مثل ما أشربوا الخميني

محمود أحمد الأحوازي

هل يمكن للعرب أن يجبروا خامنئي على شرب كأس سم ؟

محمود أحمد الأحوازي

[email protected]

العدل والحق يحتاجان لسيف يحميهما، هذا كلام قيل قبل أكثر من 1400 عام ومازال ساريا فعال وسيبقى هكذا، حيث ان المتجاوزين الذين لا يرون خطيئة في تجاوزاتهم على حقوق الآخرين، لا تردعهم آليات أخرى غير القوة، وبهذا يمكن القول ان ميزان العدل يقاس بميزان القوة عند الأطراف التي تريد تطبيق الحق، ومن أجل الوصول الى سلم دائم وعدالة سارية، لابد وان نتسلح بقوة تحمي لنا السلم، وتجبر المعتدي على التراجع عن تعدياته وتجاوزاته.

اليوم، و الخطايا والتجاوزات والتخريب والمجازر والتوسع والتمدد الإيراني وصل ذروته، اليوم والنظام العنصري في ايران بعد سلخ الأحواز من الوطن العربي احتل الجزر الثلاث للإمارات العربية، اليوم وبعد ما سيطرت إيران بالقوة على نصف شط العرب وعلى بعض آبار النفط العراقية وتسببت لقتل أكثر من مليونين عراقي بتدخلها وبمليشياتها ومتفجراتها، اليوم وإيران خلقت من لبنان آلية تساوم مع أمريكا على حساب سيادته و استقراره وعلى حساب العرب، اليوم وسورية أصبحت محافظة تتحكم في صغيرتها وكبيرتها ايران وتعتقل الأحوازيين في سورية مثل ما تعتقلهم في الأحواز المحتلة، اليوم والتدخل الإيراني في اليمن تسبب لحرب أهلية داخلية أولا وحرب حوثية- سعودية ثانيا ومساندة حوثية- إيرانية للقاعدة ثالثا، وذلك الى جانب محاولة تقسيم اليمن وتهديدات مستمرة آخرها أطلقها رئيس أركان الجيش الإيراني بتهديده للدول التي تتدخل في شأن اليمن!، اليوم وإيران تطالب بالبحرين ولا نعرف متى تنفذ تهديداتها تجاه الشعب البحريني، اليوم والدول العربية من الكويت والإمارات العربية المتحدة والمغرب وجزر القمر وغيرها تتحدث عن تدخلات ايران في شؤونها الداخلية، اليوم والقوة الإيرانية أصبحت قاب قوسين أو أدنا من التدخل المباشر في مصر والسودان عن طريق البحر الأحمر، بعد ما بنت لنفسها قاعدة بحرية للتدخل وغواصاتها تجوب البحر الأحمر،  اليوم و.....

وبعد هذا كله،  اليوم حان وقت سل سيف الحق والعدالة والقوة لإيقاف كل هذه التجاوزاتّ الإيرانية التي لن تتوقف إن لن توقف!

المحير في أمر العالم العربي ودوله الصغيرة والكبيرة هو ان كل منهم يحاول إبعاد الشر الإيراني عنه بطريقته الخاصة وحسب تصوره عن كيفية التعامل مع ايران، في الحال ان هذه الحلول ثبت فشلها و السكوت المطبق من بعض الدول العربية على تجاوزات ايران على بعضها الآخر، رفع من وتيرة التدخلات و استغل استغلالا سيئا من قبل القادة الفرس الإيرانيين ولم يرضي الحاكم الإيراني، ومحاولة التقرب المنفردة لبعض الدول العربية من ايران لن يجدي نفعا، ولن يشفع لهذه الدول وهاهو العراق وحكامه حلفاء لإيران تتمزق جثث أبنائه يوميا بالمتفجرات الإيرانية، أليس حكام العراق أصدقاء وحلفاء وكثير منهم عملاء لإيران؟ مستقبلا، إن لن تتمكن الدول العربية من إيقاف التوسع الإيراني، فلن يقتصر التطاول الإيراني على الكويت والبحرين و... فقط، بل وسيطال عمان وقطر أيضا مستقبلا ويمكن قبل غيرها، بسبب فرصة التدخل فيها في ظل العلاقات الودية، مهما حاولت الدولتان التقرب والمصافحة، ومن لا يعي هذا، فهو مازال في نومه الشتوي الطويل حتى يأتي ربيع التدخل الإيراني في بلده ويرعبه!

