المعارضة بين كفتي الميزان12

المعارضة بين كفتي الميزان12

 

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

كثيرون تناولوا المعارضه السوريه بالسلب أو الايجاب, والبعض تناولها للنيل من رموزها ، والقليل من هؤلاء من اقترح الحلول عليها للخروج من مأزقها، ولاشك بانها مادة دسمه وبإمكان الكثير الخوض فيها ؛ ليرفعها ويخفضها كيفما شاء  كما تشتهيهه سفنه ، لما تحتويه من التنوع والاختلاف والتباين، ناسين أو متناسين ان هذا الفيسفاء هو مصدر قوّه وليس ضعف ، ومصدر اثراء وعطاء وجذب لكثير من العناصر الفاعله لعملية التغيير ان تمّ استغلال هذه المكونات ، لذا كثيراً مادعوت وليس خروجاً  عن المألوف لتشكيل برلمان للمعارضه الممثله الحقيقيه لشعبنا السوري

ويضم  كل الاطياف والشرائح المجتمعيه يلتقي  تحت قبّته كل من كانت بوصلته هذا النظام المستبد لإزلته بالطرق المشروعه وبما يرتيئيه هذا الخليط الموّحد على هدف واحد ليتفقوا على أسلوب عمل يناسب المرحله ؛ ويكسروا فيه الجليد فيما بينهم لتزول الوحشه وتتلاقح الافكار، لتتخذ القرارات الحاسمه والقويه بالأغلبيه التوافقيه لابتأثير الضغوطات الداخليه العاطفيه لكل حزب أو مجموعه  لمواجهة الخصم الأُلعبان  ، بالاسلوب الانجع ولقطع دابر القيل والقال ورمي الاتهامات البينيه ،للتطلع فيما يجب اتخاذه من قرارات وتوصيات تجعل الشعب أكثر ثقةً بتلك المعارضه وقدرتها على التغيير ليلتحم معها ، فيقتنع كل من على الارض أنّ أيام النظام باتت معدوده بجد فيتعامل الخارج بكثير من النديّه والواقعيه فيما يجري وتنقلب الصورة على النظام الاحمق ، وتبدأ الانهيارات  في بنيته الاجراميه ورب قائل بأنني أُحلق في الفضاء وآتي بأطروحات مثاليه خياليه ولكن للحقيقة أقول: بأنني استقتها من التجربه اليمنيه التي التقيت الكثير من أرباب هذه التجربه قبل الوحده وانتخابات 1993 وملاحظة الهوّه الشاسعه والواسعه بين الاطراف حينها، ثم ماكان فيما بعد حيث ضم البرلمان المنتخب كل الطيف السياسي والاجتماعي من تقارب أصحاب الفكر المتباعد والاتجاه المختلف ومن ثم خروج الجسم الغريب منهم ومن يحمل في جعبته الاجنده المُفرقه والانقساميه واتفاقهم جميعا على طرده ، ولازالت السماء اليمنيه تشهد المزيد من التقارب على مصالح الوطن بين القوى المختلفه وكلٍ بحسب وجهته ورأيه ، وكل تيار يحاول استقطاب المتوافيقين معه لتكملة المسيره وليس للتفرد

