الوطن السوري
ومضات محرّضة :
ليحتضن المبادئ المتنافرة!
عبد الله القحطاني
1) بَعدَ ..
·
بَعد صراع ، طال ستين سنة ، أو يزيد ، هي عمر الاستقلال السوري .. بين المبادئ
المتنافرة المتناحرة ، اليسارية منها واليمينية ، الشيوعية منها والقومية ،
والإسلامية والليبرالية..
·
وبعد أن أصبح الوطن فريسة ، لأصحاب المخالب والأنياب ، الذين لايعرفون معنىً
لمبدأ ، أو فكر، أو خلق نبيل ، أو قيمة سامية ..
·
وبعد أن أصبح الوطن ، مهدّداً بالضياع التامّ ، هو، وما عليه ، ومن عليه ، بين
السيطرة الصهيو أمريكية ، والاحتلال الاستيطاني الصفوي الفارسي..
2)
الآن ..
ماذا يقول القائل ، للوطن ، ولقواه المسيّسة ، ذوات المبادئ والأفكاروالنظريات
!؟
·
هل يقول : الحمد لله على السلامة ، أيّها الوطن المثخن ، الصابر، الكريم ..
بعودتك إلى عقول أبنائك وقلوبهم ، بعد أن كنت فيها هامشاً ، على متون كثيرة ،
متباينة متناحرة !؟
·
هل يقول : الحمد لله على السلامة ، ياأصحاب المبادئ ، التي كانت أغصانها ممتدّة
في كل اتّجاه ، دون أن يكون لأكثرها ، جذور في أرض الوطن !؟
·
هل يقول : لقد عدتم إلى الوطن متأخّرين ، ياقوم ، بعد أن عبثت به رياح السموم
!؟
·
هل يقول : ( الصيفَ ضيّعتِ اللبنَ ) كما قال ذلك العربي الثري القديم ، لزوجته
التي أصرّت على الطلاق منه ، ثم تزوجت رجلاً فقيراً .. وجاءت لتطلب لبناً من
زوجها القديم !؟
·
هل يردّد المثل المعروف : أن تأتي متأخّراً ، خير من ألاّ تأتي !؟
·
هل يتمثّـل ، على لسان بعضهم ، ببيت الشعر القديم :
لقد طوّفتُ في الآفاق ، حتى رضِيتُ مِن الغَنيمةِ بالإيابِ !؟
·
هل يردّد على لسان الوطن ، قول دريد بن الصِمّة ، عن قومه :
أمرتُهمُ أمريْ بمنعرَجِ اللِوى فـلمْ يَستبينوا الرشْـدَ إلاّ ضحى
الـغَدِ !؟
·
هل يقول : عوّضوا ، يا قوم ، ما أضعتموه هدراً ، من أوقات وجهود ، لإنقاذ
ماتبقّى من الوطن ، الذي استبيح في غياب عقولكم وقلوبكم عنه ، وعَصفتْ به
الملمّات والخطوب ، وذهبت به زوابع الأهواء والأحقاد ، كل مَذهب !؟
·
هل يردّد أبيات أحمد شوقي :
إلامَ الخُـلفُ بَينكمُ .. إلاما وهذيْ الضجّـةُ الكبرى عَلاما
وفيمَ يكيد بعضكـمُ لبعضٍ وتـُبدون العداوةَ والخصاما
شَبـبتمْ بينكمْ للحربِ ناراً على محتـلّـه كانت سلاما !؟
·
هل يقول : إذا كنتم مختـلـفين على الوطن ، فاتّـفقوا الآن ، على إنقاذ أشلائه ،
من مخالب الفساد والاستبداد .. قبل أن يتلاشى ، فلا يبقى منه شيء تختلفون عليه
!؟