لا شك اننا لا نقترح على الدول العربية ان تجيش جيوشا وان تحاصر ايران برا وبحرا وجوا وان كان رفع مستوى الدفاع الوطني لكل دولة عربية ومستوى الدفاع الإقليمي والقومي لكل الدول العربية أصبح مطلوبا، لكنا نعيد طرح ما طرحه عشرات المحللين والقوميين والوطنيين العرب لمواجهة التمدد الإيراني مرات ومرات، حيث يتفق الجميع على ضرورة التحرك العربي وقبل فوات الأوان باتجاه الداخل الإيراني ومواجهة ايران في قعر دارها،  وللعرب في هذا قوة في الداخل الإيراني، قادرة على إجبار ايران وخلال فترة قصيرة على الإذعان لصوت الحق، لكن هذه المرة من منطلق قوة التدخل وليس من منطلق نجاح الحوارات والمحادثات ومحاولات التقرب المنفرد غير المجدي نفعا.

إيران تعاني أليوم من عدة مشاكل في الداخل، التحرك العربي في كل منها يمكن ان يضطر ايران لتوقف جزء من تدخلاتها في المنطقة، أو يمكن كلها، لكن أهم ما يمكن ان يضمن للعرب نجاح  خططهم في إبعاد الشبح الإيراني هو العمل على مساعدة الأحوازيين والقوميات غير الفارسية في مواجهتهم ونضالهم لإعادة حقوقهم في ايران، هذا ما يضمن للأحوازيين" العرب" وللدول العربية التخلص من الآفة الإيرانية بشكل نهائي والى الأبد. لو حصل الأحوازيون على ما يحتاجون من إسناد لنضالهم، سيتمكنون و بمساعدة القوميات الأخرى، من إدخال ايران في مواجهات داخلية مع القوميات، وهذا في هذه الفرصة ومع انزواء النظام في المجتمع الدولي و مع أوضاعه الإقتصادية المتردية في الداخل ومع قوة المعارضة السياسية الواسعة جدا في داخل نظامه،  ومع سيطرة الأحوازيين على معظم مصادر قوة النظام من نفط وغاز وموانئ وسكك حديد  وسدود ومراكز إنتاج و...سيكون عاجزا أمام كل هذه التحديات وهذه كلها عوامل مجتمعة لتساعد الدول العربية في مواجهتها للنظام الإيراني، ولا نرى أفضل من هذه الفرصة للعرب لدرء الخطر الإيراني في التمدد والتوسع، حيث ان الأحوازيين هم في زهو أيام نضالهم وإيران في قمة عزلتها دوليا و هي تواجه معارضة واسعة في الداخل تشكل القوميات ما يقارب السبعين بالمائة من شعوبها، والأوضاع الإقتصادية المزرية لم تترك لها حليفا إلا أياديها العسكرية في الحرس والتعبئة التي ستنهار بسرعة إذا انطلقت شرارة القوميات بقوة في إطراف ايران الأربعة.  ومن لا يعرف كيف استسلمت ايران للقرارات الدولية وقبول قائدها الخميني كأس السم بعد ما ذاق مر العلقم من الجيش العراقي الباسل بمساعدة اخوته من العرب الذي اجبره على التراجع عن شعار احتلال كربلاء(قبل القدس) ألتي أرادها  والعراق كله معها أن تضاف الى الأحواز والجزر العربية الإماراتية!؟