نحن واليهود وإيران والأسلحة النووية
محمد هيثم عياش
ربما سمعتم بالمباحثات التي تمت بالعاصمة برلين بين المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل واعضاء حكومتها مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وبعض اعضاء حكومته وذلك يوم الاثنين من 18 يناير الجاري فاذا لم تسمعوا بذلك ، فاسمحوا لي ان اختصر لكم ما قاله هذا الخبيث لنا معشر الصحافيين يمؤتمره الصحافي الذي عقده مع ميركيل . فقد حث نتيناهو الحكومة الالمانية على معاقبة طهران لأنها تعتبر خطرا على العالم بأسره جراء تخصيبها اليورانيوم لتطوير برامجها العلمي وبالتالي فانه اذا ما استطاعت ايران امتلاك اسلحة نووية فانها ستذهب الى المقاومة الاسلامية معتبرا الاسلاميين بأنهم الخطر الاكبر على السلام الدولي فحزب الله وحماس والقاعدة وغيرهم من حملة الفكر الاسلامي سواء كانوا متعصبين ومتسامحين الا انهم يعتبرون العدو الاكبر للديموقراطية والحرية في العالم ، وحرض هذا الصهيوني الماكر على ايران لأنها تلاحق الشاذين جنسيا وتقتلهم ، ولم يذكر هذه الفقرة أثناء مؤتمر صحافي عقده ببرلين في آب/ اوجسطس من عام 2009 المنصرم لأن الحكومة الالمانية السابقة لم يكن بها شخص معروف بشذوذه الجنسي بشكل رسمي ، فوزير الخارجية الالماني الحالي جويدو فيسترفيليه شاذ ويريد الزواج من صديقه وقد كان بصحبته بزيارته الرسمية التي قام بها الى بكين يوم السبت الماضي من 16 الشهر الجاري ، والتفت الي احد الصحافيين متساءلا عن مغزى دفاع نتنياهو عن هؤلاء المساكين الشاذين جنسيا في ايران فقلت له يريد بذلك اثارة عاطفة فيسترفيليه عليهم وسعي وزير الخارجية المذكور على الصعيد الدولي لمعاقبة ايران بحجة عدم مرونتها مع المجتمع الدولي بشأن ملفها النووي .
ومهما يكن من تحريض هذا الخبيث على ايران وعلينا فهو شيء طبيعي فاليهود والذين كفروا اشد الناس عداوة للذين آمنوا ومهما كان منهم من يوصف بالشرف الا انهم خبثاء وعداء اليهود لنا منبثق من عقيدتهم ولن يكون هناك مساومة مع هؤلاء على المدى القريب والبعيد .
ودعونا نتحلى بالواقعية لماذا لا يحق للمسلمين امتلاك اسلحة نووية ولا يحق لنا تطوير برامج بلادنا العلمي نوويا ، فبالرغم من ان ايران شيعية الا انهم مسلمون بالرغم من ضلالتهم وانا من الذين ينظرون الى الشيعة نظرة اشفاق لانهم ورثوا التشيع ولم نبادر نحن بارشادهم بل نمارس سياسة نبذهم ، رأيت احد الشيعة وهو يصلي ويسجد على حجر، هذا الحجر بالنسبة للشيعة مبارك اذ يقولون بانه من تربة الحسين عليه السلام ، فقلت له ان صلاتك لا تجوز اتضع جبهتك على حجر لا تعرف من اين مصدره وقبر الحسين لا تتجاوز مساحته المتر ونصف المتر وهو رضي الله عنه لم يكن من العماليق ، وذكرت له قصة الغرانيق في سورة النجم عندا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك السورة في مكة قبل الهجرة وكيف سجد فيها جميع من سمعها عدا رجل واحد وضع حجرا على جبهته بدل سجوده وقتل يوم بدر كافرا كما اخبرنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه والسجود على حجر كانه سجود لصنم ، ومنذ ذلك اليوم يصلي صلاة عادية وترك مذهب الشيعة . صحيح ان ايران خطيرة على المسلمين لانها تريد نشر التشيع بينهم وتعادي الصحابة والسلف الصالح وتجعل تاريخنا في موضع ريبة ، الا أن الصهيونية هي اشد خطرا على الاسلام والمسيحية والعالم اجمع وقد استطاع زعماء هذه الحركة تأليب الغرب علينا نحن المسلمين كما استطاع زعماء هذه الحركة اقناع بعض حكام دول العالم الاسلامي بأن تخصيب ايران لليورانيوم مقدمة لاحتلال هذه الدولة دول منطقة الخليج باسره والعالم الاسلامي حتى ذهب بعض زعماء الدول العربية يطالبون بخلو المنطقة من الاسلحة الخطيرة هذه وانهم لا رغبة لهم بامتلاك اي شيء نووي علما ان السياسة الدولية حتى زعماء الحكومة الالمانية السابقة مثل المستشار جيرهارد شرودر ووزيري الخارجية السابقين يوشكا فيشر وفرانك فالتر شتاينماير يعلنون اكثر من مرة احقية دول المنطقة وكل دول العالم بامتلاك النووي للصالح العلمي أسوة بالصهاينة .
جاء نتنياهو الى برلين ونفث سمومه وحرض على حرب ضروس ضد ايران محذرا من خطرها ، ولا أنسى موقف حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي جاء الى برلين عام 2008 وكادت المستشارة انجيلا ميركيل تجعله والحاضرين بمؤتمرها الصحافي يبول في ثيابه جراء تخويفه من ايران فاذا به يقول وبلهجة بدوية قحة بأنه يرفض اي عمل عسكري ضد جارته ايران المسلمة وان اي رصاصة تطلق ضد تلك الدولة من امريكا واوروبا والصهيونية فان الشعب الاماراتي سيتصدى لها ، هذه الكلمة ألقنت ميركيل حجرا .
هل لا تزالون تذكرون اسباب الحروب الصليبية ؟ فان سببها بسيط عودة قس الماني من القدس الى الغرب بعد أن لقي اكراما من المسلمين وأخذ يحرض زعماء اوروبا على المسلمين واصفهم بانهم وحوش ضارية لا يعرفون الرحمة ويأذون النصارى وغير ذلك تبين فيما بعد ان ادعاءات هذا القسيس كانت كاذبة ، وادعاءات الصهيونية حول خطر ايران هي من اجل سفك المسلمين دماء بعضهم البعض وسفك دماء اوروبا بدماء المسلمين من جديد .
ربما تعلمون بأن الشاذين جنسيا الذي دافع عنهم نتنياهو بمؤتمره الصحافي كانوا يريدون تنظيم حفل لهم في القدس الشريف الا ان جهودا بذلها علماء المسلمين مع بعض قساوسة وحاخامات حالت دون ذلك .