أعاجيب في بلاد الأعاريب-5
أعاجيب في بلاد الأعاريب
(5)
فلسطين : أعجوبة الأعاجيب !
مقتول يحمي القاتل ..وعالم [متحضر ظالم] يدعم الباطل !
عبد الله خليل شبيب
نظم عدوة لشعوبها :
أليس من العجيب أن بعض أو معظم نظم هذه البلاد يتآمر على شعوبه ؟ويبدو أنه يعمل ضد صالحها ومصالحها ؟ ولا يريد لها أن تتقدم ..ولا أن تقوى ..ولا أن ترفع رؤوسها وتملك حرياتها بمعنى الكلمة ..ولا أن تخرج من [ طوطمية عبادة الصنم الزعيم الملهم ]؟ الذي يُسَخّر كل شيء [ لتمجيده وتلميعه و..إلخ] والذي لا بديل له ولا نظير .. وإذا غادر الكرسي – ولو بيد عزرائيل .. تيتمت الأمة [ وحَدَّت وقَدَّت ] فليس فيها رجل سواه يسد فراغه ويقوم بمهماته .. أللهم إلا ربما [ الوريث المعد في بعض البلدان ]! اما باقي الشعب [ وأولهم المطبلون والمزمرون للنظام وصنمه ]فهم – في نظر[ الملهمين الأوحدين الأبعدين ] – على الأقل - خصيان وأشباه رجال لا يصلحون لإدارة دفة الحكم ولا يصلحون إلا للتهريج والهتاف والخوار!
.. بل والأعجب ان بعض تلك النظم لا تريد لشعوبها أن تشبع [ اللقمة ] ..ولا أن تتمتع بصحة جيدة ..مما يخيل للناظر [ وربما يؤكد] أنها تشجع تفشي الفقر والأمراض ولا تبذل جهدا جادا لمعالجتها ..ولا كذلك لمحو الفقر والأمية والتخلف والتبعية والمديونية والفشل المتراكم..إلخ
ولعل هذه المظاهر مشتركة في كثير من بلدان العروبة والإسلام كذلك .. ويكاد يحس كل شعب منها أنه المقصود بمثل هذا الكلام ! ويكاد ينطبق على البعض أو الأكثر شطر الحديث ( شر أمرائكم الذين يبغضونكم وتبغضونهم ويلعنونكم وتلعنونهم .. وخير أمرائكم الذين يحبونكم وتحبونهم ..إلخ) !
ولعل من عجائب الزمن أن يكون قلب بلادنا ( فلسطين ) ..مركزا لأعجب أعاجيب التاريخ .. التي لم يسبق لها مثيل .. !
أعجوبة أعاجيب الدهر الكبرى في فلسطين وقيام دولة على أنقاض شعب!
فهل حصل في التاريخ أن هجم غزاة على بلاد ما ليُخلوها من شعبها ويطردوه ويُحِلوا محله وينشئواعلى أنقاضه وطنا ودولة .. لتحقيق المقولة الباطلة[ أرض بلا شعب لشعب بلا أرض]! فكأنهم منذ البداية- أو قبل البداية – [ شطبوا ] هذا الشعب واعتبروه غير موجود !
أليست هذه وحدها وبحد ذاتها – من أعجب الأعاجيب ؟! .. والأعجب أن [ أدعياء الحضارة وحقوق الإنسان والعدالة ..إلخ ] يؤيدون – بكل شدة وقوة وإمكانية – هذا الباطل الصراح .. ويقفون وراءه بكل إمكاناتهم المتنوعة سلاحا وإعلاما وسياسة واقتصادا ماديا ومعنويا..إلخ ؟!
بل هم الذين دفعوا لإقامة هذا الباطل ..وأسهموا في إيجاده وتثبيته وتسمينه وشراسته ووحشيته ..وأيدوا – بدون تحفظ يُذكَر - جرائمه الفظيعة والمستمرة .. ضد الإنسان والحيوان والشجر والحجر والبيئة ..والوجود كله ؟!
