فيضان وادي غزة
شكل جديد من أشكال العدوان الإسرائيلي
غزة-النهار-كب من الرب لكننا لم نفرح بها لان كميةالمياة أتت على الأخضر واليابس .هكذا قال بلال القيشاوي أربعة وعشرون عاماً والمتزوج منذ أقل من عام والأب لطفل ، حيث عكف على تنظيف طقم نومه بسب الدمار الكبير الذي أحل بغرفة نومه التي تحتضنه هو وزوجته وطفلة الذي لم يلبث بعد أن يبصر ويرى نور هذه الحياة ، لم يتمكن بلال بعد من تسديد ثمن طقم النوم بعد والذي أقدم على إستدانتة قبيل زواجه بمبلغ 1000دينار أردني حتى يتمكن من الزواج ، داخل أحد فر منزلهم ، الذي يضم أكثر من تسعة عشر فرداً من أفراد أسرته ..
لم يمل بلال بعدما أنهك من التعب وابتلت ملابسة بالطين من تنظيف طقم نومه ولملمت ما تبقى منه ، في محاولة منه لجمع ما تبقى منه ..!! ، وصدم لم حل بمنزلهم من دمار طال كافة مناحي منزلهم الأرضي ، والذي غمرته مياه الوادي لأكثر من متر ونصف ، فتسبب بخراب كبير داخل المنزل حيث دمر كافة المعدات الكهربائية من تلفاز ، وغسالة ، وثلاجة ..الخ ، بالإضافة لأثاث المنزل ن فراش ووسادات وملابس ..!!
مناشداً كافة الجهات المختصة وعلى رأسها الحكومة بجانب الدول المانحة بتقديم يد العون والمساعدة لهم بأسرع وقت ممكن ، لتفادي وقوع كارثة إنسانية سيما في ظل هذا البرد القارص .
صمود
ولم يختلف عنه أبو يونس الشرباصي والبالغ من العمر ثلاثة وسبعون عاماً والذي يقطن بمنزل مكون من أربعة طوابق ، يقطن بداخل أكثر من أربعة وعشرون شخصاً .
بملامح وجهة المجعد وقف على شرفة منزله الذي أبى أن يخرج منه رغم غرق الطابق الأول من المنزل بالمياه ،
أبو يونس أمر أولاده وزوجاتهم بالخروج فوراً من المنزل والذهاب لمنطقة أمانة ، ولم يقبل الخروج من منزله وبقيا هو وزوجته السبعينية بغرفتهم الواقعة بالطابق الثاني للمنزل ورفضا الخروج ، رغم محاولة الدفاع المدني وفرق الإنقاذ العمل على أخراجه بواسطة حسكة صيد جلبوها ، لكي يتمكنون من الوصول للمحاصرين بالمنازل التي غرقت ، لكنه أصر على البقاء ،وفضل الموت داخل منزله ، الذي بقيا محاصر بالمياه لساعات الفجر حتى بدأ منسوب المياه يخف ويعود تدريجياً لمجرى وادي غزة الذي لا يبعد عن منزله سوى عشرين متراً ..
وعبر عن صدمته لم حل بمنزله وبقالتة ومزرعة الأرانب المتواجدة داخل منزلة والتي يتواجد بها قرابة ثلاثين أرنب نفقت جميعها ، بعدما غمرتها مياه الفيضان ، وقدر الخسائر التي حلت به بأكثر من 1500دولار ،.
أبو يونس والذي يقطن منذ ما يزيد عن أربع سنوات بمنطقة المغراقة لم يطلب أي تعويض من أحد ، لكنه رفع رأسه للأعلى متحسباً بالله على كل من تسبب بهذا الفيضان والذي يعد الأول من نوعه من حيث الحجم يضرب المنطقة ، محملاً الاحتلال المسئولة الكاملة عما حل بهم من دمار ، داعياً كافة الجهات المعنية بتوثيق هذه الجريمة ومحاكمة إسرائيل عليها كبح جماحها لعدم أإقدامها على مثل هذه الخطوة مجدداً ..
واكتفى بمطالبة الجهات المختصة بأخذ العبرة من هذه الحادثة والعمل على إصلاح الوادي وعدم إعتبارة مكان تتجمع فيه النفايات والمخلفات .. ، والعمل على إنشاء عبارة كبيرة على ضفتيه ، بالإضافة لتوسيع مجراه لأكثر مما هو عليه الآن ، وإنشاء سدود على جانبية لمنع أي فيضان مماثل قد يضرب المنطقة مجداً ..
وكالة النهار الإخبارية تواجدت بالمكان لرصد حجم الكارثة والدمار واستكملت لقاءاتها لتكشف المزيد من المعاناة التى ألمت بهم.
