الغرب وتركيا والكيان الصهيوني

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين ‏28‏/01‏/10/ احتدم نزاع خلال ندوة دعت اليها مبرة  فريدريش نويمان / التابعة للحزب الفيدرالي الحر/ هذا اليوم حول العلاقات بين اوروبا ومعها الكيان الصهيوني مع تركيا جراء معارضة بعض الاحزاب المسيحية التي تحكم اوروبا مثل المانيا وبدعم من فرنسا حصول انقرة على عضوية تامة في الاتحاد الاوروبي وبين انقرة وتل ابيب في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية الذي يقوده رئيس الوزراء رجب الطيب اردوجان . ففي حين وصف رئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده قبل يوم أمس الثلاثاء مع المستشارة انجيلا ميركيل ببرلين  الخلاف بين انقرة وتل ابيب خلاف بين الاصدقاء وان العلاقات قوية للغاية ونزاعه مع الطيب  اردوجان خلال مؤتمر دافوس المالي الذي عقد في وقت سابق من عام 2009 المنصرم بسبب همجية جيش الكيان الصهيوني في غزة  قد اصبح في طي النسيان ، اعتبر خبير شئون تركيا والعالم الاسلامي اودو شتاينباخ ان الغرب يرتكب اخطاء كثيرة في علاقاته مع تركيا التي تعتبر جسرا هاما يصل الشرق الاسلامي بالغرب المسيحي وبالتالي فان الرجل المريض  قد تعافى ويتطلع الى لعب دور كبير في العالم الاسلامي ، فتركيا الحديثة بالرغم من النظام العلماني فيها الا ان جذور الاسلام راسية فيها وقد باءت جميع محاولات  سياسة عزل تلك الدولة عن العالم الاسلامي بالفشل . وأوضح شتيانباخ انه بالرغم من حرص الدولة العبرية على علاقات قوية مع تركيا الا ان هذا الحرص يأتي خشية تحالف اسلامي جديد في المنطقة . وللحيلولة دون قيام مثل هذه التحالفات  رأى رئيس شئون لجان السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني / السياسي المسيحي / روبريخت بولنتس وهو احد منتقدي المستشارة ميركيل لمعارضتها حصول انقرة على عضوية تامة بالاتحاد الاوربي ، ضرورة حصول تلك الدولة على العضوية تامة في اتحاد بروكسل لان ذلك سيساهم بالتقارب بين اوروبا والعالم الاسلامي وخاصة تعاون ايران مع الغرب بشكل اكثر من ذي قبل نظرا للعلاقات التركية الايرانية فزيارة الطيب اردوجان الى طهران مؤخرا وتأييده تخصيب ايران اليورانيوم لصالح برامجها العلمي مطالبا في الوقت نفسه الغرب بالتطرق مع الكيان الصهيوني حول مخرونه من الاسلحة النووية دليل واضح ان السياسة التركية تحمل بين طياتها تغييرات جذرية نحو علاقاتها مع الغرب والكيان الصهيوني  .

الا أن عضو شئون السياسة الخارجية وناطق الحزب المسيحي الديموقراطي للسياسة الخارجية ايكهاردت فون كلادين أعلن معارضته حصول انقرة على عضوية الاتحاد الاروبي لأن تركيا لا تعتبر اوروبية بالرغم من أكثر  مساحة رقتها تقع في في اوروبا  معتبرا تأييد اردوجان لطهران بتخصيبها اليورانيوم ازعاجا للاوروبيين وبالتالي دليل واضح على اسلامية الحكومة التركية وخطر الاسلام على وجود الكيان الصهيوني وانه اذا ما اراد الاروبيون تحاشي خلافاتهم مع تلك الدولة اقامة علاقات خاصة كما ان على الاوروبيين دعم العلمانية في تلك الدولة للحيلولة دون وقوعها في قبضة الاسلاميين مؤكدا ان امتلاك الكيان الصهيوني العلوم النووية هي للصالح السلمي بينما ايران تريد وضع ما تقوم بتطويره من النووي لصالح الحرب اذ انها تعتبر خطيرة على امن منطقة الخليج العربي والعالم بأسره على حد قولهم .

المطالبة بإلغاء المعاهدة الأمنية مع سوريا

برلين /واس/‏28‏/01‏/10/ طالب اعضاء كلتة الديموقراطيين الاشتراكية في شئون السياسة الخارجية وحقوق الانسان بالبرلمان الحكومة الالمانية بالغاء المعاهدة الامنية التي تم التوقيع عليها في وقت سابق من عام 2009 بين برلين ودمشق اثناء زيارة لوزير الداخلية السابق / المالية حاليا / فولفجانغ شويبله الى العاصمة السورية .

وعزا اعضاء هذه اللجنة اثناء مناقشة البرلمان الالماني قضايا حقوق الانسان مطالبتهم هذه المعاهدة الى انتهاكات الحكومة السورية لحقوق الانسان والاعتقالات العشوائية والتعذيب الذي تمارس تلك الحكومة بالسجناء السياسيين وبالتالي ممارستها التمميز العنصري بين الاقليات العرقية التي تعيش  في تلك الدولة .

وأوضح نائب رئيس الكتلة النيابية للديموقراطيين الاشتراكيين لشئون السياسة الخارجية وزير الدولة السابق في الخارجية الالمانية  جيرنوت ايرلر بالرغم من ان انفتاح دمشق على الغرب  يعتبر ايجابيا الا انها تمارس التعسف في سياستها الداخلية والمعاهدة الامنية اساءت الى سمعة برلين التي تسعى على الصعيد الدولي ضرورة احترام دول العالم لحقوق الانسان وحريته وكرامته مؤكدا ان النظام السوري يعتبر جراء دعمه للمناوئين لأنظمة حكمهم في البلاد المجاورة لسوريا عاملا اساسيا على زعزعة امن المنطقة والحيلولة دون احراز اي تقدم لانهاء الصراع في منطقة الشرق الاوسط على حد قوله .

والجدير بالذكر الى ان اعضاء كتلتي الخضر واليساريين كانوا قد طالبوا في وقت سابق من ديسمبر المنصرم الحكومة الالمانية بالغاء المعاهدة الامنية تلك .