.. لقد عرف التاريخ غزاة كثيرين .. هاجموا بلادا أخرى وعاثوا فيها فسادا وخرابا ..ثم خرجوا وتحررت البلاد ..وبقيت (بقايا) الشعوب في أوطانها .. ولم يستجلب الغزاة كل شعوبهم ليستوطنوا البلاد المفتوحة ..وليقضواعلى شعبها ويشتتوه ويطردوه خارج وطنه .. ..بل [ والأعجب كذلك ] أن يوصَم من يدافع عن نفسه وأرضه و شعبه [ عالميا ] بالإرهاب ؟! ويقف ضده كل العالم المتحضر [ زعموا ]!؟.. أما الغزاة اللصوص الغرباء فيبالغون في الإجرام وقتل الشعب صاحب الأرض والبلاد وتدميره ..ويقال إنهم يدافعون عن أنفسهم .. فلا تثريب عليهم..و[ يربِّت المتحضرون المتوحشون ] على ظهور المجرمين استحسانا وتشجيعا ً؟!
السفاح البلطجي المتوحش : رجل العام المثالي عند اليهود !:
.. ألم يتم انتخاب أحد أقذر وأوحش مجرمي الصهاينة [ مئير داغان- رئيس الموساد الصهيوني ].. كرجل العام عنهم .. تقديرا لوحشيته وانعدام إنسانيته حيث اشتهر بأنه كان يقطع رؤوس من يقتلهم من الفلسطينيين ؟!.. وهو هوالذي نال أفخر الهدايا من بعض من سبق ذكرهم من[ الأبعدين ] مكافأة له على الإسهام في حماية كراسيهم واختراق نظمهم – كما صرح واعترف [ بعظمة لسانه ].. وكما يتفاخر بسيف ذهبي مرصع بالجواهر أهداه له حاكم عربي ..ويعرض ذلك [السيف ] كلما زاره زائر في مكتبه قرب تل أبيب ..والمفروض أن يباع ذلك السيف مع بقية الهدايا الثمينة التي يتلقاها المسؤولون الصهاينة – وخصوصا رجال الموساد من [الحكام العرب بالذات !!] ..حيث أن أكثر الهدايا تقدم لهم – أي لرجال الموساد اليهودي..وتعرض عادة للببع في المزاد ..حيث يحرم القانون عليهم الاستفادة من مناصبهم – عدا رواتبهم وبدلاتهم القانونية ..!!
المقتول والمظلوم يكافيء قاتله وظالمه ويحميه ، [ ويعقر] إخوانه ومواطنيه!:
.. أليس مثل هذا الجنون المستهتر ..من أعجب الأعاجيب في بلاد الأعاريب .. الذين اعتادوا – في زمن الذلة والضياع – أن يكافئوا قاتليهم ..ويعاقبوا من يحمونهم بأرواحهم ومقاوماتهم .. أم أنهم- كما أشرنا سابقا – يحنون لأصولهم ..ويخضعون أصلا لأؤلئك الأعداء ..ولذلك [الموساد الأبعد!] ..مثلهم ؟!.. وما هم إلا حراس لصالحهم .. على هذه الشعوب [ الضائعة المغفلة الدهماء ] لمنعها من النهوض والتوحد والتضامن ..والتقدم والتحرر الحقيقي ؟!
.. أليس هذا ما كشفه أحد كبار دهاقنتهم – بالضبط – في كتاب له أشار إليه أحد المفكرين العرب الإسلاميين الأحرار في محاضرة له ... سبق أن أشرنا إليها وإلى مضمون مانقل عن كتاب ذلك الصهيوني الخبيث !
.. ولعل أعجب من ذلك كله [ من نظم تتواطأ مع عدوها على شعوبها وإخوانها وجيرانها ... وتكافيء أعداء شعوبها وقتلَتهم .. ومن تكريم البلطجية السفاحين وانتخابهم كرجل العام المختار !]..إلخ.. ربما كان أعجب من ذلك ..دفاع القتيل [ أو من هو من المفترض أن يمثل القتيل (الشعب الفلسطيني ) ويحرص على مصالحه ] دفاعه عن عدوه – أو المفترض أنه عدوه .. لأن الأحداث تأبى إلا أن تتتابع وتكشف حقيقة الوجوه .. وفحش الخيانات !