وقبل الخوض في موضوع المعارضه ترددت كثيرا ولكنني في النهايه قررت أن أدلو بدلوي ومناقشة أمورها ولو أن موضوعها  شائكٌ ومعقّدٌ وربما يكون مؤلماً في بعض جوانبه ومُحبطاً في جوانب أُخرى ،لكنني آثرت الكلام عن السكوت ، وأردت أن أرمي الحجر في الماء الراكد ؛لعلّ وجهات النظر تتلاقى لتشكل عنصراً ضاغطا على الفعاليات فيها  ، وقصدي الى ذالك التصحيح وممارسة نقد الذات وليس جلدها، تماماً كما هي شدتيٌ على النظام القمعي الاسدي وأُقاوم ظلمه وفساده واعوجاجه بكل جهد أمتلكه، ولو كلفني ذالك حياتي ولاأبالي ، وكذالك سأكون مع المعارضه إن تراءى لي شيئا من هذا القبيل لاسمح الله، ولن يمنعني ذالك من ابداء رأيي في كل مايجري وطرح النقد الموضوعي وتقويم الاخطاء الحاصله والتي لايجوز أن نغمض أعيننا عنها وننكر وجودها ، والتي قد يستفحل أمرها فتصبح مشكلة مستعصيه ، لتتفلت الامور من عقالها ونحن نائمون في العسل وللدخول في الموضوع سأوردُ هذا المثال لنضعه نصب الاعين ولكي أجعله مدخلاً لما أُريد الوصول اليه والذي يمثل حال المعارضه تذكرت حكاية العائله المعتّره على سبيل التشبيه والتي تعصف بها النوازل ولاتجد قوت يومها وذات مرّه تمنى سيدها شراء سياره وراح يحلم ويدخل في التفاصيل التي شاركه فيها كلّ أفراد أسرته وأي نوع ستكون عليه هذه السياره ومكان كل فرد فيها وكانت المفاجأه بالخصام الذي احتدّ بين الابناء على أماكن الجلوس ومقعد كل واحدٍ منهم ، مما أثار غضب الاب وأمرهم جميعاً أن ينزلوا من السياره" وكذالك نحن الذين لانملك الارض التي نقيم عليها بناءنا للتغير مع فارق التشبيه لاننا نملك بمجموعنا الرصيد الشعبي الاوسع والاكبر والذي سيكون المزلزل لكيان الطغيان لو توحدت كلمتنا والتي تأتي هذه الايه الكريمه كأصدق تعبير في حالة عدم الاتفاق بقوله تعالى  ( ولاتنازعوا فتشفلوا وتذهب ريحكم)

وقصتنا في المعارضه من لحن ماذكرت وهي من لون الحكايات القديمه فإما أن نعقد العزم ونتوجه الى الامام وبخطىً ثابته ومتينه ؛ ونحقق أمنيات شعبنا بالانعتاق ، وإما أن نبقى في التيه الى مالانهايه، فلا بدّ لنا ..وليس أمامنا من خيار سوى تجميع القوى  والعمل عبر آليات يُتفق على برامجها من جميع القوى والاحزاب الوطنيه والاطياف الاجتماعيه للنهوض والاستنهاض لاتخاذ القرارات المناسبه للمرحلة ولايجاد صيغه تقريب وجهات النظر لاتخاذ القرار الواحد باتجاه هذا النظام المستبد لازالته وابعاده هن أعناق شعبنا المُصابر  ،ولن يكون ذالك الا بوضع الخطوط الحُمر لعدم جواز اتهام الاخر بالعماله أو بالتشكيك في نواياه ، وكذالك منع الحملات المحمومه البينيه والمضاده وغيرها ، وعدم السماح للنظام اختراقنا  وتغذيتة للخلافات بيننا ، لتسير عربة التغيير بالاتجاه الصحيح وانني أرى  في  التجربه اللبنانيه خير مثال لما يجب أن نكون عليه عندما وحدت القوى الحرّه  جهودها لاخراج المحتل الامني الغاصب ونجحوا في ذالك ، وهم الان يبنون مجد الحريه والاستقلال ويضعون آخر اللمسات لانهاء عهد الدكتاتوريه والى الابد ويدفعون الاثمان الغاليه من أجل ذالك الحلم الذي قاربوا الوصول الى نهايته

وحديثنا عن المعارضه السوريه لتقويمها لابد أن يبدأ من نقطة الانطلاق ومن داخليتها وقاعدتها الشعبيه والتنظيميه لكل منها وما يجب أن تكون عليه ومسؤلية القيادات فيها وواجباتهم وكذالك الحديث عن المؤسسات فيها ودورها في النهوض ومدى التزامها بالقرارات ،وابتعادها عن الامزجه الخاصه، ومسؤلية كل فرع من فروعها ، والصلاحيات الممنوحه لكل منها، ثم لابد من الحديث عن علاقتها بالاخرين ومدى سعيها للتلاقي والاتفاق وتوحيد المواقف وعلاقتها بالجماهير، ورأيها في القضايا الداخليه المهمه كاضطهاد الاكراد وما بدر من قرارات جائره بحقهم ، وكذالك الحديث عن مدى انجازاتها واخفاقاتها ، وأين أخطأت وأين أصابت وما يجب أن تكون عليه ، وعلاقتها بالخارج العربي والغربي بشكل خاص والمنظمات المحليه والاقليميه والدوليه المدنيه والمعنيه بحقوق الانسان والحديث عن الوجهات النظر المختلفه بهذا الشأن وغيرها من القضايا التي سأتناولها في الحلقه الثانيه من هذا الموضوع