وأخبر السفير الأمريكي بما حدث معه.

 وأظن أن الرئيس الأمريكي أوباما سيلبي طلب الشيخ يوسف القرضاوي، لأن الشيخ يوسف القرضاوي له مكانة دينية مرموقة ومعروفة لدي الجميع حتى عند الدول الغربية، والكل يعتبره الزعيم الفعلي للإسلاميين في العالم. وبالإضافة إلى أن الرئيس الأمريكي ـ كما هو معروف عنه ـ يحاول جاهداً أن يخفف التوتر بين بلاده وبين شعوب العالم بعد أن شوّه الرئيس الأمريكي بوش صورة بلاده عند معظم شعوب العالم لا سيما المسلمين منهم.

 وأرجو أن لا يقول البعض أنه لن يقرأ الرئيس الأمريكي تلك الرسالة، وبالتالي لن يُفرج عن المنشد أبو راتب، لأن رؤساء الدول الغربية يختلفون عن رؤسائنا في الدول العربية، فالرسائل الشخصية من قِبل الناس تصل إليهم ويقرأونها، بل ويجيبون عليها. فمما أذكره أن الكاتبة نوال السباعي المقيمة في إسبانيا أرسلت ـ أيام الرسوم الدانماركية ـ رسالة شخصية إلى رئيس الوزراء الإسباني تبدي رأيها في تلك الرسوم، فقرأ رئيس الوزراء تلك الرسالة وأرسل إليها رداً على ذلك وشكرها على رسالتها.

 فالذي أريد أن أقوله أنه يمكن جداً أن تؤتي رسالة الشيخ يوسف القرضاوي نتائج طيبة. أليس هذا أفضل من أن نقف مكتوفي الأيدي ولا نفعل شيئاً لهذا المنشد الكبير الذي لطالما شحننا إيمانياً بأناشيده الجميلة.

 ورسالة أخرى إلى المنظمة الأمريكية ( كير )

 ويمكن أيضاً أن تقوم المنظمة الأمريكية (كير) التابعة للجالية الإسلامية في أمريكا والتي يرأسها الدكتور نهاد عوض بإرسال رسالة أيضاً إلى الرئيس الأمريكي حول اعتقال المنشد (أبو راتب)، فتكون رسالة المنظمة كنوع من التوكيد على رسالة الشيخ يوسف القرضاوي..

 بل ويمكن أيضاً أن يرسل المجلس الإسلامي الأوروبي رسالة ثالثة إلى الرئيس الأمريكي أيضاً.

 فلعل هذه الرسائل ـ مجتمعة ـ تؤثر في الرئيس الأمريكي فيفرج عن المنشد (أبو راتب).

 أما أن ننتظر نتائج المحكمة الفدرالية التي تبحث عن أية ذريعة للإيقاع بالإسلاميين فلا أظن أن قرار المحكمة سيكون في صالح منشدنا الكبير. وهذا ما حدث مع مراسل الجزيرة تيسير علوني، فقد نصحه الكثيرون بعدم الذهاب إلى إسبانيا وعدم تسليم نفسه إليهم، ولكن الأخ تيسير علوني قال بأنه متأكد من أنه بريء وأنه ليس عليه شيء، فذهب إلى إسبانيا وسلّم نفسه إلى السلطات الإسبانية، فكانت النتيجة أن حكمت المحكمة عليه بالسجن سبع سنوات.

 مكانة المنشد ( أبو راتب ) في النشيد الإسلامي

 لا بد أن أنوّه إلى أهمية منشدنا (أبو راتب) في النشيد الإسلامي السابق والحالي، فأقول إن منشدنا هو أبو النشيد الإسلامي، ولولا جهوده الكبيرة لَما كان النشيد كما هو عليه الآن من الانتشار والاتساع. فمنذ بداية ثمانينيات القرن الماضي والمنشد أبو راتب يحمل بمفرده عبء النشيد الإسلامي، فما من بلد عربي أو أجنبي إلا وأبو راتب هو المحرك للنشيد فيه، فكم درّب منشدين كانوا في أوائل الطريق، وكم أخذ بأيدي منشدين مبتدئين وقدمهم إلى الجمهور الإسلامي، وكم من مهرجانات ضخمة كان أبو راتب وراءها، وكم مسابقات هنا وهناك كان لأبي راتب طرح فكرتها، بالإضافة إلى تكوين رابطة الفن الإسلامي التي يرأسها ويديرها. فالمنشد أبو راتب هو لولب النشيد الإسلامي، مع احترامي للمنشدين الكبار الأوائل، ولكن لا بد من رد الفضل لأهله.

 فأرجو ونحن نتحرك للتضامن مع منشدنا أن يكون تحركنا على حجم مكانة أبي راتب في النشيد الإسلامي.