فمن كان يتصور أن سلطة .. تسمى ( فلسطينية ) .. قيل إنها [ صُنِعَتْ] لتدير شؤون الشعب تحت الاحتلال ..- وفي الحقيقة ما فعلت إلا أن أزاحت عن الاحتلال جميع الأعباء وحملتها [ بالأجرة ] .. فهي وأركانها .. ليسوا أكثر من[ حمّالين أو عتالين ] وأجرتهم مما يتصدق عليهم الأوروبيون واليهود من أوساخ أموالهم و فتات موائدهم المسمومة ..التي لها ثمن أكثر منها سما وضررا .. شاهدناه وأحسسناه في مواقف تلك السلطة المتواطئة مع العدو في مظاهر وجرائم كثيرة ..منها :
1 – حماية العدو ومجرميه من الإدانة بمحاولة تأجيل مناقشة تقرير جولدستون .. وإن حاولت بعد ذلك سَتْر فضيحتها وعورتها بورق التوت ..ووافقت على مناقشة التقرير .. ولكنها كسرت حدته بالتأكيد – ولو كانت صادقة لكانت أول من يرفع الدعاوى للمحاكم الجنائية الدولية ..وفي كل مكان..ولكلفت [ سفراءها التافهين المشلولين والذين آخر مهماتهم خدمة الشعب الفلسطيني ..وقلما يفعلون!] لكلفتهم برفع قضايا لدى محاكم الدول التي تتيح قوانينها ذلك ..ولكن ..!
2 – وقبل ذلك كله حماية العدو كذلك – كل أفراده ومصالحه – بما سُمِّي [التنسيق الأمني ] وهي عبارة مهذبة للتعبير عن [ التجسس والخيانة ] فسلمت ما لديها وما تستطيع من معلومات عن كل المقاتلين والمعارضين للعدو والعدوان..حتى خلايا فتح وأفرادها ..ومن رفض أن ينصاع لخدمة اليهود ..وضحى بالشياكل والدولار واليورو ..أو استغنى عنها ..
3 – مقاومة المقاومة .. انسياقا مع [ خيانات التنسيق الأمني ] ..وعبودية لليهود ..[وللحاخام المجرم كيث دايتون ] الذي وظفه اليهود والأمريكان دكتاتورا جديدا على المناطق المحتلة والسلطة الساقطة .. لم يألُ رجال دايتون- أوعبيده كما نسميهم- في قمع المقاومة ..واعتقال رجالها ومصادرة سلاحها ..وتسليمه لليهود وللخنزير دايتون ؛ وتعذيب المعتقلين حتى الموت في كثير من الأحيان ..واعتقال حتى من يطلقه اليهود من سجونهم من الأحرار والمقاومين – بعد انتهاء مدد محكومياتهم الظالمة !
4 – التعاون الوثيق مع الاستخبارات الأمريكية – عدوة الله والشعوب والحريات والأخلاق ..وخصوصا عدوة الشعب الفلسطيني رقم (1) ..والتي لها النصيب الأوفر في الجرائم التي تحصل في فلسطين والمنطقة والعالم .. وهي مسؤولة مباشرة عن جميع وقائع وألوان التعذيب ..والوفيات بسببه التي حصلت في سجون [ السلطة التعيسة المستعبَدة ] .. كما فضحت ذلك صحيفة الجارديان البريطانية مؤخرا .. وإن كان هذا السلوك الإجرامي لل[ سي آي إيه ] ممارَس من زمان بعيد ..ليس في فلسطين وحدها بل فيما حولها ..وفي معظم أنحاء العالم العربي والإسلامي والثالث ..وحتى غير الثالث ..وسجونها السرية ..وتعذيبها الرهيب وماضيها الأسود المقزز .. كل ذلك معروف لكثيرين ..وخصوصا لمن اكتوت بلادهم وشعوبهم بنيران تلك الوكالة القذرة المتآمرة !
5 – التحريض على حرب غزة – كما ثبت على بعض [ سفهاء السلطة الساقطين أمثال المسمى الطيب عبدالرحيم وعبد ربه ونمر حماد ..ومحمود عباس نفسه وغيرهم ] ..وكذلك التعاون الوثيق مع العدو خلال العدوان – مما يُعَدُّ مشاركة في العدوان – وذلك بإمداد العدوالصهيوني بالمعلومات الدقيقة كما فعل دحلان وشركاؤه في الوقائي وغيره وأمثالهم من معلومات متوافرة لهم من قبل عن غزة ..وكذلك مما كانوا يستقونه أولا بأول من جواسيسهم وجواسيس اليهود في غزة ..من رجالات [ فتح الأشاوس ]!