رئيس بلدية المغراقة أ. يوسف أبو هويشل: من جانبه قال أن كارثة وادي غزة تسبب في إغراق ما يقارب 70 منزلا ، وتشريد ما يقارب 400 مواطن من سكان المنطقة ، موضحا في الوقت ذاته أن البلدية وبالتعاون مع الوزارات المعنية قامت بفتح مدرسة كفر ياسين بمدية الزهراء لإيواء المواطنين الذين غرقت بيوتهم وأمتعتهم بمياه الوادي .
وأضاف أبو هويشل أن الكارثة لم تقتصر علي المواطنين أو المباني بل طالت مزارع الحيوانات والطيور التي يعتمد عليها سكان تلك المنطقة في كسب رزقهم وتسير أمور حياتهم.
من جهتها الحكومة الفلسطينية المقالة وعلي لسان الأمين العام لمجلسها د. محمد عوض أعلن أن الحكومة الفلسطينية وبالاشتراك مع أربع وزارات من مجلسها عن البدء بحصر الأضرار المادية والمعنوية تمهيدا لصرف مساعدات عاجلة للسكان المتضررين الذين تضرروا بشكل كبير بفعل ما قامت به قوات الاحتلال الصهيوني .
أما النائب عن كتلة فتح البرلمانية اشرف جمعة اثناء تفقده مكان الكارثة قال لمراسل النهار ان هذه جريمة بيئية برية معتمدة وهي تعد من جرائم الحرب الاسرائيلية في القانون الدولي .
وأضاف أن الكارثة جاءت في سياق تعرض المنطقة لعاصفة جوية وأمطار شديدة ، .
وأضاف أنه سواء حدث انهيار مفتعل او بفعل حجم كمية الامطار المتساقطة فان هذا تسبب بإندفاع المياه في مجراها الطبيعي عبر وادي غزة ، حيث يقوم الجانب الإسرائيلي باحتجاز مياه الأمطار ومنع انسيابها الطبيعي في مجرى الوادي و بالتالي حرمان قطاع غزة من المصدر الرئيسى الذي يغذي الخزان الجوفي .
وطالب جمعة برفع قضية عاجلة على الحكومة الاسرائيلية في محمكة العدل الدولية او من الجهات ذات الاختصاص من قبل المواطنين الذين نكبوا لتعويضعهم عن الاضرار الذي لحقت بهم .
وطالب جهات الاغاثة بسرعة الاستجابة لنداء الاستغاثة التى وجهها عبر وسائل الاعلام المختلفة لانقاذ هذه الاسر من برد الشتاء القارص وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها مجمل ابناء غزة مضيفا ان التلكك في تقديم المساعدات الطارئة يعنى تشريد جديد لمئات الاسر والذي مازالت تعاني من اثار حرب غزة .
وقال رئيس جهاز الدفاع المدني العقيد يوسف الزهار : منذ أن تلقت قيادة الجهاز إشارة الفيضان لم ندخر جهدا في العمل علي إنقاذ السكان والمنطقة بأجمعها ، مشيرا في الوقت ذاته إلي المعدات والآلات البسيطة التي تستخدمها عناصر جهاز الدفاع المدني .
ودعا الزهار بالاشتراك مع وزير الأشغال العامة د.يوسف المنسي جمهورية مصر العربية بالعمل الجاد علي فتح معبر رفح من أجل إدخال المعدات والآلات المتطورة واللازمة لقطاع غزة من أجل مسايرة الأحداث المتكررة والخطيرة علي قطاع غزة
وقال المهندس منذر شبلاق لمراسل النهار، ان التغيير الحاصل بمجرى الوادي بفعل التعديات ، واعتبارالمنطقة مكاناً للتخلص من النفايات الصلبة أدى إلى تفاقم حجم المشكلة
وناشد شبلاق المواطنين و السلطات المعنية ، إعادة مجرى الوادي إلى طبيعته للحد من الآثار السلبية لمثل هذه الفيضانات سواء كانت لأسباب طبيعية أو مفتعلة .
وقال إنه كان من الضروري أن يقوم الجانب الإسرائيلي بابلاغ السلطة الفلسطينية أو الجهات و المؤسسات المعنية بامكانية حدوث مثل هذا الفيضان قبل أن تتدفق المياه إلى وادي غزة بشكل مفاجئ ، لتتمكن هذه السلطات من إتخاذ الاحتياطات و التدابير اللازمة لتفادي وقوع أضرار بشرية ومادية .
وشدد على الأهمية القصوى للإستجابة العاجلة لطلبات مصلحة مياه بلديات الساحل ، بامدادها بالمعدات اللازمة التي تمكنها من التدخل بشكل فعال في مثل هذه المواقف ، .