عندما يتكلم الشرع عن السعودية والبطولة

عندما يتكلم الشرع عن السعودية والبطولة

محمد هيثم عياش

[email protected]

هل سمعتم أو قرأتم  تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي شغل لسنوات متعددة حقيبة الخارجية السورية  ومهاجمته المملكة العربية السعودية ووصفها بأنها لم تجرؤ على عقد قمة ثلاثية تجمعها مع مصر وسوريا من أجل إعادة الوفاق العربي العربي وبالتالي إخراج دمشق من عزلتها العربية والاسلامية والدولية ووصفه السياسة السعودية بالفشل ؟

فاذا ما سمعتم وقرأتم عن هذه التصريحات الغير مسئولة والتي يجب أن لا تصدر عن رجل يعرف تماما بأن الرياض وحكومة المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال الدولة العربية الأكثر حرصا على جمع شمل الدول العربية وفي مقدمة دول العالم الاسلامي   التي تحرص على مساعدة المسلمين في العالم كما ويعرف الشرع معرفة تامة بأن الرياض لا تزال مستهدفة من السياسة الامريكية وغيرها لمواقفها تجاه العالم الاسلامي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية فهي كانت أول من بادر بدعوة الفلسطينيين الى مكة المكرمة للمصالحة ولم يغادر المتنازعون الفلسطينيون مكة المكرمة الا وهم متصالحون ، لقد تركت تلك المبادرة  ترحيبا من جميع دول العالم الا النظام السوري والكيان الفلسطيني فقد شعرا بالمرارة  والخوف من المصالحة الفلسطينية الفلسطيمية . وعندما يصف فاروق الشرع السياسة السعودية بأنها مشلولة ، فدعونا نقول للشرع ونظامه بأن السياسة السعودية تعتبر أكثر سياسة الدول العربية الاسلانمية حركة ونشاطا الا أن خيبة الأمل التي اصابتها من قبل بعض حكومات الدول العربية وخاصة النظام السوري يجعلها تلجأ بعض الأحيان الى المراقبة  وعندما ترى بأن هذه الدول لا تستطيع حراكا  دون الرياض تلجأ الى الرياض من جديد  لتمد  يدها  وتنهي المشاكل من جديد  من خلال مبادراتها على حسب قول خبير شئون سياسة الشرق الاوسط في البرلمان الالماني يوخيم هورستر .

الا أن لتصريحات نائب الرئيس السوري الشرع أسبابا سياسية تكمن في أن النظام السوري يعاني من عزلة دولية بدأت منذ مقتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري وتعاونه القوي مع ايران اضافة الى  سياسته  التي تهدف الى زعزعة الصف العربي ، هذه لعزلة جعلنت الشرع يتفوه بمثل هذا الكلام لإثارة السعودية وإخراجها عن الحلم الذي تتمتع به كما أن تصريحاته عبارة عن توسل للحكومة السعودية لإخراج سوريا من العزلة التي تعاني منها . لقد فشل النظام السوري إخراج سوريا من العزلة الدولية  ولخروجه من هذه العزلة أمر حزب الله بشن حرب ضد الكيان الصهيوني في صيف عام 2006 ولما بدأت الحرب اختبأ هذا النظام وصمت لسان رئيسه الذي كان دائما يهدد الصهاينة بالويل والثبور ويؤكد للعالم دعمه  للمقاومة الفلسطينية واللبنانية وغيرها من منظمات المقاومة وأن دمشق لن تركع للغطرسة الامريكية ، ثم لما وضعت الحرب أوزارها خرج عن صمته ليصف تلك الدول التي رأت بأن تلك الحرب عملا صبيانيا ، ويصف زعماءها بأنصاف الرجال ، فمثله مثل قول الشاعر :

اذا ما خلا الجبان يساحة قوم          طالب عند ذلك القتال والنزالا

هذا النظام الذي ترك منظمة التحرير الفلسطينية بداية الثمانينات عرضة للهمجية الصهيونية بل لا أحد ينسى  أوامر حافظ اسد الجيش السوري بعدم إطلاق رصاصة واحدة ضد الصهاينة المحتلين  كما ان لا أحد ينسى  كيف تم بيع الجولان لليهود مقابل استلام العائلة الاسدية حكم سوريا منذ عام 1967 .

ان نائب الرئيس السوري الشرع يعلم تماما أنه لولا حكومة المملكة العربية السعودية وجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وجهود أخوته الملوك الذين كانوا قبله رحمهم الله تعالى  لوقع العالم الاسلامي العربي تحت احتلال صهيوني غاشم وسيطرة حقيقية  للسياسة الامريكية عليهم وامريكا تنظر الى السعودية بمثابة شوكة في اعينهم وعائقا يحول دون تطبيق السياسة الامريكية في المنطقة كما أن الشرع يعلم بأنه لولا السعودية لما بقي النظام السوري الحالي يقبع على صدر الشعب السوري  ويثير الفتن والقلاقل بين الدول العربية والاسلامية .

ابشروا لقد بدأ النظام السوري يلفظ أنفاسه الأخيرة  ورحم الله الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وأسكنه فسيح جناته فقد كان رحمه الله قوالا للحق  فقد كان أول من طالب بمساعدة مسلمي سوريا ضد هذا النظام وأفتى بمحاربته .