6 – مناصبتهم العداء الشديد لإخوانهم في الكفاح والسلاح ( أو هكذا يفترض ان يكونوا ) ..ولكل مقاومة .وخصوصا في غزة .. ومحاربتهم لها قبل تنظيفها من فسادهم وبعد ذلك ..ومحاولتهم وضع كل العراقيل الممكنة أمام حماس والجهاد وغيرهما .. والاعتداء على المؤسسات والأشخاص .. وغير ذلك .. والتجسس عليهم لصالح العدو اليهودي .. ووضع كل العراقيل أمام المصالحة التي مسخوا شروطها بشكل يراد به جر حماس والمقاتلين..إلى [ أرسان وأغلال دايتون والموساد ] ليكونوا مثل فتح العباسية الأوسلوية سواء بسواء ..ّ
..ولطالما حاولوا أن يوهموا الناس أن العقبة الأساسية في سبيل المصالحة والتوحد هي حماس وحكومة غزة,., ولكن الواقع هي مطالباتهم إياها[ بالعبودية لدايتون والموساد ] والتخلي عن حق العودة والقدس ..إلخ هي العقبات الرئيسة ..ولا يملكون إلا ذلك ..وإلا توقف عنهم المدد والأموال المنتنه من الدولارات ..واليورو والشيكلات .. وشُلت السلطة ..وحُلت !
7 – استبدالهم شعبهم ومقاومته بدل العدو في محاربته .. فهم قد حولوا حياة الناس في الضفة إلى جحيم لا يطاق ..وكرروا كثيرا من أخطائهم الغزية هناك ..بل وفي احتفالهم بذكرى انطلاقة فتح .. رفعوا شعار [ تحرير غزة من المقاومة ومن حماس بدلا من تحرير فلسطين ]!!
فانظروا كيف بلغ الكيد الشيطاني ..بأن حول حركة تحرير فلسطين [ حتف – قلبت فأصبحت – فتح ] وهي الأن حركة خيانة فلسطين وتسليمها نهائيا لليهود .. والقضاء على أي نفس فلسطيني حر أو مقاوم ..سواء كان إسلاميا أوغير إسلامي .. حماسيا أو غير حماسي ..
إنه سحر دهاقنة الصهاينة والمستعمرين ووكالات الاستخبارات العدوة التي قلبت الأمور ..وحولت الاتجاهات .. بخطط وتدبيرات معقدة وطويلة ومحكمة " ومكروا مكرهم- وعند الله مكرهم – وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال "!!
وهكذا تحولت فتح من حركة لتحرير فلسطين من اليهود إلى عبيد لتحرير فلسطين من الفلسطينيين ..وضمان بقائها بيد اليهود إلى الأبد ..ومنع أي تحرك لتحريرها منهم..والمحافظة على أفرادهم ومصالحهم ..وبذل الأرواح [الرخيصة ] في سبيل ذلك ..!!
8 – وأخيرا .. وليس آخرا – فهؤلاء عجائبهم لا تنتي .. ما دام أسيادهم يصبون في أجوافهم الدولارات والشياكل واليورو ويأمرونهم بكل عجيبة فلا يملكون الرفض .. كأن [ المانحين ] قرداتية .. والبقية معروفة ...
نقول أخيرا .. تأييد السلطة [ الممسحة ] على لسان رئيسها .. لجدار العار الفولاذي المصري – بأمر وتامويل أمريكي – وإشراف صهيوني وتقنيات أوروبية .. لخنق غزة ..وربما تمهيدا لعدوان يهودي إجرامي جديد عليها..!
ما موقف ورأي [ العالم المتحضر البليد ] لو انقلبت الصورة وكان اليهود هم المظلومين؟!:
... هذه بعض الأعاجيب من الأرض الحبيبة فلسطين العجيبة .. وليس هذا كل شيء .. فالعرض مستمر .. وما أوردنا إلا بعض الأمثلة والشواهد .. والكل يوميا يشاهد ما يحصل في فلسطين ..ويرى أصداءه :
ولنتصور [الصورة مقلوبة ] لندرك فحش جريمة هذا العالم ..ومدى عمق مظلومية الشعب الفلسطيني .. مما يدفعه لعمل المستحيل للتمسك بحقوقه وحياته ووجوده ووطنه .. حتى يرد الكيل عشرة للصهاينة وكل من يشد على أيديهم ..ولو بكلمة..وهذا حتمي قريب بإذن الله تعالى:
فلو فرضنا أن الفلسطينيين يتحرشون بمدنيين يهود – كما يفعل المستوطنون ..تحت حماية جنود مسلحين ..
