هموم إسلامية

هموم إسلامية

محمد هيثم عياش

[email protected]

التهديد الأمريكي الجديد لمكة المكرمة قديم

هل قرأتم أو سمعتم عن تصريحات مرشح الرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري توم تانكريدو بأنه يريد ضرب مكة المكرمة والمدنية المنورة حماهما الله  بالسلاح النووي إذا ما قام تنظيم القاعدة بعمل  يزعزع أمن أمريكا من جديد ؟  اذ عزا ذلك السياسي تهديده هذا لردع التنظيم المذكور الذي يمكن له الحصول على أسلحة نووية . فقد نقلت المحطة الأمريكية  / اي بي سي / تصريحات هذا السياسي أثناء مناظرة لمرشحي الحزب الجمهوري  حول الانتخابت التي ستجري قريبا في تلك الدولة  معلنا بأن من يستبعد خيار الردع النووي لا ينبغي أن يكون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية . وبالرغم من انتقاد وزارة الخارجية الامريكية لتصريحات تانكريدو ووصفته بأنها تصريحات حمقاء ، الا أنه يجب علينا ان نأخذ الحذر والحيطة  وعدم الاستهانة بهذه التصريحات التي تدور وراء  أبواب مغلقة في الإدارة الأمريكية لضرب المدينتين المقدستين منذ حوادث 11 ايلول/ سبتمبر من عام 2001 ، ومن تابع تلك الأحداث عن كثب وقرأ الوثائق الأمريكية وتحليلات الصحافة الدولية وخاصة الصحف الألمانية وفي مقدمتها مجلة / شبيغل/ الذائعة الصيت يجد  ان الإدارة الامريكية كانت تعد العدة لقصف المسجد الحرام لأنه بالنظر للسباسة الجهنمية للرئيس الأمريكي جورج بوش الذي ينتمي إلى منظمة كاثوليكية متعصبة ، عدا عن ذلك فقد   كانت هذه الصحف وراء تحريض واشنطن على قصف مكة المكرمة ، فمجلتي شبيغل وفوكوس  وسيسيرو وصحيفة /دي فيلت – العالم / الألمانية أكدت في تقاريرها بأن العناصر المناوئة للإدارة الأمريكية تجتمع في تلك البقاع الطاهرة لإعداد خططها ضد أمريكا والغرب لأن تلك البقاع آمنة من الرقابة وما شابهها . كما جزمت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين اولبرايت في كتابها  / الله وأمريكا والسياسة الدولية / الذي عرضته أمام الصحافة في ألمانيا في وقت سابق من عام 2006  ان الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي ينتمي إلى مجموعة مسيحية متعصبة يرى أن سياسته التي ينتهجها في العالم الإسلامي بوحي من الله وانه كان يريد بالفعل توجيه أوامره  بقصف مكة المكرمة أثناء موسم الحج بقنابل خطيرة  تأتي على الأخضر واليابس .

واستهداف مكة المكرمة من الغرب قديم يعود إلى زمن الحروب الصليبية فقد حاولوا سرقة جسد رسول الله صلى الله وسلم وتذكر روايات تاريخية بأن أسد الدين شيركوه عم صلاح الدين الايوبي أو نور الدين الشهيد  محمود بن زنكي رحمهم الله تعالى رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له أنقذني من الأشقرين الأفرقين  فذهب الى المدينة المنورة وقام بتكريم أهل تلك المدينة وسأل ان بقي أحد قد تخلف عن أعطياته فقيل له ان شخصين مغربيين تقيين لا يخالطان الناس وهما في صلاة وصيام فسأل عنهما فلما أحضرا بين يديه وجد الصفة  أي أنهما أشقران وأسنانهما متفرقة فمسمهما بشيء من التعذيب فاعترفا بحفر خندق يصل الى قبر رسول الله صلى الله  الله عليه وسلم فقتلهما . ولعلكم تذكرون القيصر الالماني فريدريش باربروسا ما بين أعوام 1122 و 1190 قائد الحملة الصليبية الثالثة  اذ أقسم ذلك القيصر على غزو مكة المكرمة والمدينة المنورة انتقاما لمعركة حطين واستعادة بيت المقدس الا أن الله أهلكه غرقا  ومن معه في الأناضول  ولما أراد ابنه أن يتابع حملة أبيه الصليبية هاجت الرياح في البحر فأغرقت أكثر جنده.

صحيح أن للبيت رب يحميه الا أن الحذر واجب،فقد أمرنا الله تعالى بذلك:/يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم/وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم  أمته بأن الكعبة يهدمها ذو السويقتين من الحبشة/ ليهدم الكعبة ذو السويقتين من الحبشة/ومن يدري فلعل ذو السويقتين هذا امريكي من أصل حبشي.