ولو فرضنا فلسطينيا داس بسيارته مرارا يهوديا جريحا أمام الناس ومنهم رجال الشرطة التي تتفرج على المشهد ببرود ولا أبالية
.. ولو فرضنا ان الفلسطينيين – مثلا – يُغيرون على اليهود يوميا ويتوغلون..ويقتلون منهم ويأسرون العشرات ويعاونهم يهود عملاء لهم خونة ليهوديتهم .. فيزيدون عدد المعتقلين ..وينكلون باليهود الذين يحاولون حماية أنفسهم ..أو الاعتراض على قطعان سائبة تعتدي على أرواحهم وممتلكاتهم – تحت سمع وبصر سلطتهم وشرطتهم المشلولة التي لا تحرك ساكنا إلا لقمع أبناء جنسها ودينها ووطنها .. إلخ..!
ولو فرضنا أن الفلسطينيين يهدمون بيوت اليهود ويحتلونها ..ويطردونهم من بيوت آبائهم وأجدادهم ..ويمنعونهم من البناء أو حتى من إقامة الخيام ويتركونهم في العراء في الحر والبرد ولو أنهم قطعوا أشجارهم أو منعوهم من جني ثمارهم وخصوصا أنها مورد رزق أساسي لهم؟
..ولو فرضنا أن عربا أو مسلمين أو حتى شياطين ! أوأي أحد يحاصر مليون ونصف مليون يهودي ويمنع عنهم معظم الضروريات الحياتية ..ويهدمون بيوتهم بغارات وحشية .. ثم يَحُولون دون بناء غيرها ويمنعون عنهم مواد البناء ..ويحيطونهم بسدود وحدود وجدر حديدية وغيرها ..ويمنعون عنهم الدواء والغذاء ؛ ويطلقون عليهم الماء العادم ويغرقونهم فيه !..إلخ
ولوأنهم ينشئون طرقا التفافية خاصة بهم وممنوعة على اليهود مع أنها – في أراضيهم مثلا ..ويُصادَر ويُخَرَّب كثير منها بسبب تلك الطرق ولو أنهم –أي الفلسطينيين ( أو س من الناس ) يقيمون جدارا يقضم أراضي ومزارع اليهود ويقسم مستعمراتهم وينكد عيشتهم ..إلخ
ولو أن إنسانا عربيا أو مسلما اشتهر بقطع رؤوس اليهود بعد قتلهم ..وانتُخِب رجل العام ..مثلا
ولو أنهم – أي الفلسطينيين مثلا – أو غيرهم - أسروا عشرات الآلاف من اليهود .. وأخضعوهم لألوان الحرمان والإهمال والتنكيل والتعذيب والظروف غير الإنسانية !
..ولو أن ...ولو أن .. ولو أن..إلخ من كثير مما نشاهد يوميا من المآسي والجرائم والمهازل .. لو كان ضحاياها من اليهود .. ..ماذا سيكون موقف [العالم المتحضر المنافق]؟ وحتى العالم العربي وغير العربي؟!
وكيف كانت ستكون ردود الأفعال ..؟؟!!
هل يسكتون ويتفرجون ولا يأبهون ..كما يفعلون الآن .. ؟!
أم أن [ إنسانيتهم الغائبة الآن ] ستستيقظ ؟!
ألا يكفي أن نذكر مثلا كيفية اهتمام العالم كله بأسير يهودي واحد ..وعدم الاكتراث بأكثر من 12 ألف أسير فلسطيني ؟!.. ألا يكفي هذا مثلا وأعجوبة ؟
..وما أكثر الأعاجيب ..وما أعسر إحصاءها وتتبعها ..وما أظلم هذا العالم المتحضر والصديق والشقيق والجار غير الشفيق..إلخ!!
وإلى اللقاء في أعاجيب أخرى في ميادين أخرى إن شاء الله .. ولا تزال الليالي تلد كل عجيبة !